القضية…ما القضية؟ لماذا نحن نعيش لأجلها، لها، لتلك الكلمة الصغيرة التي لا تتجاوز الأحرف الاربعة، لكنها أخذت وتأخذ منا عمراً…أعماراً يا الله، أعماراً بحالها؟
لماذا نفتتح خانة جدية عبر موقع القوات اللبنانية تحت هذا العنوان تحديداً، “القضية”؟ لا يعرف الإجابة عن السؤال الا من كان ابن القضية وبنتها وطفلها وختيارها الجليل وأهلها وناسها الأحرار الرامشون على كل ذاك الحب، كل ذاك الشغف، كل ذاك الاستشهاد الذي انهمر على مدار السنين والسنين، ولم ترمش له عيناً الا حين تدمع لأجل كل ذاك الحب.
القضية هي “القوات” و”القوات” هي القضية، وقضيتنا الكبرى المقدسة هي لبنان، وليس أي لبنان. لبنان الحلم، لبنان دمعة العاشق على خد مشتاق، لبنان الحلو الحلوووو السهل الممتنع، الجبل الشاهق، النهر الازرق الصافي، الضيعة والعوافي وكوفية الفلاح تغرز الأرض مواسم وتحصد البركة والغلال، المدينة وسهر الليل والفنون والثقافة والرقص على فرح الدنيا، لبنان تلك الرواية الاستثنائية العابقة في التاريخ التي لا تعرف النهايات. لبنان أرض الربّ المقدسة المحرّمة على المحتل والعميل والشرير والمتخاذل. لبنان وقف المسيح حين داست أرضه تلك التراب المكللة بمجد الشهادة والحياة.
القضية هي بدلة الرفاق حين كانت زيتية وتلك البارودة عند متراس العزّ والشرف حين صرخت “شيل ايدك عن لبنان”، والبدلة الرسمية حين صرنا في السلم الايد لـ بتعمّر ومنبقى وقت الخطر قوات، لبنان الشباب والصبايا والأهل والرفاق والنضال المستمر على مدار الايام.
لماذا نفتح صفحة “القضية”؟ لان القضية هي الحياة للبنان، هي النضال حتى الاستشهاد لاجل حياة لبنان.
القضية هي انتم رفاقي رفيقاتي في كل أرض لبنانية، في الـ 10452 كلمتراً مربعاً مدروزاً منا وفينا، وبخفقات الانتماء الى ذاك الوجدان العظيم الذي اسمه لبنان. القضية هي رفاقنا أهلنا في الاغتراب حيث يناضلون لأجل كرامتهم وكرامة بلادهم ولا تعيقهم مسافات ولا جغرافيا، القلب هنا والجغرافيا تفصيل. القضية هي لكم، أنتم كتابها وقراؤها وناشروها ومناضلوها، كل رفيق رفيقة هم القضية، كل مناضل مناضلة هم القضية، كل من يرفع يديه ليضعها حيث تخفق الحياة ويقاوم لأجل لبنان هو القضية. هذه صفحتكم ونحن هنا، وسنبقى وسنستمر لأجل ذاك الحب الذي، لو بدا أنه مستحيل ومن طرف واحد، لكن لأجله تهون الدنيا، لأجلك لبنان، هنا القوات اللبنانية وهذه قضيتنا.