الشعب الفرنسي في الحرب العالميّة الثانية انتظم او التحق بصفوف المقاومة الفرنسيّة لمواجهة نير الاحتلال النازي لبلاده.
الشعب الهندي، الشعب الفيتنامي، الشعب الكمبودي، الشعب الجزائري، شعوب دول اوروبا الشرقيّة سابقاً وغيرها كثيراً من شعوب العالم لجأت الى اعتماد خيار المقاومة العسكريّة او حتى السلميّة كالعصيان المدني في مواجهة احتلال بلادها.
هكذا فعل الشعب اللبناني في مواجهة الهيمنات والاحتلالات الفرنسيّة والفلسطينيّة والسوريّة والإسرائيلية.
لكن لم يخبرنا التاريخ القديم ولا الحديث عن مقاومة أكملت عملها بعد خروج المحتل.
بعد خروج المحتل، تحلّ المقاومات نفسها وتسلّم سلاحها لجيش بلادها وتُناط مهمّة الدفاع عن الوطن بالدولة الشرعيّة حصراً وبقواها العسكريّة والأمنية الشرعيّة حصراً، وعند الحاجة تستدعي الدول قوى الاحتياط لديها والعسكريّين المتقاعدين، وعند الحدّ الأقصى والخطر الداهم تستنفر الدولة الشرعيّة كلّ شعبها من أجل مواجهة أيّ احتلال.
إلّا في لبنان، وتحت يافطة مقاومة المحتلّ الصهيوني الذي أصبح خارج الأراضي اللبنانيّة منذ العام ٢٠٠٠، يُسيطر حزب الله، المُؤَدلَج والمُمَوَّل من دولة خارجيّة، يُسيطر على قرار السلم والحرب وما يستتبعه ذلك من سيطرة على المعابر والمرافق والمرافئ وغيرها، ويحتفظ بالتالي بترسانته التي يُخبرنا كل يوم أنّها تتضاعف أضعافاً مُضاعفة.
فهل يستطيع حزب الله أن يُرشدنا الى أماكن تواجد الاحتلال الصهيوني على الأراضي اللبنانيّة لكي تتمّ مقاومته؟
هل في مزارع شبعا وكفرشوبا والجانب الشرقي من بلدة الغجر كما يقول؟
هل من دليل على ذلك والدولة اللبنانيّة لم تُثبِت حتى الآن ملكيّتها لهذه المناطق التي ما انفكّت إسرائيل تُعلن أنّها احتلتها مع الجولان كأراضٍ كانت تحت سلطة الدولة السوريّة؟
هل تحتلّ إسرائيل حقل كاريش الواقع جنوب الخطّ 29، فيما الدولة اللبنانيُة وبعد عراضة إعلاميّة رئاسيّة لم تُرسل الى الأمم المتحدّة ايّ كتاب يشير الى أنّ حدود لبنان هو الخط 29 وليس الخطّ 23 كما أبلغ لبنان الأمم المتحدة في العام 2012 بعد مفاوضات غير مباشرة مع العدوّ الصهيوني جرت تحت رعاية الرئيس نبيه برّي شخصياً؟
أين هو المحتلّ الصهيوني لينقضّ كل الشعب اللبنانيّ عليه إذا ما طلبت دولته ذلك؟
مُلفت الأمر الواقع الذي يتباهى به حزب الله.
مئة الف مقاتل،
ومئات المسيّرات ومئة وخمسون ألف صاروخ لمحاربة احتلال خرج منذ 22 عاماً.
هل لنا أن نسأل ونتساءل، في مواجهة مَن هذه الترسانة؟
استعارة من الراحل الكبير البطريرك صفير،
أخشى ما نخشاه، ان تكون هذه الترسانة في مواجهة الشرعيّة اللبنانيّة وفكرة إنشاء دولة لبنان،
إذ تعتبر قيادات حزب الله أنّ كلّ ما هو قبل تأسيس الحزب منذ أربعين سنة من جنتا تحت الإمرة الإيرانيّة، كأنّه لم يكن، وكأنّ لبنان لم تذكره التوراة ولا كان أوّل إمارة في هذا الشرق ولا كان جبل لبنان بشبه استقلال ذاتي حتى تحت الاحتلال العثماني، ولا مرّ لبنان بنظام القائمقاميتين ولا بعهد المتصرفيّة ولا أُعلنت دولته في العام ١٩٢٠ كأول دولة مستقلّة في هذا الشرق.
بالنسبة لحزب الله، لبنان وُلِد يوم تأسيسه منذ أربعين سنة.
حزب الله لم يقرأ كتب التاريخ.