جنبلاط يواجه… “لن نجزع أمام أصوات التخوين والتهديد”

حجم الخط

 

فاجأ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الأوساط السياسية، بتصعيده المباغت وإطلاق مواقف “نارية” تجاه حزب الله مصوِّباً عليه بالمباشر، على خلفية الأزمة الناشئة بين لبنان والمملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج.

وانشغلت مراصد السياسة لاستكشاف دوافع “النقلة” الجنبلاطية من الموقع الوسطي الذي اختاره لنفسه منذ فترة طويلة، وطوال مرحلة المسار العسير لتشكيل الحكومة الجديدة الذي أوصل في النهاية إلى حكومة نجيب ميقاتي الحالية. وهو لطالما شدَّد تكراراً على ضرورة التسوية والتنازل من كل الأطراف لمحاولة تجنب سقوط البلد نهائياً والعمل لوقف الانهيار.

فما الذي دفع جنبلاط إلى إعلان نفاد صبره ليقول بصريح العبارات المباشرة، صبرت كثيراً كثيراً، لكن ماذا يريد حزب الله وحلفاؤه أي التيار الوطني الحر؟ ليضيف صاعقة من العيار الثقيل، حزب الله خرب بيوت اللبنانيين في الخليج وهذه البداية.

وهل نحن بصدد تموضع سياسي جنبلاطي جديد تبعاً لقراءته للمرحلة المقبلة؟ وهل قُطعت الجسور مع حزب الله، خصوصاً أن الأخير لم يتأخَّر في الرد وإن بطريقة غير مباشرة على لسان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، المعروف الهوى والانتماء، الذي هاجم جنبلاط من دون أن يسمِّيه قائلاً، إن من خرب بيوت اللبنانيين هو من هجَّر وقاد مجموعات الذبح والهدم والتطهير الطائفي، قبل أن يحذِّر من أن المطلوب وأد الفتنة لأنها إذا اشتعلت هذه المرة ستحرق كل لبنان، وكفانا بيعاً لهذا البلد بثمن بخس من براميل النفط وحقائب الدولار، ناصحاً “الشاطرين” بعدم الانتحار، إذ قال، نصيحتي ما تحرقوا البلد بالدفعة والفاتورة لأن لبنان أكبر من أن يتحول فيدرالية أو متصرفية لأحد، والشاطر من يفهم التاريخ لا من ينتحر مجدداً؟.

عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن، يؤكد، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “موقع وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي وتموضعهما، دائماً في الخط الوطني الصحيح، الذي يحمي المصلحة الوطنية ومصالح الشعب اللبناني”، مشدداً على أن “ما حصل في الآونة الأخيرة أصاب المصلحة الوطنية العليا ومصالح اللبنانيين بأضرار كبيرة”.

ويضيف، “جنبلاط يدافع عن لبنان وشعبه ومصالحه، خصوصاً أننا أكَّدنا على هذا الموضوع مراراً، بأننا وطنيون بالدرجة الأولى، وهوّيتنا التي اعتنقناها هي الهوية العربية ونحن عضو مؤسس في جامعة الدول العربية”، لافتاً إلى أن “مقدمة الدستور اللبناني تنص على أن لبنان بلد عربيّ الهوى والهوّية والانتماء، واليوم هناك من يحاول سلخه عن محيطه العربي وإلحاقه بمحاور لا تشبهه”.

ويسأل أبو الحسن، “لماذا هذا الجحود تجاه الأشقاء الذين وقفوا ويقفون معنا في كل الظروف وفي كل المراحل؟ لماذا ضرب مصالح اللبنانيين وضرب المصالح المشتركة للبنان وأشقائه؟ وهل يدرك من يتطاول على المملكة ودول الخليج أن هناك نحو 400.000 لبناني في الخليج ولديهم عائلات في لبنان؟ وهل يدرك بالمقابل أن هناك نحو 400.000 عائلة تعمل في القطاعين الزراعي والصناعي ومعظم صادراتها إلى دول الخليج؟ هل المطلوب تدمير ما تبقَّى من ركائز وأسس اقتصادية واجتماعية في لبنان من أجل إلحاقه؟”. ويضيف، “طبعاً في هذا الظرف نحن نرفع الصوت ونُعلي الهمّ الوطني فوق أي اعتبار آخر”.

أما عن مواقف المفتي قبلان، يؤكد أبو الحسن، أننا “غير معنيِّين بالانزلاق إلى هذه المهاترات والمشاحنات والسجالات التي تعيد إلى الأذهان مرحلة التخوين”، مشدداً على “رفض أسلوب رسائل الوعيد والتهديد، ولن ننجرّ إليه. ونؤكد أننا متمسكون بثوابتنا الوطنية، لبنان وطن حرّ يجب أن يكون مستقلاً بقراره، وهوّيته عربية، ويجب حماية هذا الخط السيادي الوطني والعربي، وحماية مصالح اللبنانيين أولاً وأخيراً”.

ويؤكد أبو الحسن، بشكل حاسم، قائلاً، “لن تُرهبنا أصوات من هنا وهناك، ولن نجزع أمام هكذا كلام، وأمام أصوات تعيد إلى الأذهان مرحلة التشكيك والتهديد والتخوين، وثابتون على موقفنا من أجل حماية المصلحة الوطنية العليا ومصلحة الشعب اللبناني، والحفاظ على هذا الخط السيادي والعربي، ورفض محاولات سلخ لبنان عن هويته وثوابته وعن محيطه العربي”.

أي عملية نسخ من دون ذكر المصدر تعرض صاحبها للملاحقة القانونية

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانبة, فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل