لبنان يشعّ أفلامًا على طريق العالمية!

كتبت جوزفين حبشي في “المسيرة” – العدد 1735

مهرجان البحر الأحمر السينمائي

لبنان يشعّ أفلامًا على طريق العالمية!

ختام شهر كانون الأول أعياد مجيدة في العالم كله، وبدايته أعياد سينمائية تجمع العالم كله في مدينة جدة السعودية التي تحتفل للمرة الثانية بالسينما العالمية والعربية والسعودية، ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي المستمر من 1 الى 10 كانون الأول.

للسنة الثانية على التوالي، يثبت مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يثبت من جديد أنه واحد من «كبار» المهرجانات الدولية، ومن أبرز الفعاليات السينمائية في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي والغربي اليوم، لأنه يتمتع بإدارة وتنظيم مثاليين، وبإصرار على الإرتقاء بالثقافة الى أعلى المراتب، ويجمع أحدث الإنتاجات السينمائية العالمية والعربية، وصنّاع الأفلام من المنطقة ومن حول العالم وعشاق الأفلام وأبرز نجوم عالم السينما.

إذاً، وبعد دورة أولى أكثر من ناجحة في كانون الأول 2021، شارك فيها أكثر من 30 ألف مشاهد، وحوالى 3115 شخصية مختلفة من صانعي المحتوى في السينما والإعلام، وعرض خلالها أكثر من 138 فيلمًا، بدأت عروس البحر الأحمر جدّة تغلي من جديد بحماسة مع إنطلاقة  الدورة الثانية من المهرجان التي تحمل شعار السينما كل شيء. دورة تَعد بكثير من المفاجآت والروائع والكنوز السينمائية، حيث سيتم عرض 131 فيلماً من الأفلام الطويلة والقصيرة من 61 بلداً، ناطقة بـ41 لغة. كما يستضيف المهرجان 34 عرضاً أول لأفلام عالمية، و17 عرضاً أول لأفلام عربية، و47 عرضاً لأفلام من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويفتتح المهرجان فعالياته ليل الأول من كانون الأول بفيلم «ما علاقة الحب بذلك؟» للمخرج شيكار كابور، وتدور أحداثه بين لندن ولاهور، وتتمحور حول الحب والصداقة والتقاليد وكسر المعتقدات بقالب من الكوميديا الرومانسية. أما الختام فسيكون بعرض عالمي أوّل لفيلم «طريق الوادي» للكاتب والمخرج السعودي خالد فهد، من بطولة حمد فرحان ونايف خلف وأسيل عمران. يروي الفيلم قصة علي الذي تركت أخته منزلهم للدراسة.

أيضًا، تضم النسخة الثانية من المهرجان 11 برنامجاً، هي  مسابقة البحر الأحمر، ومسابقة البحر الأحمر للفيلم القصير، وسينما السعودية الجديدة، وروائع العالم، وروائع عربية، واختيارات عالمية والسينما التفاعلية، وكنوز البحر الأحمر، والسينما العائلية، ورؤى البحر الأحمر، ومسلسلات البحر الأحمر.

ضمن مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة، يتنافس 14 فيلمًا، نذكر منها «أغنية الغراب» من السعودية، ويروي قصة ناصر الذي سيُصاب بمرض السرطان وسيقاومه بسبب الحب. «الأخيرة» من الجزائر وفرنسا والسعودية، و»الحفرة» من كينيا، و»السيدة في المتجر الصيني» من أنغولا، و»قرية بلا أطفال» من إيران، و»سابقا، الآن ولاحقا» من أندونيسيا، و»حرقة» من تونس وفرنسا والسعودية، و»حديد نحاس بطاريات» من لبنان، و»نزوح» من بريطانيا وسوريا وفرنسا، و»ما بعد سوهي» من كوريا الجنوبية، و»صيف في بجعد» من المغرب وفرنسا وبلجيكا، و»جنائن معلّقة» من العراق وفلسطين ومصر والمملكة المتحدة والسعودية، و»بين الرمال» من السعودية، و»بصل جبلي» من كازاخستان.

مسابقة البحر الأحمر للفيلم القصير تضم 26 فيلمًا، من ضمنها فيلم «سيدة البرمة» اللبناني، وفي قسم إختيارات عالمية نتابع 19 فيلمًا، بينما يضم قسم «روائع عربية» خمسة أفلام هي: «الخلاّط» إخراج فهد العماري من السعودية، و»ع مفرق طريق» إخراج لارا سابا من لبنان، و»شيابني هني» إخراج زياد الحسيني من الكويت والسعودية، و»كاملة» إخراج جون أكرام ساويرس من مصر، و»ملكات» إخراج ياسمين بنكران من المغرب وفرنسا وبلجيكا وهولندا. بدوره قسم روائع العالم سيعرض 8 أفلام من ضمنها EMPIRE OF LIGHT من إخراج سام مانديز وإنتاج بريطاني أميركي، ومن بطولة كولن فيرث ومايكل وورد وأوليفيا كولمان وتوبي جونز. ضمن قسم سينما السعودية الجديدة للأفلام الطويلة يتنافس فيلمان فقط هما «سطّار» وعبد»، بينما يشارك في قسم سينما السعودية الجديدة للأفلام القصيرة 16 فيلمًا.

أيضًا يحتفل مهرجان البحر الأحمر بإثنين من كنوز السينما المصرية والعربية التي أُنتجت قبل 50 عامًا، والتي تم ترميمها من أجل العرض في الدورة الثانية،  «خلي بالك من زوزو» و «غرام في الكرنك»، والهدف طبعًا  الحفاظ على تاريخ وإرث السينما العربية من النسيان.

«خلي بالك من زوزو» حقق عام 1972 أرقامًا قياسية في تاريخ السينما العربية، وقدم من خلاله  المؤلف صلاح جاهين قصة الطالبة الجامعية زينب (الملقبة بـ»زوزو») التي تعيش حالة صراع نفسي بين ما تحبه وبين ما يفرضه عليها مجتمعها المحافظ، فهي إبنة الراقصة نعيمة المقيمة في شارع محمد علي، التي تقودها الأقدار لتتعرف على شاب من الطبقة الغنية لتعيش معه قصة حب، فكيف ستكون ردة فعله حال معرفته بحقيقتها؟

شارك في الفيلم أشهر عمالقة الفن مثل السندريلا سعاد حسني و»الواد التقيل» حسين فهمي وتحية كاريوكا وسمير غانم. كما استمر عرض الفيلم سنة كاملة في دور السينما المصرية، ويُعدّ من ضمن أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.

ويحتفي المهرجان بإعادة ترميم الفيلم الإستعراضي الكوميدي «غرام في الكرنك» الذي تم إنتاجه عام 1967، وهو من سيناريو وحوار محمد عثمان وقصة الملحن علي رضا، وبطولة كل من فريدة فهمي ومحمود رضا وعبد المنعم إبراهيم. تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الراقصين الشباب الذين يكافحون للنجاح في خضم معاناتهم ونقص مواردهم المادية لتقديم أول أعمالهم على مسرح معبد الكرنك بالأقصر، وذلك بالتوازي مع قصة أمينة الراقصة الرئيسية بالفرقة الإستعراضية والتي تسوقها الأقدار لتجمعها قصة حب معقدة مع صلاح مدير الفرقة مما يزيد الأوضاع سوءًا.

كما سيتم تكريم المخرج البريطاني الشهير غاي ريتشي، وذلك تقديراً للمساهمات التي قدمها في صناعة السينما. ويشارك عدد كبير من النجوم العرب والعالميين في هذه الدورة، إضافة الى المخرج العالمي أوليفر ستون الذي يترأس لجنة التحكيم، وهو سبق أن فاز بثلاث جوائز أوسكار عن أفلامه Born on The Fourth of July  وMidnight Express وPlatoon.

أخيرًا وليس آخرا، لبنان حاضر بقوة في الدورة الثانية، من خلال مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام في مهرجان البحر الأحمر المنتج أنطوان خليفة، وفريق كبير من المنسقين والمنظمين، إضافة طبعًا الى خمسة أفلام لبنانية مشاركة في أقسام المهرجان العديدة. نعيد التذكير بها، وأولها «حديد نحاس بطاريات» Dirty Difficult Dangerous للمخرج اللبناني ــ الفرنسي وسام شرف، المشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، وثانيها وثالثها  في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، «ورشة» لدانيا بدير، و»سيدة البرمة» لميشال وغابريال زرازير. وفي قسم «رؤية جديدة» New Vision، شريطان لبنانيان، الأول «أخطبوط» عن إنفجار بيروت للمخرج اللبناني المقيم في نيويورك كريم قاسم، والثاني شريط «ما بعد النهاية « للمخرج والموسيقي نديم مشلاوي. وختام المشاركة اللبنانية الفيلم الروائي اللبناني «عَ مفرق طريق» All Roads Leads To Rome ع مفرق طريق من كتابة جوزفين حبشي واخراج لارا سابا التي شاركت في انتاج الفيلم مع بطله شادي حداد. ويضم الفيلم مجموعة من الممثلين مثل جوليا قصار وبيتي توتل وربى زعرور وسينتيا كرم وميرنا مكرزل ورفعت طربيه ونقولا دانيال وهيام ايو شديد وجوزيان بولس وعماد فغالي وشربل زيادة. ويُعرض ضمن قسم «روائع عربية» قبل أن يتم افتتاحه الرسمي في لبنان في 14 كانون الأول المقبل، على أن تبدأ عروضه في الصالات اللبنانية في 15 كانون الأول.

للإشتراك في “المسيرة” Online:

http://www.almassira.com/subscription/signup/index

from Australia: 0415311113 or: [email protected]​​​​​​​​​​​