النائب السابق أنطوان زهرا
على مدى ثلاثة عقود ونيِّف أتحفنا فريق الجنرال بسلسلة خزعبلات دستوريّة لم تنتج إلاّ سجالات عقيمة ونتائج كارثيّة. بداية مع انسحاب الضباط المسلمين من الحكومة وإعلان ولائهم لحكومة الرئيس الحص. اندلع سجال حول الشرعيّة القانونيّة والشرعيّة الشعبيّة لم ينتهِ إلاّ بعد إنجاز الطائف وقيام شرعيّة تمرد عليها العماد عون وانتهت في 13 تشرين الحزين، وعلى الرغم من ذلك قالوا بسذاجة: “الجنرال أخد ختم الرئاسة معه وما رح يقدروا يديروا البلد بغيابو”.
في مرحلة الاحتلال السوري والتصرّف بالطائف خدمة للاحتلال وليس كما أريد له أن يكون، واظب الجنرال من منفاه المرفّه على تكرار أدبيات توّجها بزيارة أميركا للحثّ على إصدار قانون محاسبة سوريا وقرار مجلس الأمن 1559 وأنهاها بالعودة إلى لبنان بصفقة مع النظام السوري قبيل انسحاب جيشهم وتمهيداً للانتخابات النيابية التي حصد فيها عواطف المسيحيين وأصواتهم ليضعها لاحقاً في عهدة حزب الله ومشروعه ويعلن نفسه قائداً مشرقياً في زيارة براد وبشار الأسد.
في 7 أيار أعلن أنّه (هلق نحط التران عالسكّة) لكن محطة الدوحة أخّرت وصوله 8 سنوات و5 أشهر. وبوصوله، ظنّ أنّها المحطّة النهائية له ولوريثه لكن الوقائع أجهضت الحلم والممارسة الكيدية والإنقلابية وازدواجية المعايير، إعلان الشيء وممارسة عكسه، تبنّي الفكرة عندما تخدم مشروع التوريث وعكسها في الحالة المماثلة، شبق التسلّط والأثرة والأنانية والسعي للتوريث بأي ثمن، حتى للفأرة التي تمخّض عنها ما ظنّوه جبلاً.
سلسلة من الضخّ الإعلامي والتضليل، إدّعاء العفّة وشيطنة كل الآخرين، توسّل حقوق المسيحيين لإحكام القبضة على كلّ مفاصل السلطة وجني مكاسبها، وصولاً لمحاولات سجال أرادوه دستورياً حول الشرعية الشعبية والميثاقية، فكان أن خذلهم المجلس النيابي بتأكيد المؤكد وعلى الرغم من ذلك خرج الوريث علينا كالعادة، بادعاء النصر.
يقول المثل، خصمك إذا جنّ افرح له. قد يصح هذا القول في غير حالتنا، شمشونيّة هذا الفريق تنعكس وبالاً على الوطن وكل المواطنين ونحن منهم.
لذلك وبإيمان بالله ومحبة لخلقه، رجائي أن يكون ما عانيناه معهم هو مطهرنا على الأرض في الطريق إلى السماء.