أقساط طلاب الجامعات… 250 منحة من “القدامى”

حجم الخط

لطالما كان لبنان جامعة الشرق يستقبل طلاباً من كافة البلدان العربية وحتى الأجنبية، ويقدّم مستوى تعليميّاً عالياً ينافس الجامعات الأجنبية. البعثات الأجنبية والإرساليات اختارت هذا البلد منذ مئات السنين كمركز أساسي في المنطقة لمدارسها ومعاهدها وجامعاتها. لكن الأزمات الاقتصادية الخانقة التي عصفت بلبنان جعل مصير التعليم مجهولاً، فلا الجامعات الخاصة تملك القدرة على الاستمرار بسعر الأقساط الحالية ولا الطلاب باستطاعتهم دفع تكاليف إضافية. والكل يدور في هذه الدوامة المفرغة منذ بداية الأزمة بلا أي بوادر لإنقاذ التعليم في لبنان. فما الحلّ؟

“طلاب الجامعة اليسوعية أطلقوا مبادرة لافتة هذا العام لجمع 250 قسط جامعي من القدامى والمغتربين لمساعدة من هم الأكثر حاجة”، تقول مديرة دائرة الحياة الطلابية في الجامعة اليسوعية غلوريا عبدو لموقع “القوات اللبنانية”. وتلفت إلى أن “الجامعة اليسوعية تواكب مبادرة الطلاب بمبادرات مماثلة لتحصيل مساعدات إضافية للطلاب في ظل هذه الظروف الصعبة، فهي لم ترفع أقساطها على الرغم من الأزمات وبقيت تسعر على سعر صرف 1515 ليرة للدولار. كما أن الجامعة تؤمن مستلزمات لوجستية للطلاب الأكثر حاجة من Laptops إلى معدات أخرى”.

وتصف طالبة الماجيستير في الجامعة اليسوعية بيرلا الأحمر المبادرة الطلابية بـ”قرار البقاء”، وتعتبر، عبر موقع “القوات”، أن “الأزمات تتوالى وتتفاقم لكن نحن كشباب لبناني وطلاب علينا مسؤولية الحفاظ على ما تبقى من أمل فالمستقبل آت والأزمات لن تدوم والهجرة لا يجب أن تكون الحل الوحيد أمام الطلاب. لهذا قرّرنا كطلاب إيجاد حلول لمواصلة تعليمنا والحفاظ على استمرارية الجامعة. من هنا ولدت فكرة مبادرتنا التي تحمل اسم جيل الأمل، لأن الأمل باق بيننا مهما أمعن السياسيون بمشاكلهم وأزماتهم”. وتلفت إلى أنه “من الخطأ اعتبار أن المشكلة اليوم بين الجامعات من جهة والطلاب من جهة أخرى. بل إن الجامعات ـ أو الجامعة اليسوعية تحديداً وطلابها يقفون في نفس الخندق، يحاولون يومياً الصمود ويجدون سوياً الحلول الملائمة”.

من جهته، يوضح مصدر إداري في إحدى الجامعات الكبرى أن الجامعات اتفقت بغالبيتها سابقاً على اعتماد سعر صرف جديد للأقساط. ومن ثم تراجعت، مراعاةً للطلاب وتجنباً لأي مشاكل ونزاعات بين إدارات الجامعات والمجموعات الطلابية التي أثبتت خصوصاً في السنوات القليلة الماضية قدرتها على المواجهة والتوحد.

أما رئيس دائرة الجامعات الفرنكوفونية في مصلحة طلاب “القوات” شربل مينا، يؤكد أن “الجامعات الفرنكوفونية استجابت مشكورة، هذا العام لمطالبنا بتثبيت الأقساط، لكن أقساط العام المقبل تبقى غير معروفة حتى اللحظة”. ويصف قرار الجامعات باحتساب الأقساط على سعر الـ3900 لكل الطلاب بغير العادل”. ويكشف عبر موقع “القوات” عن أن الدائرة ستقدم قريباً طروحاً بديلة للجامعات، “فمثلاً وضعنا اقتراحات قيد الدرس، مثلاً أن تحتسب أقساط الطلاب الجدد على السعر الجديد أما الطلاب المسجلين في الجامعة فتبقى أقساطهم على ما هي عليه لأن الطالب تسجل ودخل إلى الجامعة على أساس معيّن ومن غير المنطقي تغيير الأقساط المتفق عليها بعد دخوله”.

ويتابع، “طلاب القوات يتابعون الملف ببالغ الأهمية ويقفون إلى جانب كل طالب يحتاج مساعدة أو أي دعم كان. فهذا ما اعتدنا على فعله دائماً وهذا ما تقوم به اليوم”.

أما في الجامعات الأميركية يختلف الوضع تماماً. فالجامعات احتسبت اقساطها على سعر صرف الـ3900 والمفاوضات فشلت بين الإدارات والطلاب.

ويكشف رئيس دائرة الجامعات الأميركية، روي داغر عن أن طلاب “القوات” في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU سعوا، اوائل الفصل الدراسي، إلى تقديم اقتراح علمي مدروس، يهدف إلى تأمين التوازن بين حاجة الجامعة وإمكانات الطلاب المادية، بما يكفل حسن استمرار سير العمل الأكاديمي. وتم رفع الاقتراح إلى الإدارة لاستمزاج رأيه وإطلاق البحث الجدي في المضمون.

ويروي داغر أنه “في مضمون الاقتراح، دعوة إلى اعتماد جدول يُحدِّد المستفيد من سعر الصرف القديم، قياساً على الفترة المتبقية له لنيل شهادتِهِ. وكذلك تقسيم المستحقات المالية على أربع دفعات ممّا يسهّل عملية الدفع لأولياء أمور الطلّاب”.

ويتابع داغر، “تقترح الدراسة جدولة ارتفاع سعر الصرف بشكلٍ تدريجيّ لتمكين الطلّاب من التكيّف مع هذا الواقع. ويطالب الاقتراح أخيراً باحتساب المساعدات الماليّة المخصّصة للطلاب على سعرها الأصلي، لا سيّما أنّ العديد من المساعدات والمعونات تصل إلى الجامعة بالدولار الطازج”.

“لكن إدارة الجامعة لم تتجاوب مع الطرح ولم يأت أي رد مباشر أو غير مباشر من قبلها حول الإقتراح المقدّم من الطلاب، على الرغم من من التواصل الدائم والمتابعة الشبه يوميّة”، يقول داغر. ويؤكد على أن “دائرة الجامعات الأميركية في مصلحة الطلاب لن تتوقف عن متابعة الملف بدقّة من خلال خليّتها في الجامعة وستستخدم كل وسائل الضغط المتاحة لكي تصل إلى حل يرضي جميع الأطراف”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل