كتب ميشال يونس في “المسيرة” – العدد 1734
من وثائق العهد القديم : وقال الربُّ لإبراهيم: «إرحَل من أرضِكَ وعشيرتِكَ وبيتِ أبيكَ إلى الأرضِ التي أُريكَ فأجعلكَ أُمَّةً عظيمةً وأباركُكَ وأعظِّمُ اسمكَ وتكون بَرَكَةً، وأباركُ مُباركيكَ وألعنُ لاعنيكَ ويتباركُ بكَ جميعُ عشائر الأرض»!
مِن مآثر العهد الجديد: وقالَ الربُّ يسوع: «جئتُ لأُفرِّقَ بين الإبنِ وأبيهِ، والإبنةِ وأمِّها ويكونُ أعداءُ الإنسان أهلُ بيتِه. مَن أَحبَّ أباه وأمَّه أكثرَ ممَّا يُحبُّني فلا يستحقُّني، ومَن أحبَّ إبنه أو ابنتَه أكثر منّي فلا يستحقُّني»!
إنَّه التناقضُ الربَّويُ المُذهِلُ المُخترقُ حُجُبَ المُحرَّمات، المُزعزِعُ المُخلخلُ أساساتِ المُنزَلِ والمعصومِ والمحسومِ .هوذا ربٌ يُناقضُ ربًا، وربٌ ينُاهضُ ربًا، وربٌ يُغايرُ وعودَ ربٍ. الربُّ القديمُ يَعِدُ أبرامَ أبي الآباء بتوريثِه أمجادَ الأُمَّةِ العظيمةِ وتوسيع حدود أملاكه ومُمتلكاتِه وبسطِ نفوذِه بين عشيرتِه، حينَ الربُّ الجديدُ وفي ابتكاره أبجديَّةً نُسكيَّةً مُفاجئةً مُدهِشَةً يفاجئُ خاصَّتَه بأنَّ لثعالبِ البَرِّ أوكارٌ ولطيور السماءِ أوجارٌ وهو لا يملكُ في كل الدنيا حَجَرًا يَسنِدُ إليه رأسه، هذا الذي مملكَته ليست من هذا العالم لم يكن لميلادِه مُستَنَدٌ إلى خشبة مزودِه، ولموتِه مَسنِدٌ إلاَّ خشبةُ صليبِه نقضَ حتّى القطيعةِ وعد ربِّ القديمِ لأبرام بأنَّه سيلعنُ لاعنيه فأطلقَ نِداءَه العسيرَ الفهمِ والقبول: «باركوا ولا تلعنوا، باركوا لاعنيكُم أحبّوا مُبغضيكم، لا تغضبوا ولا تدعوا الشَّمسَ تغيبُ على غضبِكُم»!
الفتى الحَلبيُّ اليافعُ عبد الأحد إبن ميخائيل قرعلي وهيلانة إبنة الحاج يعقوب بركات مِن أيِّ مَدارٍ مِن مداراتِ سِفرِ الخروجِ الجديدِ سطعَ عليه بريقُ البهاءِ اليسوعانيِّ فاجتذبَ عينيهِ النَّديَّتينِ البريئتينِ إلى مشهدية يسوع إبن الإنسان خارجًا من بيتِ يوسف ومريم يدخُلُ البريَّةَ طيلةَ أربعين يومًا ليصومَ ويُصلِّي ويُجَرَّب، وأيَّةُ نسائمِ روحٍ أَخّاذةٍ حرَّكت في حناياه تراجيع نواقيس أنطاكيا وقورش ونصيبين وبلاد ما بين النهرينِ وكَونِ قنوبين فأنهضَت عزائمَه الفتيَّةَ لِشَدِّ حَقَويهِ برباطِ البِرِّ وأزياحِ زنانيرِ آباءِ البريَّةِ وروّادِ القِفارِ ثمَّ الإنشدادِ المُطلَقِ لسناءِ وجهٍ آتٍ إليهِ مِن عهدِ ووعدِ الكوكبِ المُشرِقِ من يعقوب!
الوالدُ ميخائيل عبد الأحد قرعلي التّاجرُ الحَلَبيُّ الوفيرُ الغِنى والثروات الرفيعُ المكانةِ بين قومِه، كان يُهيِّئُ بهجةَ قلبِه ومحطَّ آماله وَلَدَه عبد الأحد المُتّقدِ الذكاء الحاضرِ الذِّهنِ والنّباهةِ لأن يستلمَ إدارةَ متاجره العديدة ليُساهمَ بتطويرها وتوسيعها ومُضاعفةِ محاصيلها، لكنَّ الإبنَ البارَّ لم يكُن في مسمَعيهِ إلاَّ جواب يسوع لأمه ويوسف يوم ضيَّعاه: «أما تعلمانِ بأنَّي جئتُ أَعملُ ما هوَّ لأبي السماويِّ».
الأبُ الصالحُ ميخائيل وبذات مستوى ثرائه بالأموال كانَ ثريَّ الإيمان بالآب الواحدِ الضّابطِ الكل، وبمشيئتهِ الصَّائبةِ الإختيارات الدقيقةِ المواعيد، لم يخالف لحظةً واحدةً تصميمَ ابنِه الحبيب على اختيارِ النَّصيب الأفضل، لكنَّه طلبَ منه التروّي والتبصُّر والتحقُّق من مدى أهليَّتِه تلبيَّةَ النداء الأَمضى تلبيةً لا رجوع عنها: «إن شئتَ أن تكون كاملاً إذهب تخلّى عن جميع ما لكَ وتعالَ اتبعني». وطلب الوالد ميخائيل من ولده الوافر وزنات العقلِ إكتساب كلَّ ما يُمكن اكتسابَه من علومٍ وثقافاتٍ وآدابٍ ولغاتٍ لأجل أن تكون علومَه الدنيوية بخدمة دعوتِه الربانيّةِ. فدخلَ التلميذُ عبد الأحد الذي تسمَّى في ما بعد باسم عبدالله، مدرسةَ حلب المارونية يتلقَّنُ فيها مبادئ اللغتين السّائدتينِ في ذلك الزمان، العربيّة لغة أهل موطنهِ والسريانية الآراميّة لغة المعلم يسوع ولغةُ المُتخرِّجين من مناهج القداسة .بعد المدرسة المارونية انتقل عبدالله قرعلي الماروني إلى مكتب شهير زمانِه في الأدب واللغة الشيخ سليمان النحويّ يتضلَّعُ لديه على آداب العربيةِ وقواعدها وبحور شِعرِها ورنيم قَفَلاتِها وقوافيها، وبعدما نال ما أراده من نجاحٍ انتقلَ من مكتب الشيخ سليمان إلى مدرسة الخوري بطرس التّولاوي، يبرعُ داخل صفوفها في اتقانِه السريانيّةِ والإيطاليَّةِ واللاتينية إتقان تلاميذ مدرسة عليّة العنصرة ألسنيات الروح القدس!
عام 1694 بلغ عبدالله ميخائيل قرعلي عمر الواحد والعشرين ربيعًا ومزمورًا وتسبحةً وهو المولود يوم عيد ميلادِ العذراء 8 أيلول 1672، فحان أوانُ الرحيل عن دارة والديه وديار الولادة والطفولة والصبا في محروسةِ حلبِ، والتخلِّي الطوعيِّ عن متاجر أبيه وثرواتِه ووجاهتِه ثمَّ الإنصراف من دون رفَّةِ جفنٍ إلى المكان الذي لا يملكُ فيه شيئًا ولا يمتلكُه أحدٌ إلّا ذاك الصوت العابر في أجيال المدعوين لاعتناقِ الفَقرِ البطوليِّ المُدقِع: «لا تكنزوا لكم كنوزًا في الأرض«!
الراهب عبدالله قرعلي يدوِّن سيرةَ ومسيرةَ دعوتِه الرهبانيّة بخطِّه وأسلوبِه :»أنا الحقيرُ في الرؤساء عبدالله مطران بيروت الحَلبي نسبًا واللبناني راهبًا، لمَّا بلغتُ سن الرجال تحرَّقَ فيّ شوق الرهبنة. وكان والدي ميخائيل يُمانعني عنها، خوفًا عليّ من قِبَل جهلي بأحوال النّاس والغربة. وبقيتُ مُعذَّبًا في أفكاري، وقتًا ألتهي بالدنيا وأنسى الرهبنة، ووقتًا أتسلَّى بدرس الكتب والقراءة إلى الواحد والعشرين من عمري.
عرف الكثيرون شوقي للرهبنة، منهم الشمّاس جبرائيل حوىّ، وكان يزيدني في العمر أربع سنين. هذا انفرد بي وأظهرني على سرِّه بأنَّه يُريدُ الرهبنةَ مثلي. وتعاهدنا معًا على المسيرِ إلى جبل لبنان، نترهَّبُ فيه بعد مشورةِ والدينا. فوالده توما سمح له بذلكَ .أمّا والدي فلم يسمح لي إلاَّ بشرط، وهو أن أزور القدس الشريف وأرجع أمرّ على جبل لبنان بشكل عابر الطريق . زعم: «إن طاب لك المقام هناك فاثبت فيه، وإلّا الرجوع إلى بيتِكَ، بمنزلةِ من زار ورجع». وكان قصد والدي بذلك ألا يظهر عليّ إسم راهب شالح، إذا رأوني قصدتُ الرهبنة ورجعتُ عنها.
رضختُ أنا لمشورتِه، وأعلمتُ الشمّاس جبرائيل بذلك. وتمَّ الرأي بيننا على أنَّه يسبقني إلى جبل لبنان. وبعد زيارتي القدس نتلاقى هناك. وعلى هذا الميعاد، سافر الشمّاس جبرايل نحو جبل لبنان في أوّل تشرين الأول مسيحية .وبعده في الصيام الكبير، خرجتُ أنا من حلب مع زوّار القدس الشريف، ومعي يوسف البتن. هذا عرف بالرمز نيَّتي وعهدي مع الشمّاس جبرايل، وأحب الرهبنة معي، فزار أيضًا القدس الشّريف، ورجعنا معًا في سفن البحرِ إلى جبل لبنان. هناك، التقينا بأخينا جبرايل في قرية زغرتا القريبة من طرابلس يوم خميس الجسد المقدّس. وصعدنا معه إلى قنوبين، وقبَّلنا يد البطريرك إسطفانوس ومكثنا عنده زمانًا. وزرنا ديار البلاد. فحضر إلى دير قنوبين المطران جبرايل (البلوزاني) مطران حلب.
قبلَ التنظيم الرهباني كان رهبان جبل لبنان عُبّادًا يُقيمون إقاماتٍ إفراديَّةٍ إنفراديَّةٍ بعضهُم فوق التلال ومُعظمُهم في بواطن الوديان لا قانون يوحِّدهم ولا مُجتمع سكني رهبانيٌّ يجمعهم إلاَّ نذرٌ عَهدَويٌ كيانيٌّ لأن يكون كلُّ راهبٍ منهم كيانًا رهبانيًا لوطنٍ لبنانيٍّ لا يثبِّتُه وقفًا للرب إلاَّ رهبانٌ أكَّدوا ويؤكِّدون عبرَ تواصل الأزمنة اللبنانية القُدسيَّةِ العابرةِ بمُجمَلِها في صميم وحميم آيةِ الراهب يسوع الداخل إلى بريَّة الجليل وبريَّةِ جبل لبنان ليصوم ويُصليَّ ويُجَرَّب من المُجرِّب والمُجرِّبين الذي والذين أصعدوه إلى رأس جبل العالم وأروه ممالك الأرض قاطبةً واعدينَه بأنَّهم يُملِّكونَه عليها إن سجد للأراكين المنظورة وغير المنظورة.. لكنَّ نسّاك جبل لبنان وباسم الرب لا يسجدون هم وشعبهم لغير الرب، ونسّاك جبل لبنان أسسوا لمملكةٍ تبقى حتى منتهى الأيام والدهور إن تحصَّنت بكامل وعيها وإرادتها بصلاة: «أعطنا خبزنا كفاف يومنا وكرامتنا«!
وهكذا كان مشروعُ لَمِّ شملِ رهبان جبل لبنان كلٌّ من إقامتِه الإنفراديّةِ داخل مغارةٍ وشَقِّ صخرٍ وباطنِ أرضٍ وجمعهم في أديارٍ يختبرون فيها عيشة سَكَن الجماعةِ الرهبانية الأخويةِ، معًا ينذرون للرب، معًا يُجاهدون في مواجهة الشرّير وغَلَبَةِ الموتِ الروحي وكَسرِ شوكةِ الجحيم، ومعًا يربحون الشَّوطَ، ومعًا يتسابقون إلى بناء ملكوت الله في داخلهم وداخل شعبهم!
لأجل هذا المشروع المُزمَعِ أن يُبنَى ويُنجَزَ فوق جبل تجلِّي الأساكيم الرهبانية الملائكية قَدِمَ إلى جبل لبنان الثّالوثُ الشبابيُّ الحلبيُّ ورجاهم الواحد الوحيد نَيلَهم دعم عظيمِ أنطاكيا وسائر المشرق خادم رعية حلب السابق مار إسطفانوس بطرس الدويهي الإهدنيّ، وقد نالوا أمنيتهم بعد مشقَّةِ تردُّد البطريرك الماروني بقبوله مشروع ثلاثة فتيانٍ آتين من دارات الغِنى والعزِّ والرفاهية والمجتمع المَديني في حلبَ العامرةِ ليُقيموا إقامةً مؤبَّدةً داخل وَعرٍ ما أصعبَ مراسه الجغرافيّ، وما أبهظَ أثمانه التاريخية، ومساكن أهلِه تجاورُ مغاور الوحوش البريّة ومعابر الدروب التي لا تعرفُ معالمَها إلاَّ النسور .لكنَّ مار إسطفانوس أدرَكَ بواسع رؤياه أنَّ فتيان حلب الثلاثة سيَلدون بمباركتِه ودعمِه رهبانيَّةً لبنانيةً مارونيَّة ما زالت تواصل إيلاد الأبرار والصديقين والطوباويين والقديسين!
وها هو الراهب عبدالله قرعلي يُدوِّنُ بخطه وأسلوبه حَقبةَ تأسيس الرهبانية الموعودة: «وقدِم إلينا السيِّد البطريرك، فأخذنا منه الإذن، وصعدنا أكملنا الصيف في دير مار سركيس رأس النبع في قرية إهدن. وأرسلنا أتينا بأخينا يوسف من دير طاميش. وفي هذا الصيف لم ننفر من التفتيش والفحص في مكان نسكنه وتدابير نتدبرها .وفي شهر أيلول إستقرَّ الرأي في ما بيننا، وبمشورة المطران جرجس يمين مطران إهدن، أن نسكن دير مرت موره إهدن.
بسرعةٍ قياسيّةٍ لبس المُترهِّبُ عبدالله قرعلي الإسكيم الرهباني الملائكي على يد البطريرك إسطفانوس الدويهي 10 تشرين الثاني 1695، بسرعةٍ قياسيَّةٍ سامه الدويهي كاهنًا نهار عيد الصليب 14 أيلول 1696 وبفاصلة سنتين انعقدَ المجمع الرهباني الأول يوم 10 تشرين الثاني 1698 ليكون هذا اليوم عيدًا دائمًا مُتواصلاً لتأسيس الرهبانية اللبنانية المارونية!
الأب عبدالله قرعلي الحامل رتبة كهنوته يوم ارتفاع الصليب، كان كتِفه مَقامًا لصليبٍ رهباني مريرٍ وشاقّ بدايتُه إختلافٌ في وجهات النّظر والرؤية بينه وبين أخيه الأب جبرائيل حوا الذي أراد الرهبانية الناشئة رهبانيَّةً تبشيريَّة إرساليَّة تفتح أبواب أديارها يوميًا للإنطلاق إلى المجتمع والناس والأطياف لِحملِ كلام الرب إليها وجهًا لوجه، بينما الأب عبدالله يرى في الأبواب الديرية المُشرَّعةِ منافذَ مُستَتِرَةٍ وظاهرةٍ يتسلَّلُ منها المُجرِّبُ الداهيَةُ المُحنَّكُ ليُلقيَ بِذار الشكِّ والشوك ويجنحُ بنذور الطاعة والعفّة والفقر إلى غيرِ ما يرغبُ الناذرون وهم يعرفون أنهم يحملون أجسادًا ضعيفة واهية ضُعفَ القَشِّ المُلقى جانب الجَّمر !
والأب عبدالله تحمَّلَ برباطة جأشٍ جلجليّةٍ إفتراق أخيه جبرائيل حوا عنه وعن أخيهما يوسف البتن وعن وحدة الرهبانية التي عانت من بلبال التسميات المناطقية والإقليمة بين هذا راهبٌ حلبيٌّ وهذا راهب بلديٌّ، إلى أن وقعت واقعةُ قسمةِ الرهبنة والأديار بين رهبان الرهبنة البلدية اللبنانية ورهبان الرهبنة الحلبيةِ التي هي اليوم الرهبانية المريمية المارونية!
والأب المؤسس الركن والمثال عبدالله قرعلي الذي أُبعِدَ عن نبع ينابيعه في الوادي المقدس بتعيينه مطرانًا على أبرشية بيروت بمرسومٍ بطريركيٍّ صدر يوم 17 أيلول 1716 فانصاع لأمر طاعةِ نَقلِه من كيانه الرهبانيّ النسكيِّ إلى كيانِه الأسقفيِّ الأبرشيِّ، وبكى قلبه دمًا وميرونًا على فراق رهبانٍ ورهبانيَّةٍ هم وهي بأمَسِّ الحاجةِ الروحية إلى أبوَّتِه ووزناتِه الفوق عَشرة، ومصابيحه الرهبانية الفائضة زيتًا ونورًا التي ظل المطران عبدالله يحمل همومها واهتماماتها وانتصاراتِها وكبواتِها وآمالها وخيباتِها إلى يوم دعاه الرب ليدخل الرهبانية السماوية يوم عيد دنح واعتلان الرب يسوع 6 كانون الثاني 1742!
عبدالله إبن التاجر الحلبي الواسع الغنى والثراء ميخائيل عبد الأحد قرعلي استجاب لطلب مُعلِّمه فغادر ثروات أبيه ومتاجره لئلّا يكنز لذاتِه البشرية كنوزًا في الأرض، فأكسبَ المعلم يسوع هذا المصباح الرهباني أن يكون أبًا عامًا للأب شربل مخلوف البقاعكفري، أبًا عامًا للأب نعمة الله كسّاب الحرديني، أبًا عامًا للراهبة رفقا الريس الحملاوية، أبًا عامًا للأخ أسطفان نعمة اللحفدي، وأبًا عامًا لرِبواتٍ رهبانيّةٍ لبنانيَّةٍ مارونيَّةٍ ستستملكُ منازل عديدة في بيت الآب السماويّ قدوس القديسين!!!
• الأب العام عبدالله قرعلي: سيرة وصلاة
إسمه الأصلي عبد الأحد مواليد حلب الشهباء 8 أيلول 1672.
والده ميخائيل عبد الأحد قرعلي والدته هيلانة إبنة الحاج يعقوب بركات وكلاهما من أصولٍ لبنانيَّةٍ مُتحدِّرين من شمال لبنان!
تلقَّن مبادئ اللغتين العربية والسريانية في المدرسة المارونية حلب ثم انتقل إلى مكتب الشيخ سليمان النحوي الشهير ليتضلَّع بآداب اللغة العربية وقواعدها وبحور شعرها، ومنها انتقل إلى مدرسة الأب بطرس التولاوي ليُتقِن اللغات السربانية والإيطالية واللاتينية!
عند بلوغه السادسة عشرة سكنت روحه بطولة الفضائل المسيحية ينهل مبادءها وقواهدها من كتاب «سُلّم الفضائل» لمؤلِّفه القديس يوحنا السُّلَّميّ ومن كتاب سيرة آباء البريّة الكبار الأنبا أنطونيوس وباخوميوس ومكاريوس وأرسانيوس وإيلاريون!
زمن الصيام المقدس 1694 سافر من حلب إلى الأراضي المقدسة لغاية اختبار صدق دعوته الرهبانية برفقة رفيقه يوسف البتن وكان قد سبقهما إلى جبل لبنان رفيقهما جبرائيل حوا مطلع تشرين الأول 1693 ليلتقي فتيان حلب الثلاثة في بلدة زغرتا يوم خميس الجسد الإلهي 1694، ومنها صعدوا إلى قنوبين لمقابلة البطريرك مار إسطفانوس الدويهي، ومن قنوبين صعدوا إلى إهدن ليختاروا دير مارت مورا كأول دير من أديار رهبانيتهم!
لبس الإسكيم الرهباني الملائكي على يد البطريرك إسطفانوس الدويهي!
تمت سيامتُه كاهنًا يوم عيد الصليب 14 أيلول 1696 بوضع يد البطريرك إسطفانوس الدويهيّ!
10 تشرين الثاني 1698 تم انعقاد المجمع الرهباني الأول العام ليكون هذا اليوم تاريخًا رسميًا لتأسيس الرهبانيات اللبنانية المارونية!
تعيينه مطرانًا على أبرشية بيروت 17 أيلول 1716!
إرتفاعُه إلى بيت الآب السماوي يوم عيد الدنح 6 كانون الثاني 1742!!!
• كنّارةٌ من كنارات الروح القدس
الأب العام عبدالله قرعلي هو بعد القديس أفرام السرياني كنّارةٌ أخرى من كنارات الروح القدس ترك للرهبانية وللكنيسة مؤلفاتٍ أهمها كتابه المصباح الرهبانيِّ المُتضمِّن نشأة الرهبانية وأهدافها وغايتها وقوانينها ثمَّ نُظَمًا شعريَّةً لترانيم ما زلنا نتدوالها من جيل إلى جيل مع عديدٍ من أشعار الأفراميات ومن أشهرها أفرامية «يا صالحًا أبدى للوجود» وترانيم «يا خبز الحياة وقوت الأرواح وعربون النعيم» و»بسرِّ قيامة المسيح ربنا نستمد الغفران «و»نسجد لك يا بارينا» و «صلاتُكِ معنا يا أطهر العباد» و»إنَّ قلبي صار مُغرَم بمديح البكر مريم». وهل من يعرفُ بأن ترتيلة الجمعة العظيمة «أنا الأم الحزينة وما مَن يُعزّيها» هي من تأليف الشاعر المُلهَم الأب العام عبدالله قرعلي!!
للإشتراك في “المسيرة” Online:
http://www.almassira.com/subscription/signup/index
from Australia: 0415311113 or: [email protected]