قراؤنا الأعزاء،
شاركونا آراءكم في زاوية “جدل”… “أي مستوى للثقافة السياسية لدى الشباب اللبناني”؟ سجلوا تعليقكم في آخر النص.
تفاعلكم في هذه الزاوية قيمة مضافة، يرجى أن تكون التعليقات ضمن احترام الأصول الأخلاقية والأدبية، وإلا سنضطر آسفين لحذفها.
لم تكن حلقة صار الوقت ليلة الخميس 3 تشرين الثاني حلقة عادية، فقد بدت صورة مصغّرة عن وطن مشلّع، يفتقر شبابه الى الحوار وتنقصهم الثقافة الاجتماعية والسياسية كما الأدب والإحترام.
حلقة الأمس التي كان أبطالها “كوادر” التيار الوطني الحر، هي نموذج يتكرر على شاشات التلفزيون في كل لقاء إعلامي يكون فيه الحضور الشبابي طاغياً، هي واقع يجتاح مواقع التواصل الإجتماعي واللقاءات العائلية والإجتماعية عندما تكون الآراء مختلفة، هي ثقافة باتت معتمدة عند جهات سياسية، بهدف شد العصب واسترضاء “الجمهور اللي عايز كده”، بعيداً من أي منطق وحجة وإقناع، كأن المشاركين على جبهات من نار يتحصنون خلف المتاريس اللا ـ وطنية، ويٌعدّون عدّة الإنتقام من الإعلام المُستضيف، بانتظار بدء المعركة الحاسمة.
بتبرير مطلق “للزعيم” الذي يرسل “شبابه” ليفجروا أحقادهم داخل المجتمع، “يتحاور” الشباب اليوم. لا ثقافة، لا منطق، لا وعي سياسي، لا تحليل، لا تربية ولا أخلاق.
كيف يعقل أن يكرر شبان وشابات في مقتبل العمر، على الرغم من انتمائهم السياسي، ما قيل لهم من دون أن يكون لديهم الحشرية أو الرغبة في التحقق من المعلومات التي وصلت إليهم والقدرة على سماع الرأي الآخر ومناقشته؟
قد يقول أحدهم إن الجمهور الحزبي غالباً ما يكون متحمساً، لكن الا يحتم هذا الحماس أخلاقاً عالية وحجة في الإقناع وهدوءاً، حتى يتمكن الخصم من الإقتناع أو أقله احترام “الجمهور”؟
ماذا فعل بعض الأحزاب بعقل الشباب، واين ورش إعداد مجتمتعنا بالثقافة السياسية والقدرةعلى الحوار والمناقشة والمقارعة بالحجة والمنطق، وتطوير الحس النقدي لديها؟
يقول عالم الإجتماع الإنكليزي انتوني غدنز إن الثقافة ليست فقط السياقات الإبداعية من فنون وآداب وموسيقى، بل هي كامل أسلوب حياة الجماعة. فأي ثقافة هذه وأين التنشئة الإجتماعية واكتساب الوعي السياسي الصحيح من حياة هؤلاء الشباب؟
كيف يمكن لحرية التعبير أن تتحول الى افتراء واعتداء جسدي ومعنوي، وشتيمة وتنمّر وتشويه سمعة؟ وكيف يمكن لمن أُطلق عليه يوماً “الحرس القديم” أن يكون أبعد ما يكون عن الحراسة فيعمد الى تحطيم ممتلكات المحطة الإعلامية التي تفتح لفريقه هواءها لساعات؟ وأي ثقافة هذه لأي سياسة لأي إعلام؟
التعليق لكم.