تحوّلت صيدليات لبنان بفعل الأزمات المتتالية والمتراكمة من غلاء فاحش، وانقطاع الدواء إلى رفوف فارغة غابت عنها معظم الأدوية التي اعتدنا عليها ورافقتنا منذ سنوات. ولكسر هذا الفراغ، لجأ أصحاب الصيدليات إلى تعبئتها بأصناف عدة من كريمات الوجه والجسم وبعض ألواح الشوكولا المكمّلة للغذاء.
وظهرت في الآونة الأخيرة عادة جديدة خطيرة تكمن في بيع بعض مستحضرات التجميل والكريمات المنتهية الصلاحية منذ فترة قصيرة بأسعار أرخص، ولقيت هذه الخطوة اقبالاً لدى الناس خصوصاً أن القدرة الشرائية انخفضت بشكل كبير. فإلى متى ستبقى رفوف الصيدليات فارغة وهل أزمة الدواء تتجه إلى كارثة طبية كبيرة؟
“على اللبنانيين أن يودّعوا ماركات الدواء العالمية التي اعتادوا عليها”، يقول نقيب الصيادلة في لبنان غسان الأمين، مضيفاً، في حديث لموقع “القوات اللبنانية” الالكتروني، “اللبناني كان مرفهاً دوائياً إلى حد كبير، فكل الماركات العالمية يحصل عليها بسعر زهيد أقل حتى من سعر بيعها في بلد المنشأ، مثلاً في البلدان المجاورة وحتى البلدان البعيدة، معظم الناس يشترون أدوية الـgenerique فهي تركيبة الدواء الأصلي ذاتها بسعر أقل”.
ويشير إلى أنه “قانونياً لا يحق لأي صيدلي أن يبيع دواء مهما كان، بصلاحية منتهية، وعليه إعادته إلى الوكيل، ولكنا تعلمنا في الجامعة أن أي دواء يمكنه أن يخدم من شهرين إلى ثلاثة أشهر بعد انتهاء صلاحيته بفعالية أقل، لكن أكثر من هذه المدة يمكن للدواء أو المرهم أن يسبّب الحساسية مثلاً”.
ويلفت الأمين إلى أن “كل الأدوية المسجلة في وزارة الصحة العامة هي أدوية ذات جودة عالية وفعالية كبيرة لذا أدعو المواطنين إلى عدم التردد في استخدام الدواء البديل إذا كان مصنعاً محلياً أو في بلدان أخرى”.
ويعتبر أن “المشكلة اليوم في لبنان بشكل أساسي هي التهريب إلى الخارج. أما التخزين فهو موجود، لكن ليس هو أساس الأزمة. وعلينا أيضاً ألا ننسى التخزين الكبير في البيوت. فالمواطن يخزن الدواء في بيته وهذا خفّف من حدّة الأزمة لأن الأدوية اليوم مقطوعة تقريباً. الجار يعطي جاره، المخزِّن يساعد المقطوع”.
وفي ما خص رفع الدعم عن الدواء، يوضح الأمين “ننتظر جواب حاكم مصرف لبنان لمعرفة مدى إمكانيته على دعم الدواء أي المبلغ الشهري الذي سيدفعه المركزي على الدواء، ومن المتوقع أن نحصل على جواب منه اليوم الأربعاء. مصرف لبنان خصّص، سابقاً، من 90 إلى 100 مليون دولار شهرياً لدعم الدواء وعلينا انتظار جواب سلامة لوضع الفاتورة الدوائية الجديدة”.
ويحذّر الأمين من أن الانفجار الصحي الكبير لم يصل بعد لكنه يقترب إذا بقي الوضع السياسي والاقتصادي على ما هو عليه، “والمطلوب اليوم وضع خطط انقاذ مدروسة وفعالة تعيد لبنان إلى الخارطة الطبية الإقليمية والدولية كما كان، رائداً في المجال الطبي وحتى الدوائي، فمصانع الدواء في لبنان من الأفضل في المنطقة تنافس حتى الدواء الأوروبي والعالمي”.