من بين الأسماء التي تُطرح، أو يتم التسويق لها، أو ترمى لحرقها في البازار المفتوح لتكليف رئيس جديد بتشكيل الحكومة العتيدة، التي طال انتظارها منذ استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، يبرز اسم رئيس الحكومة الأسبق رئيس كتلة الوسط المستقل النائب نجيب ميقاتي، كمرشح جديّ يملك حظوظاً مرتفعة لتولّي هذه المهمة الشاقة في ظل الانهيار المتدحرج والمتسارع نحو التفكك الكليّ.
عملياً، لا يُحسد أي رئيس حكومة مقبل على ما سيواجهه وحكومته من صعوبات جمّة، لمحاولة وقف الانهيار أولاً، والأمل بإنجاز شيء ما ولو من باب وضع الخطوط العريضة الأساسية للخروج من الأزمة، مثل البدء على الأقل بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي حول برنامج إنقاذي وإجراء ما أمكن من الإصلاحات الضرورية، قبل أن تدهمه الاستحقاقات المفصلية التي باتت على بعد أشهر قليلة، والأبرز فيها الانتخابات النيابية في آذار العام 2020. فهل سيشهد اثنين الاستشارات النيابية الملزمة المقبل صعوداً للدخان الأبيض من قصر بعبدا؟ وهل بات محسوماً أن ميقاتي سيكون الرئيس المكلف الجديد بتشكيل الحكومة؟
عضو كتلة الوسط المستقل التي يترأسها ميقاتي، النائب نقولا نحاس، يؤكد، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “هناك تواصلاً و(أخد وعطا) وجسّ نبض مع ميقاتي إذا كان يقبل بالتكليف، لكن لا شيء ثابتاً ونهائياً بعد”.
ويكشف نحاس، عن أن ميقاتي “قال للمتصلين الكثر به إن الموضوع ليس رئيس حكومة بل ما سنقوم به للخروج من المأزق، أو على الأقل البدء بمسيرة النهوض التي تحتاج إلى وقت طويل”، لافتاً إلى أن “ميقاتي يملك تصوراً لكيفية الخروج من هذا الجهنم الذي نحن فيه”.
ويشير، إلى أن “ميقاتي يشدد على البحث في التفاصيل، لأنه في حال لم يمنح الأدوات والسلطة الكاملة لإجراء ما يجب إجراؤه في وقت قصير جداً، يكون كمن يغش الناس، وهو لن يغشهم قطعاً. بالتالي (الأخد والعطا ماشي) حول المنطلقات والتفاصيل بما يتعلق بالمرحلة المقبلة وعمل الحكومة، أما القول إن التوافق بات واقعاً فعلياً فلا معطيات حاسمة بعد”.
وعن توقع حصول لقاء بين الرئيس المعتذر سعد الحريري وميقاتي، خارج لبنان، قبل موعد الاستشارات النيابية الملزمة الاثنين المقبل، لا ينفي نحاس “إمكانية حصول هذا اللقاء في وقته، بحال كانت هناك ضرورة”، مشدداً على أن “التواصل بين ميقاتي والحريري دائم، والأساس والعقدة ليسا هنا، فالتوافق على تأليف الحكومة ليس مع الحريري بل مع العهد، وباقي الفرقاء طبعاً، لكن رئيس الجمهورية هو اللاعب الأساسي والمعنيّ الأول”.
أما في شأن ما يتردد عن أجواء إيجابية من حزب الله تجاه ميقاتي، يقول نحاس إن “الجميع يتواصل معه بشكل إيجابي، لكن هذا لا يعني أنه تم التوافق على كل المعطيات”، مشيراً إلى أن ما يمكن أن يجعل ميقاتي يقبل بحمل كرة النار هذه، هو “حكومة يؤمن بأنها ستشكِّل فريقاً واحداً، ما يمكّنها من السير باتجاه واحد لا باتجاهات عدة”.
ويشدد، على أن ميقاتي يؤكد أنه “لم يعد بإمكاننا السير بعربة مع أحصنة تشدّ في اتجاهات متعددة بل يجب أن تسير العربة باتجاه واحد، وأن تكون الحكومة فريقاً واحداً من وزراء متفقين على كل الإنجازات والإجراءات التي يجب أن يقوموا بها، ولديهم (كارت بلانش) من الجميع بأنه لم يعد أمامنا سوى هذا الطريق للإنقاذ”.
ويفضِّل نحاس “عدم توسيع (البيكار) كثيراً”، بالنسبة للكلام عن الأجواء الخارجية، العربية والدولية خصوصاً الفرنسية، المرافقة، مشيراً إلى أن “الجميع يريد حكومة، ولا شيء تغيَّر في المعطى الأساسي ومواقف الفرقاء معروفة”. ويشدد، على أن “المطلوب أن نقترب نحن من المعطيات التي تدفع الخارج لمساعدتنا”.
ويؤكد، أن “ميقاتي، طالما أنه (يأخذ ويعطي) هذا يعني أنه جاهز لتنكُّب هذه المهمّة، لكن بشرط تلبية المندرجات التي يعتبر أنه يمكنه بموجبها القيام بواجباته في حال تأمَّنت”. ويضيف، “إذا حصل ميقاتي على ضمانات من الأطراف كافة، عندها سيقوم حتماً بتقييم مدى جدّيتها وثباتها ويتخذ قراره على ضوء ذلك، لكن حتماً ليس قبل أن توضع بين يديه المعطيات والضمانات بشكل صريح وواضح”.
ويعتبر نحاس، أنه “من الطبيعي والمفروغ منه أن ميقاتي على تواصل وتشاور دائم مع رؤساء الحكومات السابقين حول هذا الموضوع، والخطوط العريضة باتت معروفة لدى الجميع”.
أي عملية نسخ من دون ذكر المصدر تعرض صاحبها للملاحقة القانونية