وقع اختيار رؤساء تحرير قنوات التلفزيون الفرنسي على الصحافية المعروفة ليا سلامة والصحافي مذيع الاخبار على القناة الأولى جيل بولو لاحياء مناظرة المرشحين للرئاسة ايمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي المرشح ومنافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن زعيمة حزب التجمع الوطني .
مناظرة ستبث مساء الأربعاء في الساعة التاسعة بتوقيت فرنسا على شاشات جميع القنوات الفرنسية ويشهدها ملايين من الفرنسيين والأجانب في فرنسا والعالم.
تستعد سلامة وزميلها جيل بولو لمناظرة يوم الأربعاء على طريقة التلميذ الذي يعد لامتحان يريد له نجاح لامع . قبل بدء المناظرة ليا سلامة وزميلها جيل بولو يدخلان قاعتي انتظار ماكرون ولوبن للسلام عليهما .سبق للمرشحين المتنافسين ان تحاورا في انتخابات الرئاسة في 2017 حيث فاز ماكرون واصبح رئيسا.
الصحافيان سلامة وبولو يستعدان منذ أسبوع لهذا الحدث المهم .صحيفة لو باريزيان الواسعة الانتشار التقتهما يوم الجمعة الماضية ونقلت عن سلامة بانها تشعر بشيء من الخوف.
وقالت للصحيفة انها لم تكن مشاركتها حلما لها و لم تقدم ترشيحها لتشارك في احياء المناظرة ولكنها اضافت ” مثل هذه الفرصة لا ترفض ولو انها ليست الأكثر جاذبية من ناحية العمل الصحافي لانها ليست مقابلة بل احياء مناظرة مع وضع و تحديد مواضيع الحوار بين الاثنين . ” تضيف سلامة لصحيفة لو باريزيان ” سنتعلم كيف لا نقاطع الكلام والا نتدخل ولا نقول مثلا لمارين لوبن لا يمكنك ان تقولي كذا ، فهو عمل صحافي يعتمد على الرصانة والتواضع”.
يفخر اللبناني بان ليا سلامة واسمها الآخر هالة سلامة صحافية فرنسية لبنانية الأصل تعتز باصلها اللبناني العربي والعائلة التي تنتمي اليها فهي ابنة الدكتور غسان سلامة وزير الثقافة اللبناني السابق وزوجته ماري بوغوسيان من عائلة ارمنية عريقة . ولدت في 1979 وغادرت لبنان مع أهلها وشقيقتها لما في سنها الخامس خلال الحرب الاهلية ودخلتا المدارس الفرنسية ثم الجامعة في باريس.
ثم درست ليا في جامعة نيويورك لمدة سنة في 2001 حين شهدت هجوم 11 أيلول الذي كان صدمة لها ولعب دورا في اختيارها العمل الصحافي.
لسلامة ابن غبريال عمره خمس سنوات من رفيق حياتها رفائيل غلوكسمان نائب أوروبي وعالم فلسفة.رابطها بلبنان قوي جدا وعندما تزورالبلد تحب زيارة قرية والدها غسان كفرذبيان.ووالدها له تأثير كبير في حياتها الدراسية والمهنية وكثيرا ما تقول انها كانت دائما تطمح الى ان يكون والدها فخوراً بها وهو بالفعل يقول دائما ” انني افخر بها ” وبابنته لما ايضا الناجحة في عالم الفن والرسم في بلجيكا حيث تدير مؤسسة بغوسيان للفنون في فيلا انبين في بروكسيل.
استطاعت ليا سلامة بعملها الدوؤب ومهارتها الوصول الى مثل هذه الشهرة المستحقة الواسعة .احيت ليا البرامج السياسية في ظل رئاسة نيكولا ساركوزي ثم فرانسوا هلاند ثم ايمانويل ماكرون في التلفزيون الفرنسي.
والبرنامج الأخير انشأته مع بدء الحملة الحالية لانتخابات الرئاسة عنوانه ” ايليزي 2022″ واستضافت المرشحين الـ12 للدورة الأولى من الانتخاب الرئاسي. صوتها يرافق الفرنسيين صباح كل يوم على إذاعة فرانس انتير حيث تستضيف سياسيي فرنسا من جميع التيارات.
يتسابق رجال ونساء السلطة ذات نفوذ سياسي وثقافي في فرنسا لتستضيفهم سلامة وزميلها نيكولا دوموران صباح كل يوم على فرانس انتير.
استضافت مرة المرشح اليميني المتطرف ايريك زيمور الذي حصل على ٧ في المئة من الأصوات وسألته عن سبب نيته بتغيير أسماء الفرنسيين من اصل عربي الى أسماء غربية فرد قائلا ” اهنئك لانك غيرت اسمك من هالة الى ليا اسم غربي ” فردت فورا قائلة ” انا لدي اسمين ولم اغير اسمي “.
ليا سلامة فخورة بانتمائها للبنان واعتقدت في بداية عملها ان اصلها اللبناني العربي قد يشكل عائقاً لنجاحها اذ منذ 17 سنة عندما بدأت عملها في التلفزيون كانت معظم المذيعات الصحفيات شقراوات بمظهر الغرب وفكرت ان هذا الفرق في المظهر قد يؤثر على نجاحها، ولكنها سرعان ما لاحظت ان كونها لبنانية وصريحة ولم تنقصها الصراحة و الشجاعة مكنها من التقدم والتبوء في طليعة نجوم الصحافة السياسية في فرنسا . فقد اجرت مقابلات مع الرؤساء نيكولا ساركوزي وفرانسوا هلاند وايمانويل ماكرون.
وفي 2015 عندما اجرت مقابلة مع هلاند عن الازمة في سوريا واللاجئين قال لها انه يشارك المستشارة الألمانية رؤيتها نفسها حول موضوع اللاجئين السوريين .فعلقت قائلة له ” انت تمزح ؟” فكثيرون رؤوا في هذا التعليق جرأة صحافية بالقول لرئيس فرنسا مثل هذه الملاحظة . أحيانا هذه الجرأة بدت للبعض تكابراً وتهجماً ولكنها في الواقع تغيرت مع الخبرة فهي لامعة وتخلت عن الأسلوب التهجمي لتصبح اكثر رصانة . توجت سلامة في 2015 افضل صحافية في اجراء المقابلات في فرنسا.
كثيرا ما يقول الوزير سلامة عن ابنته ان سر نجاحها هو المثابرة وكثرة العمل فعندما تعد لمقابلة تجمع المعلومات وتسجل الملاحظات وتتصل بالناس المرتبطين بالشخصية لتستشيرهم كما تستشير والدها الذي يحب القول ان احب مهماته ان يعمل كمساعد لبحوثها . فليا سلامة نجمة في الحياة السياسية الفرنسية صورها اينما كان في باريس ورغم هذه الشهرة بقيت سلامة قريبة من بلدها وتتابع الاوضاع فيه مثل اي مواطن لبناني .