على هامش المشاركة اللبنانية الرسمية في افتتاح مكتب لمنظمة السياحة العالمية في الرياض، عقد وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال رمزي مشرفية منتصف الأسبوع لقاءات مع وزراء السياحة العرب، في موازاة توقيع اتفاقية مع العراق لتحفيز العراقيين على المجيء إلى لبنان بهدف السياحة الطبيّة. هل تؤشر هذه اللقاءات إلى عودة السياح العرب والخليجيين إلى لبنان هذا الصيف؟
رئيس المؤسسات السياحية في لبنان نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر يستبعد، في حديث إلى موقع “القوات اللبنانية”، نجاح الوزير مشرفيّة في جذب السائح السعودي والعربي إلى لبنان هذا الصيف، عازياً ذلك إلى أن “المشكلة أكبر من أن يحاول وزير السياحة معالجتها في جذب السياح السعوديين وعودة العلاقات إلى طبيعتها، على الرغم من أننا نحلم في تحقيق ذلك، لكن المشكلة أكبر من ذلك”.
ويعتبر أن “ليس تدني أسعار الخدمات السياحية هو الجاذب الرئيسي للسائح إنما هناك عوامل أخرى أهمّ، على سبيل المثال إطلاق تحذيرات على لسان مسؤولين أمنيين يتخوّفون من حصول تفجير وأعمال أمنية خطيرة، كيف سيتشجع السائح على المجيء إلى لبنان؟”.
يقول الأشقر، “أطلقنا الصرخة منذ العام 2012 من دون أن نلقى آذاناً صاغية من أحد، لأن الجميع تقصّد صمّ آذانهم عن صراخنا، منذ ذلك العام عندما تم التهجّم على دول الخليج ومسؤوليها وأهلها من قِبَل شخصيات لبنانية، بدأ تحذير الرعايا الخليجيين من المجيء إلى لبنان وصولاً إلى إعلان الحظر. وهنا كانت بداية الكارثة التي نتلقى اليوم نتائجها السلبية على القطاع السياحي خصوصاً والاقتصادي عموماً.
ويوضح أن “الخليجي ليس سائحاً فحسب، إنما أيضاً مستثمراً وموظفاً لـ750 ألف لبناني في الخليج العربي. فنحن أول مَن شَعَر بالأزمة، وعندما حاولنا في الأعوام 2016 و2017 و2018 أن ننوّع السياحة في لبنان، تمكنّا من ذلك واستطعنا جذب السائح الغربي لكن مردوده كان أقل بنسبة 40 في المئة من السائح العربي من حيث حجم الكتلة النقدية التي ينفقها في لبنان، وهنا كانت المشكلة.
ويتمنى الأشقر “معالجة المشاكل العالقة بين لبنان وأهل الخليج لأنهم في النهاية يشكّلون العمود الفقري والأساسي بالنسبة إلينا منذ عشرات السنين، فنحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى النقد النادر الذي يوفّره السائح الخليجي”.
وعن لقاءات الوزير مشرفية التي سيعقدها مع وزراء السياحة العرب وعما إذا كانت ستأتي بنتائج فعّالة، يلفت الأشقر إلى أن السعودية والإمارات ودول الخليج كافة “متضامنة في موقف واحد موحّد، إنما إذا أردنا إعادة لبنان إلى الخارطة السياحية يجب أن تكون صورتنا أفضل مما هي عليه اليوم، إذ إن الفوضى في كل شيء، الأمن والكهرباء والنفايات… بلد متفكك وكل التصاريح التي تطلقها كل الجهات السياسية لا تطمئن السياح للمجيء إلى لبنان”.
ولم يغفل الأشقر التذكير بأن عدداً من الدول الغربية حذّرت رعاياها من المجيء إلى لبنان إضافة إلى الدول الخليجية، وبالتالي هذا التحذير لا يجعل من لبنان وجهة سياحية إطلاقاً.
وعن الاتفاقية مع العراق لتحفيز العراقيين على المجيء إلى لبنان من أجل السياحة الطبية، يقول، إنها من الملفات التي يُعمَل عليها منذ فترة طويلة، فمنذ عشر سنوات تقريباً غالبية السياح الذين يقصدون لبنان بهدف السياحة الطبيّة هي من الجنسية العراقية. وإذ يتأسف للنقص الحاد في المستلزمات الطبية في المستشفيات حالياً، يؤكد النقيب ذاته، أن الأطباء والممرضين اللبنانيين والقدرات الطبية في لبنان ونوعية المستشفيات العاملة فيه، لا يزالون أفضل بدرجة كبيرة من بلدان كثيرة ولا سيما العراق، مبدياً أسفه مغادرة الأطباء والممرضين الناجحين بالمئات بسبب الظروف المعيشية الراهنة في البلاد.
ويتوقع الأشقر مجيء قسم كبير من اللبنانيين إلى لبنان هذا الصيف على الرغم من الأوضاع السلبية القائمة. وأي مغترب سيأتينا بنقد ٍنادر (دولار أميركي وغيره من العملات الأجنبية) ونحن اليوم في أمسّ الحاجة إليه.
أما عن الأعداد التي ممكن أن تأتي هذا الموسم، فيلفت إلى “450 ألف لبناني موجودون في الخليج العربي بالإضافة إلى 230 ألفاً في الدول الإفريقية من المتوقع أن يؤمّنوا لنا النقد النادر، كما أن هناك ما يقارب 650 و700 ألف لبناني اعتادوا على السفر كل صيف إلى الخارج للسياحة، فضّلوا البقاء هذا العام في لبنان لتمضية موسم الاصطياف في ربوعه رغماً عنهم لأن أموالهم محجوزة في المصارف”.