لا أدري بالضبط أين بدأ هذا السلوك التكاذبي، لكن أريد التذكير بأن مؤسس هذا التيار كان يريد التحرير من السوريين، وتكسير رأس حافظ الأسد، ونزع سلاح الميليشيات… والصمود في المواجهة الى آخر نفس، وعدم ترك السفينة لأنه القبطان، وإذا الكل فلّو ما رح يفل… ناهيك عن كل وعود الإصلاح والتغيير والتنصل من الإلتزامات والقيام بكل ما هو عكس ما أطلق من شعارات، من دون أي رفة جفن، لنصل الى نتيجة نهائية: ما خلونا!
ومن الماضي من التاريخ إلى اليوم، لا يزال سلوك التيار وعقليته ومنهجه هو هو، لم يتعلم أي شيء من تلك المسيرة الطويلة المعيبة المُخجلة، وتراه لا يزال يمتهن الكذب فيولاً لمحركاته كي لا تتوقف.
في الأمس، شاهد اللبنانيون ما حصل في برنامج صار الوقت بأمّ عينهم، وكان واضحاً ما جرى قبل وبعد وخلال الحلقة، وإذ، يصبح المُعتدي ضحية مهدور حقها ومُعتدى عليها، في مشهدية مضحكة مبكية لكن ساذجة، أكدت على العقلية التي ينتهجها هذا التيار منذ بداياته.
من آخر مآثر هذا الفصيل، ردّ رئيس التيار في حلقة تلفزيونية على سؤال مضيفه حول الإنتخابات النيابية على ما قاله سمير جعجع، بأنه لولا حزب الله وحركة أمل لما إستطاع التيار البرتقالي أن يحصل على أكثر من 7 الى 9 مقاعد نيابية في كل لبنان.
كان جواب الضيف أن سمير جعجع لا يعرف بالحسابات، وهالقد بيفهم!! وأكمل، نحنا ولا محل حزب الله عطانا أصوات. وإستغرب أنهم أعطوه بالبقاع الشمالي وقال لشو عطيونا، كنا ربحانين بلاهم!
ولأننا نعشق اللحاق بالكذاب على باب الدار، الكذاب على عينك يا تاجر من دون أي خجل أو وجل يردعه، سنستعرض بعض الأرقام النافرة فقط التي تُبين مدى الدعم الذي أمَّنه حزب الله وحلفاؤه لهذا التيار، لنرى بأمّ العين مدى الدجل والكذب الذي يختزنه هذا الفريق منذ وجوده، ومستوى الفهم الهابط لديه.
زحلة: الحاصل 9975 صوتاً، حصل المرشح العوني على 5554 صوتاً فقط.
البقاع الغربي وراشيا: الحاصل 9998 صوتاً، حصل المرشح العوني على 3576 صوت فقط.
بعلبك الهرمل: الحاصل 17926 صوت، حصل المرشح العوني على 11343 صوتاً فقط.
بيروت الثانية: الحاصل 13103 صوتاً، حصل المرشح العوني على 2053 صوتاً فقط.
الشوف عاليه: الحاصل 12951 صوتاً، حصل مرشحا التيار العوني الحزبيان على 5698 و 5149 صوتاً فقط، أي مجموع الإثنان لا يصل الى حاصل واحد، بينما حصلوا على 3 مقاعد نيابية بفضل أصوات حلفاء حزب الله الدروز، وقد إعترف وئام وهاب بذلك.
بعبدا: الحاصل 10730 صوتاً، حصل المرشح العوني على 8457 صوتاً فقط.
ما يعني أنه لو شكَّل التيار لوائحه منفرداً في هذه الدوائر، لما حصل على نائب واحد، إذ كانت أرقامه بعيدة جداً عن الحواصل، خصوصاً في زحلة والبقاع الغربي وبيروت الثانية والشوف عاليه.
فهل ساهم حزب الله وحلفاؤه في إيصال عدد من نواب التيار أم لا؟
الأرقام تتكلم وليصمت الكذّابون.