“شيطنة” ستريدا جعجع لاستهداف “القوات” ويا جبل ما تهزك أكاذيب

حجم الخط

لا تشبع الأقلام المأجورة من فبركة قصص خيالية عن “القوات اللبنانية”، أنه الخيال الجامح الذي يبيح لنفسه الكذب والافتراء لأن “القوات” حجر عثرة لكثيرين من الخصوم والأعداء الذين يتربصون شراً بلبنان.

هؤلاء يبحثون عن أكثر ما يثير فضول الناس ليبنوا اساطير، فمن هي الشخصية التي يمكن نسج أكاذيب حولها؟ حتماً ستريدا جعجع، فهي زوجة رئيس الحزب سمير جعجع، ونائب في البرلمان، ورئيسة جمعيات عدة، وامرأة صلبة، مناضلة، ناجحة، مؤسساتية، من عائلة ثرية، حققت انجازات عدة في قضاء بشري، وتعيش حالة عشق دائم للقضية التي تحملها “القوات”، وهذا الكلام معزز بالوقائع، إذ أمضت أكثر من 11 سنة تتحمّل غياب زوجها في المعتقل، ولم تكتف بذلك، ناضلت وعرّضت نفسها للمخاطر، وأعادت ترميم جسم “القوات” النضالي واستمرت بذلك حتى عاد زوجها إلى الحرية، فسلّمته كل شيء، وجلست في الظل، لكن دور ستريدا لم ينته هنا، إذ لا يمكن لأي قواتي أو قواتية، إذا كانوا من حاملي الوزنات، أن يبقوا في الظل، والحزب ولبنان بحاجة لكل من يملك الإرادة والعزيمة والمعرفة وحسّ القيادة، وهذا ما ينطبق على ستريدا وكثر من القواتيين.

تصوّر بعض وسائل الإعلام التي تدور في فلك الصحافة الصفراء ستريدا كامرأة تفرض نفسها على “القوات” كونها زوجة سمير جعجع، وتبني هذه الأقلام المأجورة قصصها على تحكّم ستريدا بمفاصل “الحزب” فيما جعجع لا يقوى على منعها بل يعتبرون أنها تشكّل نقطة ضعفه، فلا يرفض لها طلب، ويذهبون أبعد من ذلك، ويكتبون مقالات كاذبة تروي أن المقربين من ستريدا فقط يحظون بمواقع قيادية متقدمة في “القوات”.

حتماً لا صحة لهذه المقالات، ولا علاقة لها بالحقيقة والواقع، فمنذ أعوام نسجت احدى الصحف مقالاً كبيراً ركّز على أن العلاقة متوترة بين جعجع وزوجته حتى ان الخيال المريض تكلّم عن تحضيراتهما للانفصال، فمرت الأعوام ولا يزال الزوجان في علاقة حب واحترام. علماً أن الحياة الشخصية للمسؤول السياسي هي ملكه والعمل الصحافي لا يحق له التدخل في الشؤون الخاصة، ودور الصحافي هو الاهتمام بالشؤون السياسية لجهة المواقف والوقائع والأداء، لكن أعداء “القوات” لا يضجرون من استهدافها والعمل على “شيطنة” ستريدا وفبركة أخبار كاذبة عنها.

وتكر سبحة الشائعات، كالقول عن خلافات بين ستريدا والنائب شوقي الدكاش قبل الانتخابات وتفضيلها المرشّح شادي فياض، ثم بث أخبار غير صحيحة عن انتقادات وجهها النائب السابق انطوان زهرا لستريدا على خلفية انتخابات البترون! والوقائع تثبت أن كل هذه المعلومات مفبركة ومضللة!

لا تنته شائعة عن “القوات” إلا وتكون هناك شائعة أخرى تلّفق لها، وغالباً ما تكون ستريدا البطلة الأساسية لهذه الشائعات. لا شك في أن ستريدا حضورها قويّ في “القوات”، فهي تحرص على المشاركة في أكثرية اللقاءات الحزبية الهامة كاجتماع المجلس المركزي، والهيئة التنفيذية وتكتل الجمهورية القوية، ولم تظهر يوماً أنها غير متفاهمة مع النهج السياسي الذي يعتمده رئيس الحزب. والمؤسف أن كثيرين لا يعرفون طريقة عمل جعجع، فهو من القادة الذين يستمعون لكل المسؤولين في الحزب من أصغرهم إلى أكبرهم، وحتماً ستريدا من بينهم، فلا خصوصيات ولا اعتبارات عائلية عندما يكون هناك نقاش سياسي حزبي ووطني، فستريدا تعطي رأيها كأي مسؤول آخر، وحتماً مكانتها كزوجة محفوظة، وهي تعامل الجميع باحترام ويحرص الجميع على احترامها، كونها سيدة مناضلة وليست لأنها زوجة رئيس “الحزب” فقط! والتعيينات في الحزب تحصل بعد مشاورات عديدة في الهيئة التنفيذية، وفي النهاية يتم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، وهذا سرّ نجاح “القوات”.

لا نتكلم بالمثاليات ولا نرسم صورة لستريدا مختلفة انما نسوق هذا الكلام انطلاقاً من الواقع لأننا نعرف كيف يسير العمل داخل “القوات”، ولا يمكن عند الكلام عن ستريدا إلا أن نعود إلى حقبة الوصاية وممارسات النظام الأمني اللبناني السوري، فهذه المرأة “البشرانية” تسلّمت دفّة القيادة، وجمعت شمل القواتيين رغم كل الضغوط، وقفت في وجه جميع الذين حاولوا ان يغيّروا تاريخ “القوات اللبنانية” ويشوّهوا صورتها الحقيقية، ونجحت في المحافظة على وحدتها وتماسكها وعلى خطها التاريخي الذي قدمت في سبيله آلاف الشهداء من اجل الحفاظ على سيادة لبنان وحريته واستقلاله.

انضمت الى لقاء قرنة شهوان الذي كان تحت رعاية البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، وكان لـ”القوات” فيها دورا ًبارزا ًوفاعلاً.

في ظل وجود زوجها في المعتقل، شاركت ستريدا و”القوات” في كل الاستحقاقات النقابية والطالبية والبلدية وغيرها من الجمعيات الثقافية وحققت نتائج ملفتة، اثبتت فيها ان “القوات” لا تزال قوّة فاعلة ومؤثرة في المعادلة السياسية اللبنانية رغم سياسة المنع التي مورست بحقها. بعدها انضمت الى تحالف البريستول الذي تحوّل في ما بعد الى تحالف 14 آذار الذي خاض معركة الاستقلال الثاني في العام 2005.

كبيرة هي المسؤوليات التي ألقيت على عاتق ستريدا. وكثيرة هي التحديات والاوقات العصيبة اللتان واجهتهما بكل ايمان وثقة. قدرها كان ان تقتحم الحياة من بابها الصعب وان تسير على طريق مليئة بالأشواك والمخاطر. لم تأبه، لم تخف، لم تلن ولم تتنازل. واجهت بصلابة ومرونة، الصلابة في المبدأ والالتزام، والمرونة في الاسلوب والتصرف.

كانت ستريدا تعمل بصمت وتصميم على زرع الأمل في النفوس ولم يساورها الشك يوماً في ان فجر الحرية آت، وفي انه لا يصح في النهاية الا الصحيح. وعندما كان كثيرون يظنون ان “القوات اللبنانية” انتهت واصبحت من الماضي ولن تكون قادرة على الخروج من “سجنها”، كانت ستريدا ورفاق سمير جعجع يجهدون في انقاذ “القوات” وفي ابقاء قضيتها حية والشعلة مضاءة.

حرام من لديه وزنات أن يطمرها في التراب ولا يتاجر فيها، فإن الرب لن يغفر له، وستريدا وُهبت وزنات عديدة، وعندما انتخبت نائب عن قضاء بشري، كان يعاني من الإهمال نتيجة الاحتلال السوري الطويل، لذلك انكبت على العمل، هاجمتها بعض الأقلام الصفراء، لكنها لم تتشوش، بل خططت ونفّذت مشاريع انمائية يشهد لها كثيرون وحتى خصومها، فنقلت بشري وقراها من الإهمال إلى الازدهار، وأسست جمعية “مؤسسة جبل الأرز” عام 2017 التي تعمل على التنمية المستدامة من النواحي الاجتماعية والسياحية والتربوية والزراعية والاقتصادية في قضاء بشري. وأسست جمعية “لجنة مهرجانات الأرز الدولية” عام 2006 التي تعنى بالنشاط السياحي في منطقة الأرز السياحية بالدرجة الأولى. وأسست مجلة “مرايا الجبة” عام 2010 التي تعنى بشؤون منطقة بشري الإنمائية والاجتماعية والثقافية. وأسست جمعية فرصة للحياة Chance for Life عام 2014 وهي جمعية غير حكومية لا تتوخى الربح، تهدف الى الوقاية من المخدرات، ومنع الانحراف الاجتماعي ونشر الوعي عبر للتعليم الحديث، للوصول الى مجتمع خالٍ من العنف. كما أسست جمعية “إدارة وادي قاديشا” عام 2016 برعاية البطريركية المارونية، تهدف للحفاظ على التراث الديني والثقافي والطبيعي لوادي قاديشا. ولم تكتفي بذلك، فأسست “بيت الطالب” الذي حلّ مشكلة السكن لكثير من طلاب القرى.

هذا غيض من فيض لإنجازات ستريدا جعجع، فلماذا تهمل الأقلام الصفراء كل هذه الانجازات لتبحث عن قصص وهمية ومفبركة ومضللة لتشويه صورة ستريدا و”شيطنتها” ومحاولة شقّ الصفوف داخل “القوات”؟

وإذا ادّعت “القوات” على وسائل الإعلام الكاذبة أمام المراجع القضائية المختصّة بتهمة الافتراء والتضليل والكذب والتشويه ودسّ الدسائس المغرضة، ترد هذه الوسائل الاعلامية باتهام “القوات” أنها ضد حرية التعبير والصحافة. فهل أصبحت حرية التعبير تلفيق اخبار كاذبة ونسج قصص لا تمت إلى الواقع بصلة اما بهدف الإثارة الصحافية أو مقابل حفنة من الأموال تشتري ذمم هذه الوسائل الإعلامية!

المصدر:
أخباركم أخبارنا

خبر عاجل