حالات المتحوّر الهندي فوق الـ100… لا عودة للإقفال

حجم الخط

خبر دخول المتحور الهندي من كورونا إلى لبنان لم يكن مفاجئاً لمن يدرك تماماً ذهنية هذا البلد الفاتح أبوابه على مصراعيها. فالمطار مشرّع أمام الوافدين، و”المتحور” سريع الانتشار، والمناعة المجتمعية لم تصل بعد الى نسب مطمئنة تحمي الناس وتقيهم شرّ “جديد كورونا”.

وبعد تسجيل وفاتين و207 إصابات بـ”كورونا”، وفقاً لوزارة الصحة، في ارتفاع ملحوظ عن الأيام السابقة، منها 7 حالات بين الوافدين إلى لبنان، تؤكد مصادر موقع “القوات اللبنانية” أن عدد المصابين بالمتحور الهندي أكبر بكثير مما هو معلن عنه، ملامساً المئات، مشيرة الى أن تلك النتيجة كانت منتظرة، مع الانتشار الهائل الذي سجله المتحور في أكثر من 66 دولة في العالم.

إذاً، رافق المتحور القادمين من الخارج، إذ بيّنت وثيقة وزارة الصحة ثلاث دول منها؛ السعودية، والإمارات، وأثيوبيا، لكن حتى الساعة لا إجراءات نوعية تتعلق بالقادمين عبر مطار رفيق الحريري الدولي، باستثناء فحوص الـPCR ومتابعة من تأتي نتائجهم إيجابية، والطلب الى الوافدين الحجر، من دون أن يكون للبلديات الصلاحيات في مراقبة الوافدين وإجراء فحوص لهم بعد أربعة أو خمسة أيام، لحجج ليست فعلاً مفهومة.

 

في هذا السياق، يؤكد رئيس قسم الطب النووي في الجامعة الأميركية، مستشار وزير الصحة للأمور الطبية الدكتور محمد حيدر، أن ما يجب أن يعرفه اللبنانيون، يتلخص بأن المتحور الهندي سريع الانتشار ومن الممكن أن تنتقل العدوى الى أعداد كبيرة من الناس، “وهنا تكمن خطورته”، مجدداً المطالبة بالحفاظ على الوقاية لأنها الأساس.

يشير، في حديث لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، الى أن اللبنانيين يستسهلون الأمور، إذ ما إن فتح البلد حتى عادوا الى مزاولة حياتهم بشكل طبيعي، متناسين كورونا والكمامات والإجراءات الوقائية، موضحاً أن شخصاً واحداً في لبنان نقل عدوى المتحور الهندي الى خمسين آخرين، و”القصة مش لعبة”.

ويكشف عن أن في لبنان ما يزيد عن المئة حالة بالمتحور الهندي، “ويمكن القول إن أكثرية الإصابات في لبنان اليوم هي دلتا”، وإذ ينفي أن تكون الأعداد لامست الآلاف، يؤكد متابعة وزارة الصحة للفحوصات الإيجابية بشكل دقيق مع الجامعة اللبنانية والجامعات الأميركية لنكون على بينة من تطور الأمور وتسلسلها بشكل دقيق.

يشرح حيدر أن لـdelta عوارض كورونا التقليدية نفسها، مع تسببه بسيلان في الأنف ووجع حاد في الرأس، مبدياً خشيته من امتلاء المستشفيات بسبب سرعة انتشار المتحوّر، ما يسبب ضغطاً إضافياً على القطاع الصحي المنهار بفعل الأزمة الاقتصادية. يضيف، “يصعب علينا إيجاد الدواء ونعاني من انقطاع كبير في الكهرباء، ما يعني أن سرعة انتشار المتحور ستؤدي حتماً الى ثمن باهظ ستدفعه العناية الصحية نتيجة الأزمة الاقتصادية”.

“لا توجه لإقفال البلد، ولا يزال الوقت مبكراً جداً للحديث عن هذا النوع من الإجراءات”، يقول حيدر، الذي يخشى أن يكون لبنان في سباق مع الوقت لكي يتمكن من تلقيح القسم الأكبر من قاطنيه، بغية التصدي لموجة جديدة قريبة من كورونا من المتوقع أن تبدأ نهاية آب ـ بداية أيلول، جازماً بأن اللقاح الذي يحمي من يلتقط عدوى المتحور الهندي بنسبة 96% وفي حال التقط العدوى يصاب بعوارض بسيطة، هو الحل الأمثل في المرحلة الحالية.

يشدد على ضرورة المحافظة على الوقاية الشخصية، ونظافة اليدين، والتعقيم والتباعد الاجتماعي الذي يبقى الأساس، إضافة الى ضرورة الوجود في أماكن مفتوحة ومهوّاة طبيعياً، بعيداً من الأماكن المغلقة، لأن الأخيرة تعتبر سبباً أساسياً لانتشار الفيروس، مشجعاً على الإقبال بشكل أكبر لتلقي اللقاح، بعدما أظهرت كل الأبحاث أن اللقاحات المعتمدة في لبنان، (فايزر، استرازينكا وسبوتنك)، فعاّلة بمنع انتشار المتحور والحماية من Delta.

ينصح حيدر اللبنانيين بضرورة التسجيل على المنصة، وإذ يستغرب خوفهم من تلقي لقاح دون آخر، يجزم بأن جميعها آمنة وفعالة، مذكراً بأن وزارة الصحة أعلنت في بيان رسمي الأسبوع الماضي أن الآثار الجانبية للقاحات الثلاثة هي نفسها.

ويذكر بأن وزارة الصحة تسعى الى تأمين أعداد أكبر من اللقاحات، مطالباً من لم يُسجل في المنصة أن يبادر بسرعة الى ذلك، كي يبقى بأمان، موضحاً أن 21% من سكان لبنان تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح، فيما حصل على الجرعتين 10.8%، وأصيب 700 ألف شخص في لبنان بالفيروس، إلا أن هذا الرقم يجب ضربه بثلاثة، لافتاً الى أن المناعة المجتمعية اللبنانية وصلت الى 50% تقريباً.

​أي عملية نسخ من دون ذكر المصدر تعرض صاحبها للملاحقة القانونية

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل