أنطوانيت شاهين: حكايتي لكل إنسان مظلوم

حجم الخط

كتبت جويل الحداد في “المسيرة” – العدد 1722

من أقبية الظلم الى مناهِضَة لعقوبة الإعدام

أنطوانيت شاهين: حكايتي لكل إنسان مظلوم

من سجينة النظام السوري إلى سفيرة حقوق الإنسان، حملت أنطوانيت شاهين زوادة الإيمان والنضال الذي زرعته والدتها في قلبها وعاهدت نفسها بأنّ تناهض في كلّ زاوية من أصقاع العالم عقوبة الإعدام والظلم الذي يطال كلّ حق من حقوق الإنسان. هي المقاومة المناضلة التي اعتُقلت في زهرة شبابها وخضعت لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي من قبل النظام الأمني اللبناني السوري حتى تشهد بالزور وتتهم حزب «القوات اللبنانية» وقائده سمير جعجع، فرفضت وحافظت على المبادئ التي ورثتها من والديها، ما أدى إلى إصدار حكم الإعدام بحقها ليخفض لاحقاً إلى المؤبد ويصدر قرار البراءة بعد حوالى ست سنوات.

منذ تاريخ إعلان براءتها لم تعرف إبنة القضية الراحة. جالت على دول عديدة لتروي قصتها بصوتها المناضل وتقف شامخةً في وجه عقوبة الإعدام وكلّ وسائل ظلم الإنسان. آخر هذه المحطات وليس أخيرها كانت مشاركتها في اللقاء الذي أقامته جمعية «معًا ضدّ عقوبة الإعدام» بالتعاون مع مبادرة «النورماندي من أجل السلام» (Normandie pour la paix) لمناقشة مدى أهمية وضرورة إلغاء عقوبة الإعدام، كما مشاركتها في الذكرى الأربعين لإلغاء عقوبة الإعدام في الباتيون في فرنسا، وذلك بعد أنّ تلقت دعوة خاصة من رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون. هناك كان الحدث حيث التقت في الذكرى الأربعين لإلغاء عقوبة الإعدام في الباتيون طلاب المدارس والجامعات وألقت محاضرة عن عقوبة الإعدام وقدمت شهادة حياة شكلت عبرة للكثيرين. كما التقت رجال سياسة وصحافيين وفاعليات مهمة وركزت خلال اللقاء على إبراز صورة لبنان «وطن شارل مالك» أي وطن حقوق الإنسان، والحريات والديمقراطية ليصنع منه «الجمهورية القوية». كما شددت على إيمانها الكبير بقيامة لبنان من جديد.

لم تقتصر زيارة شاهين إلى الباتيون على اللقاءات وشهادة الحياة، إذ توجهت للمرة الأولى بعد إعلان براءتها الى سجن Villepinte الذي وصفته بكلمات «شو في فرق بين السجن عنا وعندن، شو في فرق بالتعامل مع الإنسان».

تعرضت «سجينة الإحتلال» إلى كافة أنواع العنف: اللفظي، الجسدي وحتى المعنوي وعلى رغم ذلك، ناضلت ووقفت في وجه الظلم والظالم. وها هي اليوم إبنة القضية القواتيّة سفيرة الإنسانيّة ضدّ العنف وضدّ عقوبة الاعدام، تمتلك في منزلها ثروة من الأوسمة وشهادات التقدير والألقاب، فما أهمية هذه الأوسمة لها؟

تقول أنطوانيت لـ»المسيرة»: «كلّ تكريم وكل وسام أقدمه لكلّ أم شهيد في المقاومة اللبنانيّة ولكلّ مناضل يؤمن بالجمهورية القوية. وتضيف: «أهم تكريم كان من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عندما قال لي: «أنت رمز من رموز نضال القوات».

لا تنكر شاهين أنّ «السجن هو ما خلق في داخلها ثورة النضال لحقوق الإنسان خصوصًا ضدّ عقوبة الإعدام، وبعد الإفراج عنها وجدت نفسها أمام خيارين: إما أنّ تعيش حياةً عادية كأنّ شيئًا لم يكن، أو أنّ تستمر في النضال وتكتب حكايتها لتكون عبرة للأجيال».

وكما في الحرب كذلك في السجن ومن ظلمته وظلامية السجانين الى النضال في السلم.

فهل تكون هذه المسيرة عبرة للبنانيين اليوم؟ هل تدعونا لنتمثل بالنضال والإيمان لنحافظ على لبنان؟

للإشتراك في “المسيرة” Online:

http://www.almassira.com/subscription/signup/index

from Australia: 0415311113 or: [email protected]​​​

المصدر:
المسيرة

خبر عاجل