لأنّ قضيّتنا قضيّة الإنسان، نلتزم.
لأنّ قضيّتنا قضيّة الحريّة، نلتزم.
لأنّ قضيّتنا قضيّة وجود، نلتزم.
لم يكن للمجموعة الثقافيّة وأعني بها “المسيحيين”، الذين استوطنوا هذه البقعة من الأرض، النيّة للتقاتل أو لبسط سيطرتهم على لبنان، ولكن جلّ ما كانوا يصبون إليهِ هو العيش بسلام واستقرار وممارسة شعائرهم الدينيّة بحريّة وكرامة.
فقد حملوا صليبهم بفرح وتمسّكوا بإرادة الحياة. إستوطنوا الجبال والمغاور، فجعلوا منها مكاناً آمناً من الغزاة والطامعين. نكشوا الصخر وجعلوا من الوعر أرضاً خصبة ومساحة للحياة. لم يكونوا يوماً غزاة طارئين، لا بل إمتشقوا السلاح للدفاع عن مجتمعهم وأرضهم وحرّيتهم يوم دقّ الخطر على أبوابهم ويوم أراد الآخر إنهاءهم وإزاحتهم، رغبةً منه في إيجاد وطنٍ بديل خسره أو تنفيذاً لأجندات من خارج الحدود، فقدّموا قوافل الشهداء على مذبح الوطن في سبيل قضيّة وجوديّة سامية، ثبّتَت تجذّرهم في التاريخ وعمقهم في الجغرافيا.
فالمقاومة اللبنانيّة مسيرةٌ دائمة ومتجدّدة، غايتها الإنسان وحريّته، هي أبداً ودائماً حاضرةً في وجدان اللبنانيين الأحرار وشعلةً لا تنطفئ تُنيرُ دربهم، وشهادة الأبطال بخوراً يعبقُ في ثنايا الزمان.