كتب جاد دميان في “المسيرة” – العدد 1734
دخل ميشال عون قصر بعبدا رئيساً للجمهورية اللبنانية، حائزاً على تأييد أغلبية الكتل السياسية من مختلف الطوائف والأطياف ومحصناً شعبياً ومسيحياً ووطنياً، ليخرج بعد ست سنوات، رئيساً لتيارٍ متخاصم مع كافة البيئات والأحزاب. إستحق ميشال عون أن يكون رئيسًا للفراغ وللأزمات، هو الذي عطّل الحكومات «فدا» صهره وتياره عوض أن يكرّس نفسه رئيسًا إستثنائيًّا حاضنًا للإصلاح والتغيير.
لا يحتاج الشعب اللبناني الى توصيف عهد الرئيس السابق ميشال عون، فقد أقدم بنفسه على وصف أيام عهده البائسة من خلال تبشيره بقدوم جهنم، والذي تحقق بعهده من خلال ممارساتٍ سلطوية وغير مسؤولة لم تكتفِ بحرق «الأخضر واليابس» بل شملت أحلام المواطنين.
لقد استطاع هذا العهد أن يورث الأجيال القادمة كل ما هو مدمّر. من تدميرٍ لمفاهيم الشأن العام ومصلحة المجموعة وضرب كامل للمؤسسات وهيبة الدولة، واغتيالٍ ممنهج لمنطق الشراكة والتعاون.
لقد أنتجت الحالة العونية نموذجًا لا بدّ أن يُدرَّس في المستقبل، ليس من أجل تعميمه بل من أجل تفاديه بالكامل حرصًا على الإنتظام العام.
خروج ميشال عون من قصر بعبدا نهار الأحد تزامن مع إحتفالات هالووين في لبنان والعالم، غير أن المفارقة هي أن الشعب اللبناني لم يختر التنكّر بمظاهر الفقر والأسى والدمار. الشخص الوحيد الذي كان متنكراً بزي رجل دولة في السنوات الـ30 الماضية، نزع زيَّه وخرج من بعبدا.
جاد دميان – معاون الأمين العام لشؤون الإنتخابات
للإشتراك في “المسيرة” Online:
http://www.almassira.com/subscription/signup/index
from Australia: 0415311113 or: [email protected]