عندما تخرج البقرة رقم 2073 من حظيرة الحلب، يتعرف عليها جهاز الكمبيوتر ويراقب كل خطوة تخطوها. تظهر على الشاشة لفترة قصيرة جداً، ولكن هناك عدم اتزان بسيط في مشيتها تحاول أن تخفيه. قد لا يلاحظ البشر أن ثمة مشكلة، ولكن الحاسوب يكتشفها.
وقال المؤسس المشترك والمدير التنفيذي لشركة “كاتل آي” تيري كانينغ، ما نحاول إنجازه في واقع الأمر هو استبدال مراقبة البشر للأبقار عندما تنام أو تأكل”. التقنية التي طورتها شركته تستطيع أن ترصد بشكل تلقائي الإشارات الأولية على إصابة الماشية بالعرج. وتقتصر تلك التقنية على حظائر الحلب، في الوقت الحالي، ولكن بدأ استخدامها في العديد من مزارع الألبان التي توجد غالبيتها في الولايات المتحدة وبريطانيا. وتراقب هذه التقنية حوالي 20000 بقرة في الوقت الراهن.
وأوضح كانينغ، أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يحل محل البشر في مراقبة الأبقار.
وتلجأ المزارع بشكل متزايد إلى التشغيل الآلي لأسباب عديدة، من بينها سد العجز في الأيدي العاملة. ولكن التقنيات الحديثة، بحسب كانينغ، توفر أيضا فرصا لتحسين حياة الحيوانات وصحتها، وكذلك تقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة.
وتابع، “وفقا لتقديراتنا، إذا تمكنا من تخفيض مستويات العرج بنسبة 10 في المئة في مزرعة واحدة، سيترجم ذلك إلى تقليص قدره نصف طن لانبعاثات الكربون لكل بقرة في العام الواحد”.
ويحدث العرج نتيجة لإصابات أو عدوى مرضية، ومن الممكن أن يكون مؤلما للغاية. والأبقار المصابة بالعرج تنتج كمية أقل من الحليب. وإذا لم تعالج، ربما ينتهي الأمر إلى إعدامها.
وأجرى باحثون بجامعة ليفربول دراسة على نظام كاتل آي في ثلاث مزارع لتحديد مدى دقته.
وخلال ذلك البحث، الذي مولته الشركة (والتي لم تتم مراجعته بعد من قبل باحثين آخرين)، عكف البروفيسور جورج أويكونومو وفريقه على مقارنة نقاط القدرة على الحركة التي أعطاها خبيران بشريان للماشية، مع تلك التي توصلت إليها نظم كاتل آي. ووجد الباحثون أن التقنية كانت متسقة بنسبة 80-90 في المئة مع رأي الخبيرين حول أي الأبقار كانت مصابة بالعرج.
وعندما فحصت 84 بقرة لمعرفة ما إذا كانت تعاني من مشكلة في أقدامها، تبين أن نظام الذكاء الاصطناعي كان أدق قليلا من التقييم البشري، فيما يتعلق باكتشاف الأبقار التي كانت تعاني من تلف في أنسجة حوافرها من بين تلك التي تم توصيفها بأنها مصابة بالعرج.