أوضحت المعلومات التي توافرت لـ”الديار” من مصدر واسع الاطلاع أن الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين أبلغ الرؤساء الثلاثة في زيارته الخاطفة بأن المفاوضات قطعت مسافة كبيرة، وانه يمكن القول ان نسبة 90 في المئة من الاتفاق أنجز وبقي بعض التفاصيل التي سيجتهد لمعالجتها وحلها قبل أواخر أيلول الحالي.
وفهم المسؤولون اللبنانيون منه انه يسعى لإنجاز الاتفاق قبل الانتخابات الاسرائيلية في تشرين، مع قوله ان المسؤولين الاسرائيليين أبلغوه ان تعاملهم مع موضوع الترسيم لا يرتبط بمسألة الانتخابات.
وأشار ايضا الى سعيه ورغبته في انجاز الاتفاق قبل الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
ووفقا للمصدر فان الجانب اللبناني يبقى حذرا لاعتبارات عديدة ابرزها ان الشياطين تكمن احيانا في التفاصيل، عدا الاسلوب والمناورات التي اعتمدها ويعتمدها العدو الاسرائيلي والتي لا يمكن اسقاطها من الحسبان.
لكن على الرغم من الحذر لدى الرؤساء الثلاثة، فان الاجواء التي حملها هوكشتاين بددت نسبيا الاجواء التي سادت قبل زيارته للبنان، خصوصا انه تأخر شهرا واسبوعا بعد ان كان وعد باعطاء اجوبة للجانب اللبناني بعد اسبوعين من زيارته السابقة.
وقال احد المسؤولين المتابعين بشكل مباشر لهذا الملف لـ”الديار” إن زيارة هوكشتاين كانت مهمة، وان لبنان محافظ على تراكم الايجابيات التي تحققت في هذا الموضوع. لكننا لم نتوصل بعد الى النهاية، مع العلم انه بعد الزيارة وما حمله هوكشتاين يؤكد حصول تقدم بخطوات عديدة عن المرحلة السابقة يبنى عليها بحيث يمكن القول اننا صرنا اقرب الى الاتفاق من اي وقت سابق».
وعلمت «الديار» ايضا ان الوسيط الاميركي ابلغ الرؤساء الثلاثة الموافقة على اعتماد الخط ٢٣ وانه يضمن هذا الامر مع تعديلات طفيفة لا تمس الجوهر.
وعلم ايضا ان البحث تناول كيفية ترجمة هذه النتائج بعد معالجة التفاصيل الباقية وحسم الاتفاق، وان هوكشتاين وعد بوضع مسوّدة اتفاق بعد اجراء جولته خلال الفترة القصيرة المقبلة.
ولفتت مصادر مطلعة في هذا المجال الى تشديد الرئيس نبيه بري خلال اجتماعه بالوسيط الاميركي على ضرورة العودة الى الناقورة للتفاوض غير المباشر برعاية الامم المتحدة وبوساطة الولايات المتحدة الاميركية، وذلك وفقا لاتفاق الاطار حتى الوصول الى النتائج المرجوة.
وذكرت المعلومات ان هوكشتاين سيعود بتقرير خطي الاسبوع المقبل الى لبنان، لكن التقرير لا يعني انه عبارة عن نص الاتفاق النهائي.
وقال مصدر مطلع للديار في هذا المجال ان الرؤساء الثلاثة متفقون على الاسراع في حسم الامور ولا خلاف حول هذا الامر على عكس بعض التحليلات والتكهنات، وقد يكون هناك اختلاف في بعض الاجتهادات التي لا تمس ولا تؤثر في وحدة وقوة الموقف اللبناني في المفاوضات التي لم تصل بعد الى خواتيمها.
ورفض المصدر الحديث عن هذه الاجتهادات، مؤكدا ان المسار الذي يسلكه الجانب اللبناني متين وقوي وسيبقى الى مرحلة تظهير الاتفاق اذا نجح الوسيط الاميركي في معالجة النقاط الاخيرة.