يعود مصطلح السادية إلى الفيلسوف الفرنسي مركيز دو ساد، صاحب نظرية أن المبدأ الأساسي في الحياة يجب أن يكون السعي إلى المتعة الشخصية المطلقة من دون أي قيود دينية أخلاقية أو قانونية.
يتميز السادي بلذة التسبب بالألم للآخرين بشتى الأنواع والطرق، مهووس بالعنف والأدوات الحادة والأسلحة، متسلط متعصب لرأيه لا يثق بأحد، يُرغم الناس كي يقوموا بما يريد عن طريق إرهابهم، عديم الرحمة والمسامحة، يهوى تحقير وإذلال وجرح كرامة الآخرين، والأهم، لا يشعر بعقدة الذنب تجاه الآخرين مهما ارتكب من أخطاء وتسبب بالمآسي.
أما النرجسية، فيعود تاريخ هذه التسمية إلى إحدى الأساطير اليونانية التي تتكلم عن شاب عشق نفسه بشكل مرضي عندما رأى صورته على المياه، وكان ناريس آية في الجمال وعشق نفسه حتى الموت عندما رأى جمال وجهه منعكساً على سطح الماء.
يتميز النرجسي بحب النفس والغرور والأنانية والشعور بالعظمة، يحاول دائماً الكسب والربح ولو على حساب ومصلحة الآخرين، فهو أفضل من الجميع ويجد صعوبة في التعامل مع الناس الآخرين باعتبارهم أقلَّ منه شأناً… يمدح ويفخم بشكل زائد الشخصيات التي تميل إليه، ذو طبيعة استغلالية وانتهازية… ولكن وراء هذا القناع من الثقة المبالَغ فيها، يوجد ثقة معدومة بالنفس تجعله ينتفض عند أصغر انتقاد.
إذا أسقطنا هذه الصفات على الطغمة الحاكمة عندنا، نجد أنها تلبسها لبساً بكل صفاتها. فالفاشل في إدارة كل شيء لا ينقطع عن التنظير وإعطاء الدروس في كيفية إدارة البلد التي فشل فيها فشلاً ذريعاً.
يعتبر أن الله خلقه وكسر القالب وتاريخ لبنان بدأ معه وسينتهي معه، مع كل الويلات التي أنزلها على لبنان واللبنانيين.
تشرشح وتبهدل كما لم يسبق لأحد من قبل، ونتائج أعماله أغرقت لبنان في حفرة لم يشهد مثيلاً لها، لكن الطقس جميل والعصافير تزقزق، وكأن شيءً لم يكن.
أما الآخر، فآخر همه المصائب التي يوقعها على رؤوس اللبنانيين، خدمة لمصالحه. خراب دمار قتل اغتيالات جوع عوز فقر مدقع… لا يهم، فهو لا يهتم بأوجاع ومآسي الآخرين، كأنه يعشق إذلالهم والدوس على كراماتهم، والمش عاجبو، القوة والاغتيال والإرهاب بحقهم جاهز من دون أي رحمة.
خمس سنوات وستة أشهر من أسوأ الأيام التي مرّت على لبنان، وبدل اختزال ما تبقى من أشهر قليلة، نرى النرجسي لا يزال متمسكاً وهاوياً وعاشقاً للإمعان في الهبوط باللبنانيين الى أسفل القعر، موحياً أن ما تبقى من أشهر معدودة ستأتي بالمن والسلوى على اللبنانيين.
والآخر السادي، كما فعل في ذاك التموز، عندما كان موسم السياحة واعداً جداً، قام بما قام به من خطايا مميتة أرجعت لبنان وشعبه واقتصاده عشرات السنين الى الوراء، كذلك اليوم مع الصيف الواعد والأعداد الكبيرة للقادمين هذا الصيف، بدأ يكشف عن وجهه السادي الذي يهوى التلذذ بمآسي وآلام الآخرين، محاولاً جرّ لبنان الى حرب أو مواجهة تخدم قضيته وعنجهيته وتعصبه وتسلطه.
يتحمل هذا النرجسي وذاك السادي مسؤولية كل ما سيترتب عن التصرفات التي يقومون بها والتي إذا استمرت ستؤدي الى ويلات لا تحصى، وهذه المرة لن يقف اللبنانيون متفرجين على من يقتلهم ويدمر بلدهم ويسرق تاريخهم كما في السابق، هذا السلوك سينتهي عاجلاً أم آجلاً، وعلى الأرجح عاجلاً، وكل فريق سيدفع ثمن الأخطاء والخطايا التي ارتكبها.