أكد رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، اليوم الخميس، أن “تحالفاً أمنياً مؤلفاً من دول سوفييتية سابقة، وتقوده روسيا، سيرسل قوات لحفظ السلام إلى كازاخستان، بعد مناشدة رئيسها مساعدة تلك الدول في إخماد احتجاجات عنيفة ومميتة في بلاده، في الوقت الذي دعت فيه الخارجية الأميركية إلى ضبط النفس وإيجاد حل سلمي”.
احتجاجات تحوّلت لأعمال عنف
اندلعت الاحتجاجات في بادئ الأمر إثر غضب من زيادة أسعار الوقود واتسع نطاقها سريعاً لتشمل معارضة للرئيس السابق نور سلطان نزارباييف، الذي لا يزال يحتفظ بسلطات واسعة في الجمهورية السوفييتية السابقة على الرغم من استقالته عام 2019 بعدما حكم البلاد ما يقرب من ثلاثة عقود.
ويُنظر إلى نزارباييف، البالغ من العمر 81 عاماً، على نطاق واسع باعتباره القوة السياسية الرئيسية في العاصمة نور سلطان، التي سميت تيمناً به، ويُعتقد أن عائلته تسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد، الأكبر حجماً في آسيا الوسطى.
ولم يظهر نزارباييف علناً أو يدلِ بتصريحات منذ بدء الاحتجاجات.
وساعدت صورة كازاخستان كبلد مستقر سياسياً في عهد نزارباييف، في جذب استثمارات أجنبية بمئات المليارات من الدولارات في قطاعي النفط والمعادن.
وفي محاولة لتهدئة الغضب العام، أقال الرئيس قاسم جومارت توكاييف، سلفه نزارباييف، من منصب رئيس مجلس الأمن القومي، أمس الأربعاء، واضطلع بمسؤولياته. وعين رئيساً جديداً للجنة أمن الدولة، وأقال أحد أقارب نزارباييف، من ثاني أعلى منصب في اللجنة. وتقدمت حكومة توكاييف باستقالتها.
وأشار مصدراً مطلعاً لوكالة “رويترز” أن “الاحتجاجات استمرت وسيطر المتظاهرون على مطار في ألما آتا كبرى مدن كازاخستان. وألغيت الرحلات الجوية من المدينة وإليها”.
مناشدة للتدخل
وفي خطاب تلفزيوني هو الثاني في غضون ساعات قليلة، قال توكاييف، في الساعات الأولى من صباح اليوم، إنه “طلب مساعدة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف عسكري يضم روسيا وروسيا البيضاء وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان”.
وأضاف أن “عصابات إرهابية تلقت تدريباً في الخارج استولت على مبان ومرافق بنية تحتية وأسلحة، ووضعت يدها على خمس طائرات، بينها طائرات أجنبية، في مطار ألما آتا”. وقال إن “هذا تقويض لسلامة البلد والأهم أنه هجوم على مواطنينا الذين يطلبون مني مساعدتهم بسرعة”.
وأكد رئيس وكالة الفضاء الروسية ديمتري روجوزين، أنه “تم تعزيز إجراءات الأمن حول منشآت رئيسية في قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان التي تستخدمها بلاده في عمليات الانطلاق إلى الفضاء”، وفقاً لوكالات أنباء روسية.