كتبت شانتال قمير في “المسيرة” – العدد 1720
جهاز الشهداء… حكاية مجد مكتوبة بالدم
العلم: … هنا «كنيسة القوات»
ما أعظم أن يبذل الانسان ذاته من أجل من يحب ويؤمن، وكم يفتخر حزب «القوّات اللّبنانية» بشهدائه الّذين ارتوت أرض الوطن بدمائهم، وأثمرت فروع الأرز بأسماء الشهداء. إنه تاريخ حافل بأسماء مَن لم تتسع لهم الأرض، فبنوا وطنًا لهم في السّماء، هم الّذين وقّعوا على بطاقة إنتسابهم، بالعرق والدم، والصمود والأطراف المبتورة، إنهم ذخائر «المقاومة اللّبنانيّة».
من أجل شهدائنا، من أجل روحهم، ومن أجل الحفاظ على أعظم ما يملك حزب «القوّات اللّبنانية»، أُنشئ جهاز الشهداء والأسرى والمصابين، ليكون الذاكرة والتاريخ الذي يروي قصة أبطال عبروا حتى اليوم لنبقى…
يُطلق رئيس جهاز الشّهداء والأسرى والمصابين إسم «كنيسة القوّات» على الجهاز، فهو الضّمير الّذي يرتكز عليه الحزب للمحافظة على استمراريّة القضيّة منذ 1400 سنة. تأسسّ الجهاز بعد وضع النّظام الدّاخلي للحزب، وكان يرأسه طوني درويش ليتسلم الأمانة منذ حوالى 3 أعوام جورج العلم، ويجمع بين الشّهداء والمصابين والأسرى والمعتقلين. ويتولى فريق عمل من رفاق سابقين مسيرة النضال في الجهاز. ويقول العلم: «من دون هذا التّعاون لما حقّقنا إنجازات وتقدّمًا».
يتكوّن الجهاز من دوائر موزعة على ست محافظات لكلٍّ منها رئيس دائرة يعمل مع عدّة منسّقيات وخمسة وعشرين مكتبًا للمتابعة والمثابرة والإستمراريّة، ويضعون وقتهم وإمكاناتهم المتاحة في خدمة أهالي الشهداء والأسرى والمصابين وعلى رأسهم نائب رئيس جهاز الشهداء فيليب ماضي.
الشّهادة ليست درس حساباتٍ، إنّما هي روحٌ، إحساسٌ وقضيّة، وللحفاظ على المفهوم الفكري للشّهادة أنشأ جهاز الشّهداء مكتب «الذّاكرة» ويضم رفاقاً مخضرمين. ويتابع فريق عمل المكتب تنظيم اللقاءات والمحاضراتٍ. وحاليًا يتم إعداد برنامج خاص عن مفهوم الشهادة ليُصار الى تدريسها في دورات الإعداد الفكري والتّنشئة السّياسيّة. ويضم مكتب الشّهداء الذي ترأسه ريتا أسمر، داتا معلومات بالشهداء ويتولى الرفاق في ذكرى استشهادهم إرسال كلمات تعزية إلى أهاليهم عبر رسالة موقعة من رئيس رئيس حزب «القوّات اللّبنانية» سمير جعجع.
والتزاما بمفهوم الوفاء للشهيد تمّ تأسيس مكتب خاص برفات الشّهداء الّذين سقطوا بالمعارك، بحيث تتولى مجموعة من الرفاق جمع المعلومات عن موقع استشهاد الرفاق نزولا عند طلب عائلاتهم. إضافة إلى مكتب ذخائر الشّهداء الذي يضم صورا أو قطعة من ملابس الشهيد أو شارة عسكرية… وسيصار لاحقا إلى وضعها في معرض يتم بناؤه على مساحة أرض تحتضن كابيلا الشهيد وجدارًا تحفر عليه أسماء الشهداء ومركزًا مجهزًا لأهالي الشهداء للإستراحة والإقامة فيه لليلة أو أكثر بهدف الصلاة والتأمل.
وفي أيلول الشهداء يشارك الجهاز في الترتيبات اللوجستية الخاصة بالشهداء وعائلاتهم.
مكتب الأسرى والمعتقلين ويتولى القيمون عليه متابعة ملف الأسرى والمعتقلين في السجون السورية، ولفت العلم إلى أن جهاز الشّهداء في حزب القوّات اللّبنانية وضع في أولوياته متابعة هذا الملف كما تقدم بشكوى بحق النّظام السوري بتهمة خطف وتعذيب وقتل لبنانيين في السّجون السّورية أمام القضاء اللّبناني وحمل نسخة منه إلى البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، وهو يتابع هذه القضية بهدف طرحها على المحافل الدولية.
مكتب المصابين: يدعم جهاز الشهداء جمعيّة رام «رابطة أخوات مريم» غير الحكومية الّتي تُعنى بمساندة ذوي الاحتياجات الخاصّة بكافة ما يلزمهم من مستلزمات وأطراف إصطناعية كما يساهم من خلال برنامج «التّوأمي» بتأمين الدعم لحوالى 300 عائلة تضرّرت أو فقدت احد أعضائها في الحرب ولمدّة سنة.
ولـ«حكاية مجد» ذكريات للتاريخ والأجيال الطالعة وتحكي قصة رفاق مشوا على درب الشهادة بعزة وكرامة وعنفوان.
«شو ما عملنا ما فينا نوفي شهداءنا حقن. نهار يلّي بصير عنّا وطن ع قدر استشهادن، نهار يلّي ب صير عنا شعب ووطن حرّ على مستوى تضحياتن منكون نحنا عطيناهن شوي من حقّن!!» يختم العلم.
للإشتراك في “المسيرة” Online:
http://www.almassira.com/subscription/signup/index
from Australia: 0415311113 or: [email protected]