بالأرقام ـ سابقة لبنانية… الانتحار يتراجع في عزّ الفقر

حجم الخط

 

 

يلملم عام 2022 أوراقه ويستعد للمغادرة، مكروهاً من الشعب اللبناني الذي عانى فيه الويلات. وتستمر المعاناة مع انعدام الحلول السياسية التي توصل إلى إصلاحات فعلية تغيّر المصير الأسود للمواطن، الذي يرزح تحت أعباء اقتصادية كبيرة ويعاني مشقات الفقر والعوز و”القلّة”.

عادةً، وفي مجتمعات تعيش أزمات مشابهة لأزماتنا الحالية، تزداد نسب الانتحار، ربطاً بازدياد نسب الفقر وتفاقم حاجات المواطنين بلا توافر القدرة على تأمينها. أما المفاجأة اللبنانية خلال سنوات الأزمة، فهي تراجع نسب الانتحار بشكل ملحوظ وازدياد أساليب الصمود بوجه التحديات الكبيرة، وفق جدول النسب الموجود لدى “الدولية للمعلومات”.

مؤشرٌ يدلُّ على أن شعب لبنان وعلى الرغم من كل التحديات وفساد السلطة الحاكمة، محبٌّ للحياة ولا بدّ أنه سينتزع حياته الكريمة “من فم الليث” مهما طال الزمن، وسيلقّن السلطة الجائرة درساً بأنه قادر على محاسبة سارقي أمواله وجنى العمر.

وأمام المؤشر المثير للاهتمام والغريب، يؤكد الباحث والمحلل الاجتماعي محمد شمس الدين، في حديث عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أننا “نلاحظ أنه خلال السنوات الـ10 الماضية أي من العام 2013 وحتى العام 2022، حالات الانتحار وبعدما شهدت ارتفاعاً خصوصاً في عامَي 2018 و2019، تراجعت في السنوات الأخيرة”.

ويلفت، إلى أن “أعلى رقم سُجِّل كان العام 2019 وبلغ 170 حالة. وفي 2020 وهي سنة الأزمة وخلافاً لكل التوقعات، انخفض العدد من 170 إلى 150 حالة. أما في العام 2021 انخفض العدد إلى 142 حالة، فيما قد لا يصل مع نهاية العام الحالي 2022 إلى 132”.

ويردّ شمس الدين هذه النتيجة إلى التضامن الاجتماعي الواسع، قائلاً، “الأزمة الاقتصادية والمعيشية تؤدي بطبيعة الحال إلى حالات فقر، وبالتالي إلى تزايد حالات الانتحار. لكن النتيجة لم تكن كذلك إنما انخفضت، والسبب يعود الى أننا في حالة الأزمة نشهد تعاضد الناس ووقوفها إلى جانب بعضها البعض بشكل أكبر”.

ويضيف، “هناك نوع من التضامن الاجتماعي ينشأ ويُخفِّف من وقع المعاناة، خصوصاً أن هناك جمعيات تثابر على العمل في هذا الإطار”، لافتاً إلى أننا “نشهد تعاوناً أهلياً في القرى، إذ رأينا تشكيل لجان خلال فترة انتشار فيروس كورونا لتتمكن من المساعدة، وثمة من يعنى بالمساعدات المالية والاجتماعية المختلفة”.

ويؤكد شمس الدين، أن “حالة التضامن هذه التي نعيشها منذ بداية الأزمة، خفَّفت من حالات الانتحار، وجاءت النتائج تراجعاً بحالات الانتحار وليس ارتفاعاً”.

أما جدول الأرقام والنسب خلال الأعوام الـ10 الماضية، ورد على الشكل الآتي:

العام 2013 سجلت 111 حالة انتحار

العام 2014 سجلت 144 حالة أي بنسبة زيادة 29.7%

العام 2015 سجلت 138 حالة أي بنسبة انخفاض 4.1%

العام 2016 سجلت 128 حالة أي بنسبة انخفاض 7.3%

العام 2017 سجلت 143 حالة أي بنسبة زيادة 11.7%

العام 2018 سجلت 157 حالة أي بنسبة زيادة 9.8%

العام 2019 سجلت 170 حالة أي بنسبة زيادة 8.3%

العام 2020 سجلت 150 حالة أي بنسبة انخفاض 11.8%

العام 2021 سجلت 142 حالة أي بنسبة انخفاض 5.4%

العام 2022 سجلت حتى الآن 126 حالة حتى الآن

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل