كتب جاد دميان في “المسيرة” – العدد 1717
ابرز سمات التضحية، بذل الذات في سبيل الاخرين وقد يكون الاستشهاد دفاعاً عن بقاء الوطن واستمراريته من اعلى هذه المستويات واعمقها. في شهر أيار، تعود بي الذاكرة الى من حافظ على امانة من سبقوهم، وقد نقلوا هذه الامانة لأجيالٍ لاحقة من دون معرفة او علاقة. رمزي عيراني وبيار بولس، شهيدا المقاومة اللبنانية في زمن السلم المفترض، وقد دفعا ثمن تخاذل وتآمر وعمالة نظام امني سوري لبناني مشترك.
حاول نظام بشار الاسد خفت صوت طلاب القوات اللبنانية، الجسم الحزبي الذي ساهم في إبقاء قضية اعتقال الدكتور جعجع نابضة في قاعات المدارس والجامعات فكانت النتيجة بعد سنينٍ قليلة، اكتساحاً للانتخابات والهيئات الطالبية بالاضافة الى كتلة للقوات اللبنانية على مساحة قضايا الوطن وهمومه في حين، يجاهد بشار الاسد لاقتسام ما تبقى من نفوذٍ في بلاده مع التركي والروسي والايراني والاميركي ومن بينهم من خلال مسرحية انتخابية هزيلة تزامنت مع ذكرى اغتيال رمزي عيراني في ٢٠ آيار. ما حصل في هذا النهار هو عربون وفاء، للمعتقلين في السجون السورية ولشهداء سقطوا دفاعاً عن الكيان اللبناني والتأكيد على أن المجتمع اللبناني ما زال حياً، رافضاً للخنوع او الاستسلام.
ما قام به شهداء المقاومة اللبنانية هو التضحية من اجل ان تحافظ الاجيال اللاحقة على قيمة الحرية، هذه الحرية التي تعشق محاولة تكبيلها لتبرهن للواهمين بأنها تستحق معناها.
جاد دميان – منسِّق قضاء طرابلس في “القوات اللبنانية”
للإشتراك في “المسيرة” Online:
http://www.almassira.com/subscription/signup/index
from Australia: 0415311113 or: [email protected]