أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، إلى أن “الأخطاء تُحتسب بأوقاتها وحزب القوات اللبنانية يستطيع اليوم أخذ قراره النابع من قناعاته وقد أصبح الكتلة الأكبر عددياً، ووضع استراتيجيته الواضحة في الملف الرئاسي ولا يمكن أن يأتي رئيس من المحور الإيراني، والرئيس الوسطي لا يختلف كثيراً عن رئيس المحور لأنه يأتي على سياسة التسوية وينصاع لسياسات حزب الله”. وأضاف خلال حديثه ضمن برنامج “الجمهورية القوية” مع الإعلامية كارلا قهوجي عبر “لبنان الحر”، اليوم الاثنين، أن “حزب الله سيطغى على الرئيس الوسطي لأنه يريد سلطة رسمية كغلاف له ليدخل عليها كل الأطراف ونشحذ له المال ـ ويضلّ عايش علينا ـ لأنه يعرف تماماً أنه لا يستطيع ان يحكم الدولة بفعل كسر العلاقات الخارجية”.
وتابع، “التواصل بين الافرقاء لا يعني ربط النزاع، وقبل التفاهم الوطني الحقيقي على تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وتحرير القرار اللبناني، نحن لن ندخل بأي تسوية ترسم مصير نهاية لبنان”، لافتاً الى أن “البلد يُعاني بسبب وضعه بالمحور الإيراني وألا خلاص إلاّ بعلاج هذا المرض”. وأوضح كرم، أنه “لا يوجد بَيعة للبنان بالتسويات الحالية الخارجية والإقليمية، والإيراني يُحاول الاستفادة من قبّة الباط في الوقت الضائع للمفاوضات في فيينا والمعارضة لا تتفرّج وتناضل لتُفركش قدرة ربط النزاع التي تسمح لحزب الله بالسيطرة”. وقال، إن “الـ67 نائباً في البرلمان الحالي هم ضد سياسة حزب الله وبالتالي هو تحت مشكلة عدم سيطرته على القرارات بسهولة وعدم قدرته على بناء الدولة التي يريدها”.
ولفت إلى أن “حزب الله يضع نفسه في فكر استراتيجي خلال المفاوضات والتسويات ليضمن سيطرته على القرارات ويظهر كل فترة ليقول إنه هو ضامن حقوق الحدود ولا يُريد الاعتراف بالدولة لأنه يُجيّر المصالح لإيران”، مشيراً إلى أن “حزب الله لا يُمشّينا بل قبرنا ونحن بدنا وفينا نصمد بوجهه ولا نستطيع بناء كل شيء على التسويات الإقليمية والخارجية ولن نقبل بأي قرار خارج مصلحة لبنان والقوات اللبنانية ومن يشبهها بوجه أخذ البلد إلى الايادي الإيرانية”.
وأكد أنه “من الخطأ القول إننا الأقليّة لأننا الأكثرية التي أتت بها الانتخابات وكل من ينضم للأفكار التغييرية المطروحة من اللبنانيين يكون اصطفّ مع الـ67 نائباً، أما التّحدي الان ألا يُضيّع التغييرين نفسهم، لأن هذا لا يليق بتحرير لبنان من أيادي حزب الله ونتواصل معهم لنتلاقى على مرشّح رئاسي”.
وأضاف، “الكلمة الفصل الآن للحكمة والناس آمنت بأطراف تستطيع تغيير أوضاعها والإدارة الحالية وهناك تقارب واضح بيننا وبين بعض نواب التغيير والسياديين وإذا لم نتضامن لن نستطيع التغيير، ونقضي على أحلام الناس وعلى الجميع أن يكون جاهزاً للاستحقاق المفصلي”. ولفت إلى أن “الحزب التقدمي الاشتراكي إذا لمس جديّة تضامن الافرقاء سيكون معها حتماً”.
وأوضح كرم، أن “التيار الوطني الحر منذ أساس نشأته يبني سياسته لمسك ملفات على كل الأطراف ليستخدمها في اللحظة التي يستفيد منها عندما يتوقّف “التمرير”، وهو استخدم هذه السياسة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ورئيسي الحكومة الأسبق سعد الحريري، والجمهورية ميشال سليمان، وغيرهم، والنائب جبران باسيل يُحاول الاتصال بنا مباشرةً منذ سنة وأكثر، وليحلم باسيل باتفاق معراب ثانِ”. وقال، “يكفي طروحات غبيّة لتجييش الناس ضد بعضها البعض ولن نتخلّى عن مواصفات استرداد السيادة والقرار اللبناني”، مؤكداً أننا “لن نُكرر غلطة رئيس الجمهورية ميشال عون”.