رفضت مدينة جبيل أن تغير عاداتها الاحتفالية على الرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية والصحية الصعبة التي يمر بها لبنان. لبست حلة العيد، وزينت مغارة يسوع وشجرة الميلاد، رمز انبعاث الحياة، مجددة الثقة بلبنان وشعبه، وأضافت الى برنامج السنوات الماضية، مهرجان النبيذ التي اعتادت على إقامته في الصيف، بنسخة ميلادية ـ شتوية بعدما بات من النسيج والعادات الجبيلية.
تنظم بلدية جبيل بالتعاون مع شركة Eventions ورعاية عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط، مهرجان النبيذ اللبناني يومي الجمعة 10 والسبت 11 كانون الحالي، اعتباراً من الساعة الرابعة بعد الظهر ولغاية منتصف الليل. ويستضيف ما يزيد عن عشرين شركة من منتجي النبيذ في لبنان، في مسافات متباعدة على امتداد الشارع الروماني، تماشياً مع إجراءات كورونا، على أن يكون الدخول مجانياً.
جديد هذا العام، تقديم النبيذ الساخن، وهو تقليد أوروبي، أرادت جبيل أن تكون السباقة في نقله الى لبنان، وبالتالي سيعرض هذا المنتوج للمرة الأولى في مهرجاناتنا وتحديداً في جبيل.
الفكرة من القارة العجوز، إذ يعدّ النبيذ الساخن، تقليداً ميلادياً أوروبياً بدأ مع الرومان منذ القرن الثاني لمحاربة البرد، ليصبح بعد ذلك المشروب المثالي للشتاء والأعياد، وما يميزه عن النبيذ العادي إلى جانب الحرارة، زيادة مكونات مثل القرفة والليمون اليه.
مهرجان النبيذ، صار جزء من هوية جبيل، إذ ينتظره آلاف اللبنانيين. فبالإضافة الى التذوق والتمتع والاستمتاع بالزينة الميلادية، هناك عروض فنية وParade، من دون نسيان تأثير هذا النوع من النشاطات في تحريك القطاع السياحي والقطاعين الزراعي والصناعي، خصوصاً زراعة العنب الذي يُصنع منه النبيذ.
لكن مهلاً، هذا ليس كل شيء، فعندما نذكر النبيذ لا بدّ من التوقف عند فوائده، إذ يتبادر إلى أذهاننا أن كميات قليلة منه، بحسب الدراسات العلمية، تعزز صحة القلب، وتزيد من معدل الكوليسترول الجيد في الدم، كما تحافظ على صحة الجهاز الهضمي وتخفّض الضغط النفسي، فكيف إذا كنا نعيش في لبنان؟
وإذا كان المهرجان الصيفي على ميناء المدينة، يستقطب ما يزيد على 15 ألف شخص، إلا أن النسخة الشتوية تحمل الكثير من الأمل، لتزامنها مع فترة الأعياد وروح الميلاد، إضافة الى الأسعار المخفضة للعارضين، بما يتماشى مع صعوبة الوضع المعيشي والاقتصادي، ليبقى الهدف الأساسي من كل هذا المشروع، إعادة التأكيد على ثقافة الحياة وتحدي الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان بالأمل والصمود، لتعود جبيل كما لبنان، قبلة أنظار السياحة العالمية.
https://www.youtube.com/watch?v=MzylJIeaK_I