شدد مرشّح القوات اللبنانية عن مقعد الأقليات في دائرة بيروت الأولى، المحامي إيلي شربشي على أنه “مهما حاول الشياطين على هذه الأرض للسيطرة على لبنان، إلا أنه في نهاية المطاف جنود الربّ سينتصرون في معركتهم النضالية”.
وأوضح في برنامج “كل الفرق” عبر إذاعة لبنان الحرّ، أن “كلّ لبناني سياديّ حرّ ومؤمن بهذا البلد، هو من جنود الرب، الذين سيربحون المعركة في النهاية. وبالتالي، لا حزب الله ولا غيره سيتمكن من الانتصار على معركة البقاء والوجود في لبنان”.
وأشار الى أن “لبنان عاش احتلالات عدة، بدءا من الاحتلال الروماني والمماليك والفرس والفرس الجدد اليوم الممُثلين بحزب الله، وأخيراً الاحتلال تحت مُسمّى الوصاية السورية، لكن في النهاية جميعهم خرجوا من لبنان ونحن بقينا في هذه الأرض”.
ورداً على سؤال أكد أن “لبنان الحريّة سيبقى، لبنان الإنسان والتعددية والثقافة والحياة، على الرغم من المفاهيم الخاطئة السائدة لدى البعض، حول ان لبنان جزء لا يتجزأ من الامة العربية، او أنه كيان غير موجود”.
ولفت إلى ان “هذه المفاهيم، طُرحت في الأيام الأخيرة من زمن السلطنة العثمانية آنذاك، من قبل مفكرين لبنانيين مسيحيين، بهدف قطع الطريق أمام العثماني وغيره، لكي يعترف الجميع بهويّته العربية، إنما ليس من جهة الأسلمة أو الهوية الإسلامية”.
وأوضح أنه “إلى جانب كل هذه الأمور، وفي وقت لم يكن فيه أي من الكيانات الموجودة اليوم في هذه المنطقة، في العهد العثماني آنذاك، كان هناك كيان واحد اسمه جبل لبنان، مُستقلّ بذاته وحدوده التي تعرّضت للبطش عبر توسيعها تارة وتضييقها طورا بحسب العوامل السياسية والاقتصادية، حيث وصلت حدود لبنان في إحدى المرّات إلى حدود الشام”.
ولفت إلى أن “بعد ثورة الأرز في 14 آذار 2005، اعتقدنا أن اللبنانيين باتوا مقتنعين بكيان لبنان ونهائيته وبحدود الـ10452 كيلومتر مربع، ولكن مع السنوات وبفضل هيمنة حزب الله على الشارع الشيعي، عاد التشتت في الانتماء لكيان لبنان”.
وأضاف، “يحاول حزب الله، إيهام الشارع الشيعي بان الشريك الآخر في الوطن، هو عدوّ وخصم لدود له لمصادرة الرأي الشيعي وحصره ضمن مواقف الحزب فقط. في وقت هناك العديد من الشيعة الأحرار في البلاد، سياديين وإلى جانب الحركات السيادية كافة، ومناضلين في سبيل بقاء الوطن، وغير معنيين بأي محور آخر، خصوصا محور ولاية الفقيه الذي لا يؤمن بشيعة لبنان”.
واعتبر أن “حزب الله لا يملك الأكثرية الشيعية، والدليل قيامه بمحاولات مُمنهجة لضرب الانتخابات، بدءا من تطيير الميغاسنتر عبر المماطلة، لعدم السماح برفع نسب التصويت المضادة له، وصولا للانسحابات الأخيرة لمرشحين شيعة من لائحة الشيخ عباس الجوهري المتحالفة مع حزب القوات اللبنانية بسبب الضغوطات والترهيب والتهديد المُمنهج”.
ورداً على سؤال حول صبّ حزب الله معركته الانتخابية ضد “القوات”، رأى المحامي شربشي أن “حزب الله لا يناسبه تواجد أشخاص قواتيين أحرار، لأن القوات تُمثّل الخط السيادي الحقيقي، التي لا تستسلم ولا تخاف. وبالتالي، يُدرك الحزب أن الشيعة الاحرار، المتحالفين مع القوات لا يمكن جرّهم نحو الطرف الآخر ودفعهم لعقد صفقات فساد وغيرها، كما حصل مع غيرهم من الأطراف الحليفة للحزب”.
وعن مسألة مقعد الأقليات وعدم دستوريته وقانونيته، وأهمية رفع الصوت من على منبر المراجع الروحية لاسترجاع الحقوق، أشار إلى انه “توافق ورجال الدين المسيحيين المعنيين بملف الأقليات، على آلية لإخراج المكوّنات الروحية من هذه التسمية المزلّة”.
ولفت إلى انه “يقوم اليوم بالدور المطلوب على أكمل وجه، من خلال العمل بالدستور اللبناني الذي حدّد المساواة والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وبالتناسق في التوزيع على مختلف الطوائف”. وأكد أن “الطبقة السياسية الموجودة، منذ نشأة لبنان الكبير حتى اليوم، همّشت 6 طوائف أساسية في هذا البلد، باعتبارهم أن لا فرق بين الجميع”.
وكشف عن ان “سأعمل على مشروع قانون لإعادة توزيع المقاعد بشكل عادل، ليكون لهذه الطوائف الستة، السريان كاثوليك وأرثوذكس، والأشور والكلدان واللاتين والأقباط، مقاعد نيابية لهم، ليُمثلوا في البرلمان”.
وتابع، “لدى السريان أكثر من 1200 شهيد سقطوا في الحرب اللبنانية، دفاعاً عن هذا الوطن وبالتالي اعتبار هذه الطائفة من الدرجة الثانية مُجحف، وهو ما دفع بالبعض للهجرة.”
وشدد على أنه “لا يمكن المساومة على حقوقنا المنصوص عليها في الدستور اللبناني، بسبب إقرار قوانين انتخابية مُزلّة، لأن لبنان مكوّن من 18 طائفة أقلية متعايشة ضمن هذا الوطن”.
وأشار إلى انه “إلى جانب حمله قضية طائفته والطوائف الأخرى المُهمشة، يسعى اليوم للوصول إلى حقيقة انفجار مرفأ بيروت، عبر استمراره بالنضال في سبيل استكمال التحقيقات، ليُحاكم أخيرا المُتهمين من نواب ورؤساء ووزراء ومسؤولين، وإنزال أشد العقوبات بهم”.