صحيح أننا في زمن الإنتخابات والمزايدات والبطولات الوهمية والمراجل البهلوانية… لكن من المُعيب والسفاهة أن يلجأ البعض الى تزوير التاريخ والحقائق وإنكار الواقع، والبعض الآخر الى التصويب على “كلن”، وتقديم نفسه على أنه المنقذ، مع أنه فعلياً لا محل له من الإعراب سوى أنه بالكاد مرشح وبالكاد حاصل على بضع عشرات من الأصوات.
من المُضحك المُبكي أن يتنطح مَن لم يقف يوماً بوجه مُحتل ولم يعرف طعم النضال والإضطهاد والعرق والدموع والدم، أن يحاضر بالنظريات الرنانة ويُغدق الحلول السريعة لكل المشكلات المستعصية، وكأنك في سيرك يعجّ بالمهرجين والبهلوانيين.
كيف نتأمل خيراً من الذي عن عمد، يضع القاتل والقتيل في نفس الخانة؟ والسارق مع الأمين؟ والنصاب المحتال مع الشريف؟ والوسخ مع النظيف الشريف؟ والسيء السمعة الملطخ بالصفقات والسرقات مع النظيف الأبيض كالثلج؟
صحيح أن لا أحد معصوماً عن الأخطاء، وجُلّ مَن لا يُخطىء، لكن هناك مقاييس لكل شيء، وممنوع تجهيل الفاعل بأي موضوع كان، بينما المطلوب وضع الإصبع على الجرح وجرأة بتسمية الأشياء بأسمائها لا بتمييعها وتجهيلها.
المهم، بعد شعار كلن يعني كلن الذي أظهر سطحية وسخافة موصوفة عند مُطلقيه، منهم عن قصد ومعظمهم عن غير قصد، إنتقل هؤلاء المُنقادين بفائض الحقد والتبعية، الى انتقاد شعار حملة القوات اللبنانية، نحنا فينا ونحنا بدنا.
برامج انتخابية ممجوجة على مدّ عينك والنظر وتنظير لا ينتهي وحلول أبعد ما تكون عن قدرتهم، حقّهم، إنه زمن الإنتخابات، لكن التزوير والتجني والتخريط على الناس، صار من الصعب جداً تصديقه في هذا الزمن، ويرتد عكسياً على أصحابه.
نحنا بدنا ونحنا فينا، شعار القوات اللبنانية في انتخابات 2022، وهو ليس شعاراً بالمعنى المجازي، وإنما تاريخ مشهود ملموس من الكثير من اللبنانيين، وأكيد معلوم من الجميع.
عندما أصبح سمير جعجع على رأس الهرم القواتي سنة 1986، وخلال سنتين فقط، قامت القوات اللبنانية بما عجزت الدولة بكامل أجهزتها ومؤسساتها عن القيام به.
كانت المنطقة الشرقية التي أُطلِقَ عليها لقب سويسرا الشرق، تنبض بالحياة وتستقطب كل مَن كان يريد التنعم بالأمن والأمان والبحبوحة والبيزنس… بفعل إمساك القوات بالأرض بكل مسؤولية وبكل جدّية وإحتراف، لتأمين أفضل عيش لكل مَن يسكن في مناطقها بدون إستثناء.
على سبيل المثال لا الحصر، ضبط الأمن بشكل كامل لدرجة إنعدام السرقات والسلبطات والخوات…
إنشاء نقل مشترك فعّال يُغطّي كل المناطق الشرقية من الساحل الى الجبل لكل اللبنانيين الموجودين في المناطق الشرقية.
إنشاء صندوق التضامن الإجتماعي الذي كان بمثابة وزارة الشؤون الإجتماعية، ولكن الفعالة، فكان يؤمن المساعدات لكل محتاج، الى جانب التعاضد الصحي الذي كان أول مَن بدأ بتغطية عمليات القلب المفتوح بشكل كامل، إضافة الى المساعدات الكبيرة في تغطية الكلفة الصحية لمعظم المواطنين…
إنشاء أهم المؤسسات الإعلامية التي لا تزال مستمرة حتى اليوم وبالمرتبة الأولى، منها مجلة المسيرة ولبنان الحر والمؤسسة اللبنانية للإرسال، المسروقة.
ضبط الحدود بشكل كامل ومُحكم وناجح، منعا لدخول الإرهابيين من جهة، ولأي تهريب من وإلى المناطق الشرقية من جهة أخرى.
إنشاء معهد لتخريج الضباط وآخر للرتباء ومدرسة الاختصاصات والوحدات الخاصة وألوية الدفاع… فتحولت القوات اللبنانية الى جيش منظم ومُحترف بكل المقاييس…
هذا غيض من فيض ما قامت به القوات اللبنانية يوم كانت السلطة بيدها، فكانت قادرة وفاعلة بكل ما للكلمة وأصبحت بالفعل مؤسسة نحو المستقبل، وما زالت.
الى كل الوصوليين المتنطحين، وحتماً العاجزين، لأجل مَن يسمعكم ولو كان من مؤيديكم، لا تظهروا بمظهر الجاهل الغاشم أو المُزور الغشاش، عندما تتكلمون عن القوات اللبنانية وشعارها، على الأقل، تحلّوا بشيء ولو قليل من الموضوعية.
الى كل اللبنانيين الشرفاء الوطنيين القلقين على مستقبلهم، لمن عرف القوات عن كثب ولمن يعرفها فقط من بعيد، ومع احترامنا للجميع، القوات هي بالفعل قواتٌ، ولبنانية صافية، وهي الفريق الوحيد الذي لديه النية والأهم، القدرة على تغيير كل المسار الإنحداري والخروج من هذا المُستنقع الجهنمي الذي نحن فيه. فقط وراء الستارة، فكر وحكّم ضميرك، كي نبدأ معاً رحلة الألف ميل في إستعادة وطننا المسلوب والمنهوب والمخطوف.
نحنا قوات ولبنانية، نحنا بدنا، وعالأكيد، نحنا فينا، ومعكن، أكتر بكتير فينا.