• حتّى أول من أمس، أموس هوكشتاين “وسيط غير نزيه وصهيوني” يعمل لمصلحة إسرائيل و”الشيطان الأكبر”، وأمس أصبح إسمه “الوسيط الدولي” على لسان نصراللّه نفسه، وربما سيمنحه “وسام الممانعة” ذات يوم.
فسبحان مغيّر الأحوال بين ليلة وضحاها.
• لا ضير في أن تحصل إسرائيل على تعويضات مالية من النفط والغاز (الافتراضيَّين) في حقل قانا، ولكن تحت ستار شركة “توتال”.
• لا مانع من إبقاء المساحة الأمنية وخطّ العوّامات في وضع ملتبس، ربما ك”مزارع شبعا بحرية” للاستخدام عند اللزوم، مع التباهي الهوائي بفصل البحر عن البر.
• لا بأس بتسجيل انتصار شكلي دعائي خاوٍ في إرسال كتابَين منفصلَين لبناني وإسرائيلي عن وثيقة الترسيم إلى الأمم المتحدة، للقول بإن لبنان لم يضع توقيعه إلى جانب توقيع العدو على ورقة واحدة.
• لا يضرّ الصمت المطبق عن إعلان يائير لابيد تحقيق “الأمن السياسي والمصالح الاقتصادية لإسرائيل”، مع ما تعني عبارة “الأمن السياسي” تحديداً، في مجال الصراع العسكري والحروب، مقابل التركيز على الخلاف الإسرائيلي الداخلي المألوف عشية الانتخابات، وكأنه من نتاج “توازن الردع والرعب”.
• لا يكفّ “حزب اللّه” عن حصر فضل هذا “الانتصار الإلهي” الجديد بنفسه، والظهور بمظهر الوصي على قرارات الرؤساء الثلاثة ومحرّك خيوطهم من وراء خشبة المسرح.
• الهرولة إلى تسجيل “إنجاز يتيم”، ولو شديد الغموض والالتباس، ل”عهد الممانعة” الوشيك الأفول، ولو بالتحايل على صلاحية رئيس الجمهورية في المفاوضات والمعاهدات، بحجة أن الترسيم ليس معاهدة دولية.
• الالتفاف على مصير الثروة الوطنية النفطية والغازية الموعودة لإبقائها في قبضة المنظومة القائمة على حلف الفساد والسلاح.
• غياب أو تغييب كل قاموس التهديد بالحرب، وحلول لغة التسوية و”التوافق” مع العدوَّين الأصغر والأكبر.
وبعد كلّ ذلك، يحدّثونك عن رفض التطبيع، وهو يعشش الآن في أحضانهم!