!-- Catfish -->

للمقاومة رجالاتها

لكل شعب تاريخه، وتاريخنا في هذه البقعة الحساسة من العالم، صليب نار نحمله بفرح منذ كان الوجود، ومنذ التزامنا بيسوع. تاريخ يتقلّب عبر العصور، انتصارات وبقاء ونضال، كما هزائم وعزلة ودم ودمار. ففي كل مرة سجّلنا فيها انتصار كانت لنا قيادة واعية حكيمة، وقائد مهيب يرعى المصير، صاحب ضمير، ملمّ بشؤون المجتمع، فيما كلّ مرة ذقنا فيها الهزائم، كان شعبنا يرزح تحت سطوة زعماء تقليديين، نرجسيين، عشائريين، قاصرين فكرياً، تابعين لمحاور خارجية من أجل مصالحهم الذاتية.

واقع الحال المزري الذي نعيشه، لا يعني البتة القبول بمشيئة الحاصل، فنحن بالنتيجة أبناء قضية تاريخية مقدّسة، وثورة مستمرة، ونحن ملتزمون بتحريك هذه القضية إلى الأمام بكافّة الوسائل المتاحة، لأن الجمود قاتل، والركود فاتك. نفعل هذا لأننا أبناء الوعي، وعي خطر التقاعس واللامبالاة. نحن أبناء الوفاء، الوفاء لمن بذل حياته من أجل استمرارية الحرّية والحقيقة. نحن أبناء الفخر، الفخر بمعتقدنا وجوهرنا وتراثنا وتاريخنا وحضارتنا. نحن أبناء الأمل والرجاء، الأمل بوطن أفضل، وطن تاج الأوطان، والرجاء بمستقبل ننبذ منه الخوف ونعيش الأمان.

واستناداً الى كلّ هذا، لن ندع التعب يتسرّب قيد أنملة إلى نفوسنا. صحيح أن الالتزام يتطلب جهداً شاقاً ومتواصلاً، كونه عملية تتابعية تستوجب الإيمان والتضحية والعمل والاجتهاد وحتى الاستشهاد، لكنها حتماً عملية هادفة، مميزة، ومثمرة.

ولإثبات منهجية فكرنا وصوابية مسارنا، لا بدّ لنا من العودة إلى نهل تاريخنا لنستمدّ ونتعلم منه التجارب والاختبارات والأسرار والأحداث والعظمة والأخطاء والصواب. فتاريخنا هو معلّم التزامنا وقناعاتنا، هو الذي علّمنا الكرامة بالعنفوان، وأرشدنا إلى الحرية، لا أن نكون ذميين، أو متقلبين كسحرة بعض أهل وتجّار السياسة الذين خرجوا عن شعاراتهم، منقلبين على مجتمعهم، أولئك المشعوذون الذين تحركهم الوصولية والمكيافيلية والعسكراتية والعصبية، جنرالات عصرهم بالخداع والفشل والتبعية، من أجل مصالحهم الشوفينية بخفة شيطانية، المرتمون في أحضان الفريق المناهض لكيانية لبنان، الشابكون أيديهم بمشاريع لا تشبههم، الخادعون لمؤيديهم ومريديهم، هدفهم الأول والأخير كان الوصول على جثة المجتمع إلى كرسي الفخامة، وبلاط القصور الباردة، فاتجهوا عكس التاريخ ومشيئة اللبنانيين التائقين إلى الحرية والاستقلال والسيادة والاستقرار…

وفي النهاية نحن من طينة الأسلاف الصالحين والشهداء الميامين، الذين لم يتقلّبوا على جمر الخيانة، بل واجهوا الغزاة باللحم الحيّ، حفاظاً على الحرية والإيمان… ونبقى.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانبة

خبر عاجل