كتبت جوزفين حبشي في “المسيرة” – العدد 1731
«بيروت هولدم»… لا تترددوا!
صحيح أن المخرج وكاتب السيناريو اللبناني ميشال كمون ولد في سيراليون سنة 1969، وصحيح أنه يحمل الى جنسيته اللبنانية، جنسية فرنسية، إلا أنه عاشق دائم لبيروت، بدليل أن فيلميه الروائيين الطويلين «فلافل» و»بيروت هولدم» ينبضان على إيقاع العاصمة اللبنانية. ميشال كمون درس السينما في باريس، وكتب وأخرج مجموعة أفلام قصيرة جالت على مهرجانات ودول عديدة مثل «كاتوديك» (1993) و»ظلال» (1995) و»الدوش» (1999).
قدّم ميشال كمون فيلمه الروائي الطويل الأول «فلافل» سنة 2006، وفيه استعرض ليلة في بيروت، بطلها شاب ينتمي الى جيل لم يعش الحرب ويسعى وراء أهداف لا تتحقق، ويحاول في الوقت ذاته التشبث بالحياة والتعايش مع جيل الحرب الذي يتقن لغة العنف والسلاح. ونجح «فلافل» (من بطولة إيلي متري وملكة جمال لبنان السابقة غابريال أبو راشد)، في قطف 9 جوائز دولية أبرزها جائزة «غولدن بايارد» لأفضل فيلم في مهرجان نامور السينمائي الدولي في بلجيكا سنة 2006، وجائزة أفضل فيلم أول في مهرجان روتردام للسينما العربية سنة 2007، وجائزة المهر الفضي في مهرجان دبي السينمائي.
أما شريطه الروائي الثاني «بيروت هولدم»، فقد تم إنجازه عام 2019، أي قبيل اندلاع الثورة وانهيار الوضع الاقتصادي وتفشي كورونا، وهذا ما ساهم في تأخير بدء عروضه في لبنان. ولكن الفيلم الذي جال خلال الفترة الماضية على مهرجانات عديدة، وصل أخيرًا الى الصالات اللبنانية، فلا تترددوا في مشاهدته إبتداء من 28 تموز 2022.
مجدًدا من خلال «بيروت هولدم» وكما يوحي الإسم، بيروت هي البطلة التي يقامر فيها ساكنوها بحياتهم يوميًا، ويراهنون على مستقبل غامض وغير واضح المعالم. يروي الفيلم قصة زيكو (صالح بكري) الخارج حديثا من السجن والعائد الى حيّه المسيحي الشعبي في بيروت. زيكو سيعود الى مدينة تغلي بالإضطرابات الداخلية والخارجية. هو يحمل عقدة ذنب وفاة أخيه، ومسؤولية والده المريض، ووجع فشل علاقته العاطفية بحبيبته إبنة الحي. بمساعدة أصدقاء طفولته (فادي أبي سمرا وعصام بو خالد وزياد صعيبة) سيحاول زيكو الوقوف من جديد وجني المال على رغم كل العقبات والأجواء المشحونة بالتوتر والعنف. سيفتح مركز قمار، وسيتورّط في عملية نصب في سباقات الأحصنة، وسيحاول إنقاذ صديق شقيقه الراحل (سعيد سرحان) من الموت مثله في سباق دراجات نارية. الأفق داكن، الأخطاء كثيرة، ولكن الأمل موجود والحب هو طريقه الى الخلاص والسلام الداخلي.
في «بيروت هولدم»، وعلى رغم المناخات الغارقة في العنف والضياع والمستقبل المجهول، والحياة الشبيهة بلعبة قمار، والشخصيات المتشبثة بالواقعية، والموسيقى الكفيلة بجعلنا نشعر بكافة التخبّطات، إلا أن نظرة ميشال كمون الى مدينته وناسها، تحمل خصوصية تلامس الرومنسية والحنين والحب والفرح. الفيلم يُعاش، إنه إختبار يصعب الكلام عنه، فالإحساس به سيكون هو الطاغي خلال المشاهدة، والتماهي مع الشخصيات التي قدمتها مجموعة رائعة من الممثلين، أمر سهل جدًا. الفيلم حاليا في الصالات اللبنانية فلا تترددوا في مشاهدته.
للإشتراك في “المسيرة” Online:
http://www.almassira.com/subscription/signup/index
from Australia: 0415311113 or: [email protected]