!-- Catfish -->

باسيل “كان يعلم”… الحزب يستوعبه للاستفادة منه وبعدها “باي باي”؟

طُوقت، أمس الخميس، إلى حد كبير، ذيول جولة التصعيد بين التيار الوطني الحر وحزب الله التي انطلقت الاثنين الماضي. وفي وقت اعتقد فيه بعض مَن يدور في فلك التيار، شعبياً وإعلامياً وسياسياً، أن الجرّة انكسرت هذه المرة بين حليفي “مار مخايل” وأن لا عودة إلى الوراء، لأن الحزب تجاوز كل الخطوط الحمر في تصرفاته “الحكومية”، وقد اتهمه رئيس التيار النائب جبران باسيل، في مؤتمره الصحفي الأخير، وإن من دون أن يسمّيه، بالسطو على صلاحيات الرئيس المسيحي… أتت مجريات جلسة الخميس الانتخابية وما سبقها وتلاها، لتدلّ على أن الجانبين متمسّكان ببعضهما البعض، كل لاعتبارات خاصة به، ولتؤكد أن لا فراق حتى ولو اقترف الحزب “خطيئة” تجاوز الرئيس المسيحي. فهذا “الفاول”، وما هو أكبر منه أيضاً، قابلٌ للهضم والغفران في ميرنا الشالوحي، إذا كانت الضاحية لا تزال مستعدة لمناقشة باسيل في مسألة ترشيحه إلى الانتخابات الرئاسية.

وتقول مصادر سياسية مطّلعة لموقع القوات اللبنانية الالكتروني، إن اتصالات دارت بين الحزب والتيار عشية جلسة الانتخاب الخميس، وُضع باسيل خلالها في صورة بيانٍ سيصدر عن الضاحية صباحاً، هدفُه وضع النقاط على الحروف وردّ تهمة “النكث بالوعود”، التي وجهها باسيل إلى الحزب. وأُبلغ باسيل أن ما قاله لا يمكن أن يمرّ من دون رد، لأن صورة الأمين العام للحزب حسن نصرالله “بالدق”، ولأن قاعدة الحزب مستاءة من مطالبتها بالصمت عن سهام “التيار”… غير أن الجانبين تفاهما أيضاً، عبر قنوات الاتصال التي فُتحت بينهما، مساء الأربعاء، على الشروع في حوار تهدوي بعيداً من الاضواء، لإعادة الأمور إلى نصابها بينهما.

من هنا، تتابع المصادر، أتى رد “الوطني الحر” على رد حزب الله في بيانٍ مساء أمس مضبوطَ الايقاع والسقف، كما أن “لبنان القوي” لم يذهب نحو دعم اي مرشّح في الجلسة، وتراجع عن تهديده بالخروج عن الورقة البيضاء، مُكتفياً ببعض التصويت “الصبياني” الذي لا يُقدّم ولا يؤخّر في قرار طي صفحة التوتر بين الحزبين، من خلال وضع أوراق في الصندوق تحمل اسم “ميشال” فقط او “معوض” فقط.

هي حركات “سطحية”، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لموقع القوات، لأن التيار ليس في وارد دعم المرشح ميشال معوض ولا في وارد دعم أي مرشح سوى باسيل أو مَن يختاره هو. على أي حال، هي تكشف عن أن مسؤولين في “التيار” و”لبنان القوي” حاولوا في الأيام القليلة الماضية، جسّ نبض القوى التي تصوّت لمعوض، حيال الدخول في حوار “رئاسي” معهم، علّ هذا الطريق ينفع باسيل أكثر من طريق حارة حريك، إلا أنهم (أي مسؤولو التيار) اصطدموا بجدار رفض سميك “لأن مَن خربها لن يصلحها”، فعاد “البرتقالي” كالتلميذ الشاطر وعلى مضض، إلى “صف 8 آذار، محاولاً ترميم الجسور مع الضاحية لان حظوظ دعمها لباسيل، لم تنعدم بعد في حسابات التيار.

رئيس الوطني الحر ـ الذي حضر إلى ساحة النجمة أمس، بحيث حرص على الاجتماع بنائبي الوفاء للمقاومة علي فياض وحسن فضل الله لإظهار نيته التهدئة مع الحزب ـ يعتبر أنه قادر بعد فورة “الدفاع عن الحقوق والميثاقية والدور”، على محاورة حزب الله من موقع قوّة. وفي رأيه، أن الأخير لن يُقدِم من جديد على تغطية أي جلسة لمجلس الوزراء.

هذا التحليل الباسيلي قد يصيب أو يخيب، لكن الأكيد أن الحزب سيستوعب باسيل وكل ما سيقوله في اطلالته التلفزيونية المقبلة والتي أعلن عنها بيانُ التيار أمس، وسيحاوره ليستفيد من غطائه لسلاحه لفترة إضافية، إلى أن يدق موعد الانتخابات المضبوط في الضاحية، على ساعة مصالح إيران. وعندها، إما يقول له “باي باي” ويوصل حليفَه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى بعبدا، والأخير سيؤمّن له الغطاء “الكافي والوافي”، أو ينتخب مرشحاً آخر قد يكون نتاج تسوية إقليمية ـ دولية. وبذلك، لا يخسر لا مظلة “التيار” ولا حلفَه مع “المردة”، وفق المصادر.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل