جبيل تأبى الاستسلام… القرية الميلادية بانتظار مئات آلاف الزوار

حجم الخط

إبداعٌ لفت أنظار الملايين إلى مدينة الحرف وبلاد الأرز، ليثبت الجبيليون أن أقدم المدن في العالم لم تفقد رونقها السياحي والفكري وأبت أن يخنقها سواد العتمة والدولار في الوطن الذي حوّلوه إلى جهنّم رغماً عنه، وهي تستعدّ اليوم، لاستقبال عيدي الميلاد ورأس السنة بحلّة سحرية مُضافة إلى السنوات الماضية مع بركة مغارة يسوع المسيح.

وبعدما اختيرت شجرة جبيل في العام 2014 ثاني أجمل شجرة في العالم بعد الشجرة البرازيلية في ريو دي جنيرو، وفق صحيفة “The wall street journal”، وصفنّتها صحيفةThe Guardian الأميركية في العام 2015 كواحدة من “أجمل الأشجار عالمياً”، واختارتها صحيفة “هافينغتون بوست” الأميركية في العام 2016، من بين “أجمل أشجار الميلاد في العالم” وحلّت بالمرتبة الأولى عالمياً في العام 2017، تتحضّر جبيل لإطلاق برنامجها الميلادي، اليوم الخميس، برعاية عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط، عند الساعة الخامسة والنصف عصراً في الشارع الروماني، وسط أجواء ميلادية وترانيم وموسيقى ونشاطات عدة لمختلف الفئات العمرية، على أن تستمرّ فعالياته يومياً من الساعة الرابعة بعد الظهر إلى منتصف الليل وحتى 18 من الشهر الحالي.

وفي حين تخطّى ارتفاع شجرة عيد الميلاد في بعض السنوات الماضية الـ30 متراً، يبلغ هذا العام الـ15 متراً أي حوالي 4 طوابق، وفق رئيس بلدية جبيل وسام زعرور، موضحاً أننا “ركّزنا هذه السنة على تصميم الشجرة نظراً للإمكانات المتاحة لدينا في ظل الأزمة الاقتصادية التي نمرّ بها، بالإضافة إلى زينة وأضواء الشوارع والبرنامج الميلادي المتنوّع”.

ويؤكد زعرور، في حديث إلى موقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، أن “جبيل تستعدّ لارتداء زينة مميزة لا مثيل لها، بدءً من الشجرة وصولاً إلى الشارع الروماني والسوق القديم، ترافقها قرية ميلادية (Christmas village) تُقام للمرة الأولى، فيها معارض للأعمال اليدوية والحرفية والمنتوجات اللبنانية لتشجيع أصحاب الأعمال الصغيرة، مع سلسلة مقدّمي وجبات سريعة وحلويات (food court)، وسط موسيقى ونشاطات ترفيهية للأطفال، وشاشة لمشاهدة مباريات كأس العالم 2022 في قطر”.

كما أنشأت جبيل “قرية” صغيرة بالتعاون مع جمعية كاريتاس لمن يرغب في مساعدة الأسر الفقيرة خلال الأعياد، على أن تتولّى الجمعية تنظيم وصولها، في خطوة منها لتسليط الضوء على المعنى الحقيقي لعيد الميلاد.

ولم تتحوّل زينة مدينة الحرف إلى حدث ينتظره اللبنانيون فحسب، بل تتجه الأنظار عالمياً كل عام إلى الإبداع الذي تترجمه هذه المدينة التراثية، إذ استطاعت أن تجذب سنوياً خلال الأعياد المجيدة أكثر من 700 ألف زائر، وعليه، يتوقّع رئيس البلدية أن “تنال الزينة هذا العام رواجاً عالمياً مميزاً، وتستقطب أكبر عدد من السائحين لتحريك العجلة الاقتصادية لتواصل جبيل مسيرة الإنماء والإبداع والتطوّر”.

أما عن كلفة الزينة المادّية، فيوضح زعرور أننا “لم نكلّف البلدية أي فلس”، شاكراً الحواط والقطاع الخاص على دعمهم المادي لتصل جبيل إلى العالمية، مؤكداً أن “التحدي اليوم هو أن نقوم بعمل استثنائي من دون المس في ميزانية البلدية”.

ويكشف عن أن “البلدية بالتعاون مع المؤسسات السياحية، تعمل على إضاءة شوارع المدينة على الطاقة الشمسية”، مضيفاً أن “الأمر تحقق في المنطقة الأثرية والسوق التجاري وننتظر تمويلاً خارجياً لنضيء كل شوارع جبيل 24/24”.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل