المازوت يهدّد الطرقات الجبلية… جرف الثلوج على همّة المساعدات

حجم الخط

مع حلول فصل الشتاء، ينتاب اللبناني هاجس التنقل على الطرقات الجبلية المعرّضة للانقطاع المفاجئ بفعل هبوب العواصف الثلجية ورداءة التجهيزات الفنية لمواجهة مثل هذه الظروف، إذ تقوم الجرافات والورش الفنية التابعة لوزارة الاشغال العامة والنقل بفتح الطرقات المقطوعة.

هذا العام، همٌّ جديد يضاف إلى هموم اللبنانيين. فهل يتحول ثلج لبنان نقمة؟ أولاً، لعدم قدرة الآلات والجرافات على العمل لإزالة الثلوج وفتح الطرقات بسبب أسعار المازوت الجنونية وبالدولار. وثانياً، عدم القدرة على تصليح وصيانة الآلات المعطلة والكلفة الباهظة المترتبة على ذلك، لكونها تُدفع بالدولار أيضاً.

رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، يوضح في حديث لموقع “القوات اللبنانية”، أن “الوضع الاقتصادي ينعكس سلباً على البلديات لأن عائداتنا لا تزال على حالها، أما تقلبات الأسعار تفرق 15% وأكثر حتى اليوم، خصوصاً في ما يخص المحروقات، فعمل الجرافات يُكلف آلاف الدولارات من المازوت”.

ويشدّد على أن “هناك صعوبة كبيرة نواجهها لكننا لن نضعف أمام هذه الأزمة وسنقاوم التحديات، وسنسعى إلى تأمين تمويل ذاتي أو من أشخاص أو من صناديق البلديات والاتحاد”. ويقول إننا “وضعنا خطة في بداية موسم الشتاء، ونسّقنا مع وزارة الأشغال التي نطلق عليها اسم “النافعة” في الأرز”، موضحاً أن ” وزارة الأشغال ستقوم بفتح الأوتوستراد والطريق العام، أما البلديات ستعمل على فتح الطرقات الفرعية”.

ويؤكد أننا “كاتحاد سنساهم بدعم مالي لسائقي الجرافات الذين يتعاملون مع وزارة الأشغال، للاندفاع والاستمرار بالعمل وفتح الطرقات خلال العواصف، لأن رواتبهم من دون المستوى المطلوب في ظل الأزمات الراهنة”. ويطالب “وزارة الداخلية والبلديات، بزيادة عائدات الصندوق البلدي المستقل، ضرب 10 على الأقل، لاستمرار عملنا”.

بدوره، رئيس لجنة الاعلام والتسويق في بلدية كفردبيان وليد بعينو، يؤكد لموقع “القوات”، أن كل الآلات اللازمة لفتح الطرقات جاهزة منذ شهر آب الماضي والعائق الوحيد هو المازوت، والخوف اليوم من غلائه أكثر”.

ويقول إننا “اجتمعنا، يوم الإثنين، في البلدية لدراسة الوضع بالإضافة إلى اجتماعات أخرى قمنا بها لتأمين المازوت للجرافات التي ستعمل على فتح الطرقات”، مضيفاً أنه “عندما نتكلّم عن منطقة كفردبيان، نتكلم عن مساحة كبيرة، تمتد من أول وادٍ في فيترون حتى مراكز التزلج، بالإضافة إلى المنازل والشوارع الضيقة داخل الطرقات الفرعية”.

ويشير إلى أننا “كنا نخصّص مع وزارة الأشغال والدفاع المدني، في السنوات الماضية، جرافات أساسيّة لجرف الثلوج، ونُقسّم الطرقات. وكنا نتعاقد كبلدية مع جرافات خاصة، و”Bobcat” تعمل داخل الشوارع الضيقة”.

ويتابع، “أما اليوم، نحن أمام خيارين، إما تأمين المازوت من جهات اقتصادية أو أخرى في المنطقة. أو الذهاب إلى التوفير، ونقول للسكان أنْ يعتادوا على هذه الأزمة ويضعوا سياراتهم على الطرقات العامة، فالبلدية ستستمر بفتح الطرقات العامة. وعندما تنتهي العاصفة، ستعمل على جرف الثلوج من الطرقات الفرعية”.

ويعتبر أننا “لا نستطيع العمل على جرف الثلوج من الطرقات الأساسية والفرعية معاً، فهذا الأمر يكلف ميزانية البلدية على سنة”. ويضيف أن “هذا الأمر سيزعج الناس، ولكننا سنبقى جاهزين لحالات الطوارئ، المرضى والدفاع المدني والصليب الأحمر… “، مؤكداً أنه “من الضروري أن نقوم بحالة تقشّف على المازوت لنستمر خلال هذا الموسم”. ويكشف بعينو عن أنه “منذ سنتين حتى اليوم، البلديات تتكل على نفسها لا على الوزارات والدولة”، مشيراً إلى أننا “تواصلنا مع الوزارات المختصة لكن لا جواب ولا خطة لديهم حتى الآن”.

من جهته، يلفت رئيس اتحاد بلديات البقاع الاوسط ورئيس بلدية بوارج محمد البسط لموقع “القوات”، إلى أننا “سنتديّن لتأمين الآلات اللازمة والمازوت والصيانة إذا اضطر الأمر، أو سنطلب من الخيّرين مساعدتنا لتخطي هذه المرحلة”.

ويقول إن “الأزمة كبيرة ونتكل على الله لمرورها”، معتبراً ألا “خيار لدينا إلا العمل على فتح الطرقات لأن الدولة لم تساهم في دعمنا سابقاً ولن تقوم بذلك اليوم، ونحن لا نريد زيادة الهموم على المواطن بل سنسعى إلى العمل بالحد الأدنى”.

ويؤكد أننا “لن نستطيع العمل بنفس الوتيرة كما في السابق، لكننا سنعمل على فتح كل الطرقات الفرعية والخاصة أثناء العواصف، أما الأوتوستراد والطرقات الدولية فتقع على عاتق وزارة الأشغال”، مشدداً على “ضرورة تجهيز الجرافات”.

ويشدّد على أننا “بحاجة كبيرة إلى دعم لكن لا نأمل بدعم من الدولة، فتكلمنا مع وزارة الداخلية لكن لا شيء تغير”. وبالنسبة للمياه، يقول البسط إننا “سنقوم بالحد الأدنى لفتح مجاري المياه لنتجنب الأضرار على الأراضي الزراعية والمنازل”.

أي عملية نسخ من دون ذكر المصدر تعرض صاحبها للملاحقة القانونية

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل