كتبت جوزفين حبشي في “المسيرة” – العدد 1728
حتى في السينما، الانتخابات حامية
رؤساء بالصدفة وفضائح ع اللبناني!!
أيار نار في لبنان. إنها نار الانتخابات النيابية التي تُعتبر رئيسية وشعبية، خصوصًا أن انتخاب رئيس الجمهورية لا يمر عبر الشعب، بل ممثليه النواب. ومواكبة لموسم الانتخابات النيابية، نستعرض مجموعة من أهم الأفلام السينمائية العالمية التي دارت في فلك الانتخابات الرئاسية (لأن نتائجها يفرزها الشعب) وحملاتها وكواليسها ومرشحيها.
The Best Man
فيلم من إنتاج عام 1964 ومن إخراج فرانكلين شافنر، وبطولة هنري فوندا وكليف روبرتسون، ويروي عملية الإختيار بين خمسة سياسيين في أحد الأحزاب، ليكون أحدهم مُرشّحًا للرئاسة. ومع بقاء عضوين فقط في المنافسة، تتظهّر عوامل الفساد والصفقات. ومن أهم ما ورد فيه جملة تقول: «هل الرجل الأفضل هو من يصل دوماً إلى البيتِ الأبيض؟». ومن سخرية القدر أن المرشح لدور الرئيس الأميركي في هذا الفيلم كان يومها ممثلاً يُدعى رونالد ريغان، ولكن المنتجين ارتأوا عدم منحه الدور لأنه (وبحسب رأيهم) يفتقد لهالة الرئيس، فكان رئيس البلاد على أرض الواقع.
All the President’s Men
من أهم الأفلام في تاريخ السينما الأميركية، تم إنتاجه عام 1976 وقام بإخراجه آلان باكولا، وفاز بأربع جوائز أوسكار، من ضمنها أفضل سيناريو مُقتبس. الفيلم من بطولة روبرت ردفورد وداستن هوفمان ويروي قصة صحفِيَيْن من جريدة «واشنطن بوست» إكتشفا تورّط مجموعة من أبرز رجالات الإدارة الأميركية وعلى رأسهم الرئيس الأميركي في ذاك الوقت ريتشارد نيكسون في فضيحة «ووترغيت»، إحدى أكبر الفضائح السياسية في القرنِ العشرين التي دفعت نيكسون لترك البيت الأبيض. نذكر أن ميزانية الفيلم لم تتخط الـ8,5 ملايين دولار ولكنه نجح في أن يحقق أرباحًا تخطت الـ70 مليون دولار.
Taxi Driver
من أهم الأفلام الأميركية ومن أبرز أفلام المخرج مارتن سكورسيزي والنجم روبرت دي نيرو على الإطلاق، وصنَّفه معهد الفيلم الأميركي في المركز الـ52 في قائمة أعظم 100 فيلم أميركي، وتم اختياره عام 1994 ليتم حفظه ضمن سجل الأفلام الوطنية من قبل مكتبة الكونغرس الأميركية، لكونه يشكل أثرًا «حضاريًا وتاريخيًا أو جماليًا». تم إنتاج Taxi Driver عام 1976 ورُشّح لأربع جوائز أوسكار من ضمنها جائزة أفضل فيلم، وفاز بالسعفة الذهبية لمهرجان «كان» السينمائي. يدور على خلفية الانتخابات الرئاسية، ويُعبّر عن مشاعِر غَضب الأميركيين في السبعينات تجاه الرئيس والانتخابات والسياسة بشكل عام. ويجسد روبرت دي نيرو من خلال هذا الفيلم دور جندي سابق في البحرية خلال حرب فيتنام، يلتقي بامرأة (تجسد دورها جودي فوستر) تعمل ضمن الحملة الانتخابيَّة للرئيس. خلافه معها وشعوره بأن الفساد ينتشر في المدينة، سيدفعه للتخطيط لاغتيال المُرشّح للرئاسة الأميركية.
Wag the Dog
من أهم الأفلام التي تناولت التأثير الإعلامي على العملية الانتخابية التي يمكن أن تتحوّل لعبة، قوانينها أحداث مُتخيَّلة تساهم في رَفع أسهم المرشَّح للانتخابات. الفيلم من إنتاج العام 1997 ومن إخراج باري ليفنسون، ومن بطولة روبرت دي نيرو وداستن هوفمان. رُشِّح لأوسكار أفضل سيناريو وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان برلين. يروي الفيلم قيام أحد المسؤولين عن الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي، بإيجاد حل لإنقاذ مستقبل الرئيس السياسي بعدما تعرّض لفضيحة جنسية. وهكذا يقرر المسؤول في حملته الإتفاق مع مخرج هوليوودي قبل 14 يومًا من تاريخ الانتخابات، لتصوير حرب إفتراضية تجري في ألبانيا، وعرضها على شاشة التلفزيون، للتغطية على الفضيحة الأخلاقية وإعادة رفع أسهم الرئيس من جديد.
Primary Colors
فيلم من إنتاج العام 1998 ومن إخراج مايك نيكولز وبطولة جون ترافولتا الذي جسد دور رئيس أميركي يشبه الى حد ما بيل كلينتون، وخصوصًا أن الفيلم تطرق الى فضيحة جنسية قد تقضي على مستقبله السياسي (إشارة الى علاقته بالمتدربة في البيتِ الأبيض مونيكا لوينسكي) أثناء إستعداده لخوض الانتخابات. وعلى رغم كونه قام بالإستعانة بشاب أسود ضمن حملته الإنتخابية، ليثبت مناهضته للعنصرية. الفيلم لم يحقق نجاحًا كبيرًا على شبابيك التذاكر على رغم أنه ترشّح لجائزتي أوسكار: أفضل سيناريو، وأفضل ممثلة في دورٍ ثانٍ لكاتي بايتس.
Man of the year
فيلم كوميدي من إنتاج العام 2006 ومن إخراج باري ليفنسون ومن بطولة روبن ويليامز وكريستوفر والكن. يروي قصة ممثل كوميدي ومقدم برامج ساخر يقرر الترشح للرئاسة الأميركية، وتقوده الظروف للفوز المفاجئ. فيلم تنبأ نوعًا ما بفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، خصوصًا أن ترامب اشتهر بتقديم برنامج تلفزيوني ساخر، إضافة الى ظهوره في عروض المصارعة الحرة الأميركية، ليصنع لاحقاً المفاجأة المزدوجة بترشحه للرئاسة، والفوز بها.
Swing Vote
فيلم يذكّرنا نوعًا ما بواقعنا اللبناني، فالعطل الكهربائي والصوت التفضيلي عنصران أساسيان في هذا الشريط الذي أخرجه جوشوا مايكل ستيرن عام 2008. من خلاله يؤدي النجم كيفن كوستنر دور مواطن أميركي لن يتمكن من الإدلاء بصوته في الانتخابات بولاية نيومكسيكو، بسبب عطل كهربائي. نتيجة الانتخابات ستسفر عن تعادل في الأصوات بين المُرشَّحين المُتنافسين. وهكذا يُصبح صَوت هذا المواطن، الذي سيُدلي به لاحقاً، هو المُرجّح للفائِز بينهما. وطبعًا سيتهافت كل واحد من المرشحين لإغراء المواطن بكافة الوسائل لضمان صوته.
The Ides of March
فيلم من أنتاج العام 2008، وهو من إخراج وكتابة النجم جورج كلوني الذي رُشّح عنه لأوسكار أفضل سيناريو. الفيلم من بطولة راين غوسلينغ وفيليب سيمور هوفمان وينقلنا الى كواليس الإنتخابات الأميركية، حيث تدور أحداثه أثناء المراحل الأخيرة من الانتخابات الحزبية لاختيارِ مُرشح الرئاسة. يُلقي الفيلم الضوء على العلاقة بين الحملتين الرئاسيتين، والصّفقات التي تجري في الولايات من أجل الحصول على دَعم حُكَّامها، من خلال متابعة رحلة أحد العاملين في الحملة الانتخابية، وكيفية تبدّل مساره من الإيمان بالمبادئ والقيم إلى الدخول في ألاعيب انتخابية وسياسية قذرة.