دعوة من المرتضى للمسلمين والمسيحيين: كونوا كما أرادنا المسيح

حجم الخط

شدد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى على “عمق الرسالة الميلادية وأهمية هذا اليوم المجيد”.

وقال خلال الرسيتال الميلادي المنظم من الكونسرفتوار الوطني، “يا أخوتي اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، السلام على المسيح يوم ولد ويوم يبعث – أقولها على الطريقة القرآنية – وميلاده هو البشرى. فلنتأمل فيه وفي ميلاده، ولتكن فاتحة “عهد جديد” بين اللبنانيين، يعي معها المسيحيون مفترضات انتمائهم إلى منهج المعلم، ليساعدوا المسلمين على أن يحيوا في نفوسهم روح المسيح التي يختزنها الإسلام بدوره.

وأضاف، “فالمسيحية والإسلام، وإن كانا على اختلاف حول تفاصيل تتعلق بذات المسيح وحيثيات مغادرته عالمنا الأرضي، إلا أنهما يتفقان، إلى حد بعيد، على المسيح الرسالة، والمسيح المنهج، والمسيح المشيئة، والمسيح الرؤيا. وما ينفعنا، نحن البشر، هو الذي تتفق المسيحية والإسلام عليه. أما سائر ما يختلفان فيه فلا يؤول علينا جدلنا بشأنه بأي نفع على صعيد حياتنا فوق هذه الأرض.

وأردف، “فالمسيحية والإسلام إيمان واحد تجسد في دينين مختلفين.” لا يرضى إيمانهما الواحد هذا أن يتصارعا، ولا يقبل إلا أن يتحاورا ويتعاونا ويتكاملا، على هدي ما ورد في هذه الآيات: “يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم” (سورة الحجرات، الآية 13)؛ و”لكل وجهة هو موليها، فاستبقوا الخيرات” (سورة البقرة، الآية 148)؛ “وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” (سورة المائدة، الآية 2).

 

وتابع، “والى أخوتي المسلمين، أخاطب نفسي وأخاطبهم بأن علينا، لا سيما في لبنان، أن نحيا إسلاماً متمسحناً يحيا قيم المسيح كلها وفق ما هو مختزن في حقيقته وجوهر تعاليمه. فيكون تلاقي المؤمنين من هنا ومن هناك على عيش الفضائل الدينية، وأولها المحبة والرحمة، انبعاثاً لهذه القيم، وإيقاظاً لها من سباتها العميق الذي أراد لها الشر المزروع في هذه المنطقة أن تغط فيه لكي يسهل عليه خلق الفتن واستيلاد الحروب والمحن من اجل أن تخلو له الساحة فيفرض استمرار وجوده فرضا وسلاحه وديدنه أن يبث في الأرض فسادا وفي العلاقة بين المسلمين والمسيحيين متاريس ونزاعات.

وقال المرتضى إنه “في الختام، دعوة لنا جميعا مسلمين ومسيحيين أن نكون كما أرادنا المسيح. أن نكون، إلى آخر الحدود، رسل المحبة هذه التي تصفح عن كل شيء وتصبر وتخدم ولا تحسد ولا تتباهى ولا تنتفخ في الكبرياء… ولا تسعى إلى منفعتها… وتتحمل كل شيء”.

المصدر:
الوكالة الوطنية للإعلام

خبر عاجل