على الرغم من أن الأنظار موزَّعة في هذه الفترة على ملف الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، مع وصول وحدة التنقيب والحفر والإنتاج اليونانية “Energean power” إلى حقل كاريش والبدء بالأعمال التمهيدية لاستخراج الغاز، فضلاً عن جلسة استكمال تشكيل هيئات مجلس النواب وانتخاب لجانه ورؤسائها ومقرريها، لم يحجب ذلك الضوء عن “توسُّل” وزير السياحة وليد نصار حزب الله وحركة أمل لإزالة صور لقيادات غير لبنانية على طريق المطار.
وتعتبر مصادر معنية، في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “الطريقة التي ناشد بها نصار المنتمي إلى التيار الوطني الحر الثنائي الشيعي، مهينة لمشاعر أي لبناني تعزّ عليه كرامته الوطنية وسمعة دولته بين الأمم، إذ بدا الوزير في كلامه أقرب إلى (التسوُّل) من (التوسُّل)، المرفوض أساساً لو كنا فعلاً في دولة طبيعية وإزاء مسؤولين يحترمون أنفسهم وشعبهم ومسؤولياتهم الوطنية”.
وتشدد، على أنه “كان الأجدى بوزير السياحة أن يطبِّق القوانين اللبنانية المرعية، وأن يرفع صوته في مجلس الوزراء ويصدر مرسوماً بضبط المخالفات التي تشوِّه السياحة و(تهشِّل) السياح، خصوصاً على أبواب الصيف وفي ظل الأزمة الخانقة التي يعيشها لبنان الذي يشحذ الدولار من الغيم، لا أن يتوسَّل لـ(تخفيف الصور والرموز الموجودة على طريق المطار… وهذه المرة الأولى التي أطلب فيها بكل موضوعية ومحبة واحترام)، كما فعل”.
وتؤكد المصادر ذاتها، أنه “من البديهي والمعروف والمسلَّم به على مستوى العالم، أن مطارات الدول ومحيطها تعكس صورة البلد تجاه العالم بأجمل ما فيه من حضارة وثقافة ورقيّ وتقدم وتطور، فضلاً عن مواقعه الأثرية ومناظره الطبيعية. فكيف يستباح مطار بيروت وطرقاته ومحيطه من قبل حليف التيار، بشكل لا نجده حتى على طريق طهران ذاتها، ولا يجد وزير التيار سوى الاستجداء والتوسُّل سبيلاً لمعالجة هذا الانتهاك الفاضح؟”.
وترى المصادر، أن “هذا الأسلوب الذليل في التعاطي مع الملفات والقضايا المطروحة، واستباحة الدولة ومرافقها وتحطيم هيبتها وصورتها، من أجل مشاريع ومصالح سياسية وشخصية ضيقة، هو الذي أوصلنا في النهاية إلى مرحلة الانهيار التي نعيشها، إذ سمح بتمادي الهيمنة والغطرسة والاستكبار، وضرب مصالح اللبنانيين وسيادة الدولة عرض الحائط لمصلحة الفريق المهيمن”.
وتشدد، على أنه “لو كان لدى حزب الله أي اهتمام جدي بهموم اللبنانيين الفعلية ومصالحهم الحيوية، لبادر من تلقاء نفسه إلى عدم افتعال ما يضرّ بمصلحة الوطن، واستفزاز اللبنانيين والمغتربين والسياح بصور ولافتات، تبقى محلّ غير إجماع بين اللبنانيين أياً تكن، والتي يرفعها على بوابة لبنان نحو العالم لتستقبل مختلف الزوار فور هبوط طائراتهم. علماً أن أعدادهم يتوقَّع أن تتخطى المليون و200 ألف زائر هذا الصيف، غالبيتهم من المغتربين”.
ويبقى السؤال وفق المصادر نفسها، “هل يلبِّي الحزب توسُّل حليفه، ويبيعه طلباً بديهياً ومفروغاً منه في أي دولة طبيعية أساساً، ويحاول تجميل صورته قليلاً تجاه اللبنانيين مقيمين ومغتربين؟ أم يرى أن لا ضرورة لذلك، طالما أن المغتربين الذين يحبون بلدهم سيدفعهم الحنين إلى زيارته وقضاء العطلة الصيفية في ربوعه، مهما شعروا بالمهانة والغصّة جرّاء الاستفزازات التي ستستقبلهم بدءً من طريق المطار؟”.
لكن في كلا الحالتين، الأكيد بالنسبة للمصادر عينها، أن ” قيادة التيار الوطني الحر تسقط يوماً بعد يوم إلى قعور سحيقة من الذلّ والهوان، بفعل ارتهانها الكامل لحزب الله، إلى حدِّ الاستجداء والتوسُّل، بدل أن تكون العلاقة ندّية تحت سقف المصلحة الوطنية. كيف لا، والتيار مدين بما لا يقل عن 8 نواب في تكتله النيابي الجديد لأصوات حزب الله وحلفائه، (ع الورقة والقلم) كما صرَّح العديد من هؤلاء؟”، مضيفة، “هكذا تكون قواعد مخاطبة التابع مَن يتبع له، ولا عجب”.
أي عملية نسخ من دون ذكر المصدر تعرض صاحبها للملاحقة القانونية