تحوّلات نظام الأسد

حجم الخط

يتحدث وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، بثقة، عن التحوّل العربي والدولي تجاه سوريا، وكأنّ نظام دمشق هو الثابت وسائر العالم متحرّك، أو كأنّ كلّ المتغيرات حصلت بينما هو صامد كما كان قبل عشر سنوات

أو نصف قرن.

والواقع أنّ الملزَم بالتحوّل هو النظام نفسه،

كي يدخل في دورة الدول وشبكة العلاقات والمصالح العربية والدولية.

والتحوّل المنتظر منه ليس فقط في تغيير سلوكه، بل في أساس الحكم ومبدأ حق الشعب في اختيار حكّامه بعملية ديمقراطية حقيقية، وليس بالترهيب والترغيب كما حصل مراراً في الانتخابات المعلّبة.

فلا يراهننّ المقداد ونظامه على مجانية انفتاح الأردن وسواه من الدول العربية، لأنه انفتاح مشروط بتغيير نهج النظام على المدى المتوسط، وقد سمح المجتمع الدولي بهذا الاختبار الأول لقياس مدى قدرة دمشق على تغيير جلدها والقطع مع ديكتاتورية ما قبل الحرب السورية.

وأمام النظام اختبارات قاسية لاحقة لا تجعل عودته للانخراط في المجتمعَين العربي والدولي مجرد نزهة.

ومن بين هذه الاختبارات نمط علاقته بلبنان، بحيث لم يعد يصح نهج استتباعه بعض القوى السياسية، أو حنينه إلى مرحلة الوصاية التي لم يعد ممكناً إعادة إنتاجها، وباتت حلماً تشرينياً خادعاً له وللمراهنين على استعادتها.

وليست الوفود الوزارية اللبنانية، وتلميع “المجلس الأعلى المشترك”، وعزم بعض رؤساء المؤسسات في لبنان على زيارته، سوى فولكلور مصالح موضعية غير مستقرة، ودخان لحجب حقيقة الاستحالة في إعادة التاريخ إلى الوراء.

فهل ينجح النظام، بمساعدة روسية وانحسار إيراني، على تغيير نفسه لدخول العصر؟

في الحقيقة،

إنه هو المتغيّر وسواه هم الثابتون.

وأمامه هذا التحدي الوجودي للبقاء

ولكنْ بشكل ومضمون جديدَين.

… فهل هو قادر!؟

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل