أكدت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، أن الصور التي التقطها مسبار “إنسايت” لحفرة ضخمة في المريخ بتاريخ 24 كانون الأول من العام الماضي نجمت عما يشبه حدوث زلزال من جراء اصطدام نيزك بالكوكب الأحمر، وفقا لشبكة “سي إن إن”.
وسجل المسبار “إنسايت” في ذلك الوقت زلزالاً بقوة 4 درجات على مقياس ريختر، إذ ربط العلماء بين الاكتشاف الزلزالي ومشاهدة فوهة جديدة كبيرة، معتبرين أنها “إحدى أكبر ضربات النيازك التي تصيب المريخ منذ بدأت وكالة ناسا في مراقبة ودراسة الكوكب الشهير”.
وأظهرت صور من كاميرتي المركبة المدارية منطقة الانفجار في الحفرة، مما سمح للعلماء بمقارنتها بمركز الزلزال الذي رصده إنسايت.
وأفادت مجلة “ساينس” في دراسة، بأن “اصطدام النيازك أوجد فوهة تحتوي على قطع من الجليد كانت مدفونة بالقرب من خط الاستواء المريخي الدافئ”.
ويعد هذا أحدث اكتشاف لوجود الجليد في الكوكب الأحمر.
وقالت رائدة علوم التأثير بجامعة براون عالمة الكواكب إنغريد دوبار، خلال مؤتمر صحفي، إنه “من الواضح أن هذه أكبر فوهة جديدة رأيناها على الإطلاق”، مضيفة “نعتقد أن فوهة بهذا الحجم ستتشكل في مكان ما على الكوكب مرة كل بضعة عقود، وربما مرة كل جيل”.
وأردفت “لذلك كان من المثير للغاية أن تكون قادراً على مشاهدة هذا الحدث، وحدث ذلك أثناء قيام مسبار إنسايت بتسجيل البيانات الزلزالية، وهي هدية علمية حقيقية”.
وستساعد دراسة قطع الجليد التي جرى اكتشافها على فهم أفضل للظروف المناخية السابقة على المريخ وكذلك كيف ومتى حدث ترسيب ودفن الجليد.
وقدر الباحثون أن النيزك كان يتراوح قطره 16 إلى 39 قدماً (5 إلى 12 متراً)، وفي حين أنه صغير بما يكفي ليحترق في الغلاف الجوي للأرض، بيد أن ذلك لا يحدث في المريخ الذي يتميز بغلاف رقيق بنسبة 1% فقط من كثافة الغلاف الجوي للأرض.
وعندما اصطدم النيزك بسطح المريخ أحدث فوهة بركان في منطقة أمازونيس بلانيتيا على سطحه يمتد عرضها بمسافة 492 قدماً (150 متراً) وعمقها 70 قدماً (21 متراً)، إذ تطايرت بعض المواد التي خرجت من الحفرة على بعد 23 ميلاً (37 كيلومترًا).
وأوضحت دوبار أنه “إذا حدث زلزال مثل هذا على الأرض، فسيكون كبيراً بما يكفي للإحساس به، ولكنه ليس كبيراً بما يكفي لإحداث الكثير من الضرر”.
وقالت، إن “حوالي ألف زلزال بهذا الحجم تحدث على الأرض كل عام، لكن المريخ أقل نشاطاً من كوكبنا، لذلك كان زلزالاً كبيراً جداً بالنسبة للكوكب الأحمر”.
وتسبب الزلزال الذي نتج عن الاصطدام كذلك في حدوث موجات سطحية (موجة زلزالية) تحركت على طول الجزء العلوي من قشرة المريخ، فيما ستساعد البيانات المرسلة من مسبار “إنسايت” العلماء على دراسة قشرة الكوكب، ومعرفة المزيد عن هيكلها.