أسبوع وتدخل مجزرة مرفأ بيروت تحت عدّاد السنوات، بعدما كرجت عليها الأيام والأسابيع والأشهُر، وربما “يُتمسح” الزمن أهالي الضحايا من شهداء ومصابين ومهجرين، واللبنانيين عموماً، ولا يعود لديهم سوى ذرف الدموع، وحريق الذكرى في الأحشاء، والغصة في الحلق. فالوقائع تفشي بتصميم الطبقة السياسية على الإستهانة بدماء الضحايا، وتدمير قلب المدينة، لا سيما من هم في السلطة، باسم “الإصلاح والتغيير”. فلم تبدِ “المنظومة” السياسية همّة مفاجئة ولا واكبت تحرك #القضاء باعتباره سلطة مستقلة تملك قرارها بقوتها الدستورية، كأقنوم من ثلاثة يستند إليها هيكل الدولة. وعلى فكرة، يلفت في تصريحات السياسيين المتباكين على اندحار الدولة، استخدامهم هذا التعبير(المنظومة) لتحميل الآخرين مسؤولية تدهور الأوضاع، والإنسلال من المشهد الذي ساهموا مع الآخرين، بالفساد، أو الإهمال، في وصولنا إليه. لذا نجدهم أقرب إلى الندابين في كل مرة أرادوا أن يوصّفوا الوضع العام. حتى رئيس الجمهورية لا يشذ عن هذا الدور في لقاءاته مع الوزراء والموفدين الأجانب. فـ”إذا كان رب البيت بالندب ضاربا، فشيمة أهل البيت كلهم الهزل”(بالإذن من أبي الطيب المتنبي).
“المنظومة” العَظْماء اكملت جميلها مع ضحايا مجزرة المرفأ، أحياءً وشهداء، بحصانات ما أنزلت في دساتير العالم، ودسها أسلاف الطبقة السياسية، منذ كان الإستقلال، من باب الفساد المقونن، والذي يرقى إلى مرتبة العفو سلفاً عن جرائم قد يرتكبها المعنيون. ومن أسف أن يأتي ذلك فيما لا ينقص لبنان، في المحافل الدولية، المزيد من إظهاره دولة بلا سيادة، ولا سلطة، ولا حكم قانون، بأيٍ من المقاييس، فكيف والمستجدات، تُظهر الوزراء والنواب والمديرين العامين، فوق الشبهات، والأدق فوق القوانين، كأن كلا منهم في مقام ملك الدانمرك الذي لا تجوز مساءلته دستوريا، ويعتبر شخصه محصناً، كما حال ملك بلجيكا أيضا.
لقراءة المقال كاملا اضغط على الرابط التالي:https://www.annahar.com/arabic/authors/26072021090318186