خارطة لمواجهة “الحزب”… وإلا “يعطيكن العافية”

حجم الخط

مرّ على لبنان الكثير الكثير، منذ بداية تاريخه لغاية اليوم، من احتلالات وهيمنات، من حروب ونكبات، إلى أيام عزّ واستقرار. مرت جماعات ومجموعات تختلف بالسياسات والنظرة العامة للبلد، ففي فترة انقسم اللبنانيون بين مؤيد للاستقلال الفوري ومن اعتبر أن الاستقلال سابق لأوانه، أو بين من فضل العرب على الغرب أو من اقتنع بالعكس. لكن لم يشهد هذا البلد منذ نشأته، حتى في أقسى زمن الاحتلال على عقليّة غريبة مستوردة كأفكار حزب الله الحالية.

اعتاد اللبنانيون على مفاخرة “الحزب” بانتمائه الكامل والتام إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، وأن يخبر اللبنانيين صراحة أن أمواله ورواتب موظفيه وكل ميزانيته من إيران. ولكن الجديد هو الكلام الصادر عن أحد مسؤوليه في مقابلة تلفزيونية والذي اعتبر فيه أن تهريب المواد من غذاء ودواء ونفط عبر الحدود هو من الأمور المشروعة لا بل إن “التهريب في صلب عمل المقاومة”.

فهل فائض القوة هو ما يجعل من هذا الفريق يتصرف بما تمليه عليه مصالح مرجعيته الإقليمية على حساب المصلحة الوطنية؟ وهل لا يزال مقبولاً أن يتاجر حزب الله بغذاء وصحة اللبنانيين لإرضاء حليف من هنا ودولة من هناك؟

المشكلة اليوم، وفق الوزير السابق النائب المستقيل مروان حمادة تكمن بـ”الوقاحة المتمادية”. ويشير، في حديث لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى أنه “كما نرى الوقاحة المتمادية في الشؤون القضائية والحكم عموماً، نرى وقاحة أكبر بتصرف حزب الله حيال الحدود اللبنانية، المصير اللبناني، القوت اللبناني ومستقبل أبناء الوطن وحياة اللبنانيين، هذه الوقاحة جرتهم إلى القيام بما يقومون به عبر المعابر، التي هي ممر للسلاح والبضائع، والطحين والمحروقات، الأمر الذي محا الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً منذ العام 1920 وكرّس العبور بالاتجاهين لكل ما له علاقة بالأمن الغذائي والاستراتيجي للمحور الإيراني السوري على حساب كل فرد في لبنان”.

ويضيف حمادة، “كل لقمة خبز وكل صفيحة بنزين، وكل قارورة غاز وعلبة غذاء تخرج من لبنان هي جريمة بحق الشعب الذي بدأ يجوع فعلاً. فالمشكلة ليست فقط استراتيجية واسعة إنما بدأت تطاول حياة الناس اليومية فأصبح الشعب اللبناني تحت هيمنة لا تطاق وتعاكس تماماً ما تعهد به الأمين العام لحزب الله في حوار عام 2006 وكل الحوارات التي تلته مروراً باتفاق بعبدا واتفاق الدوحة الذي كرس صلاحيات مشؤومة لحزب الله والعونيين بعد الانقلاب الذي قاموا به في بيروت”.

ويؤكد حمادة على “ضرورة تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701 وكل ما يتعلق بها، فجميعها تطالب بالحفاظ على حدود لبنان وسيادته وحل الميليشيات. اليوم هناك قوى تسمي نفسها لبنانية، لكنها نوع من الاحتلال الإيراني للبنان، فالقرارات الدولية مكملة لميثاق الـ43 واتفاق الطائف”.

ويتوقف حمادة عند سؤال يطرحه معظم الشعب حول ما إذا كانت المشكلة مع حزب الله هي فقط السلاح، قائلاً، “ثقافة الهيمنة هي المشكلة، وهي تمتد إلى كل الحقول مثل تخطي القضاء وتحدي الأمن وضرب الاقتصاد، فالسلاح ليس المشكلة وحده، لكن عقلية الهيمنة الفاشية التي يتمتع بها حزب الله وبعض عملائه في السلطة اللبنانية هي المشكلة الأساسية التي يجب حلّها، فالقصة لم تعد فقط قصة سلاح، بل حياة أم موت لكل لبنان”.

ويرى الوزير السابق أنهم “يجاهرون بكل وقاحة باستمرارهم بهذا النهج حتى لو مات الناس جوعاً، في المقابل نحن سنبقى نعارض السلاح والعقلية الفاشية المهيمنة على الحكم اللبناني لإعادة الديمقراطية للبنان وإعادة عمل المؤسّسات في ظل سلاح واحد هو سلاح الجيش اللبناني فقط”.

“المواجهة اليوم ليست بنقطة واحدة إنما شاملة تتطلّب انتفاضة شعبية، سياسيّة، قضائية، إقليمية، دوليّة لإنقاذ لبنان، وفق حمادة. وهنا لا بدّ من التأكيد على أن كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي في محلّه لأن لا حل خارج الحياد. فتركيبة لبنان التعدّدية لا تحتمل معاداة العالم كلّه، فلبنان بلد سلام والشعب اللبناني يحب السلام والحرية وهذا ما يجب أن نحافظ عليه”.

ويعتبر أن “خارطة الحلّ موجودة أمام أعين الجميع. “البداية تكون بتشكيل حكومة مستقلّة نظيفة لمنع الانهيار التام والشامل من ثم الذهاب إلى انتخابات نيابية لتجديد الطاقم السياسي الهرم، وطبعاً التأكيد على حياد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية والخروج بتاتاً من كل المحاور، فليس كلما وصل مجنون إلى السلطة بالداخل يطيّر الجمهورية بأكملها”.

“هذا هو الحل الوحيد لعودة العافية إلى لبنان، وغير ذلك… يعطيكن العافية”، يجزم حمادة.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل