في حضرة رفيقي “المقاوم”

حجم الخط

لقد تعرض شباب “المقاومة اللبنانية” الى كثير من التشهير والذمّ والتحقير بفعل تربّص الأعداء بهم. حاكوا حولهم الروايات الكاذبة وألصقوا بهم الموبقات والمعاصي والخطايا المميتة وصولاً إلى اتهامهم زوراً بـ”الزعران”. حتماً لم يكونوا “زعران” بل هم ينتمون إلى عائلات من مجتمع البيئة المسيحية، لبوا نداء مناطقهم وقراهم وبلداتهم حين شعروا بالمؤامرة تحاك ضد وطنهم. هؤلاء جرحوا في عمق وجدانهم عندما تواتر إليهم أن “الفلسطينيين” ينوون إنشاء الوطن البديل على أرضهم، وإذا بالشخصية العامة الثائرة في أعماقهم، ترفض وتبدأ بالبروز، والنمو والتكامل ونبذ الإستسلام الأبيض لوعود وتطمينات أياً كان مصدرها ونقاط انطلاقها.

هؤلاء مقاومون تربّوا على القيم الإنسانية والتقاليد القروية الجبلية المسيحية المارونية، استيقظوا فجأة، على هول صاعقة تجرف بتيارها كل هذه القيم، فدهشوا وذهلوا وكادوا لا يصدقون بأن الأيادي تمتد إلى المحرّمات والمقدّسات، اذ كانت الأديرة تُحرق مع كنائس ورموز دينيّة تعبر عن نظرة إلى الحياة في مداها الروحي والاخلاقي، وعن رقي انساني حافل بزخم من التراث ترك عليه الأجداد بصمات لا تُمحى، وتمنوه امتداداً متواصلاً ينعم به الأحفاد.

هذه “الصدمة” المصيريّة كانت بمثابة زلزال اهتزت له “النفس” المقاومة، وبدت الأمور أبعد من معالم حرب تقليدية، فالمؤامرة كانت تريد للبنان تقسيماً حقيقياً، وفكّ ارتباط بين الطوائف، واغتيال للميثاق وللصيغة.

تلك هي الحقيقة التي استفاق عليها المقاومون، فأخذوا على أنفسهم مهمة مواجهة “جنود” هذه المؤامرة من فصائل فلسطينية وسوريين ومتآمرين لبنانيين. بعض هؤلاء المقاومين اتحد خده بأرضه فاستشهد وهو يلثم التراب ويلهث الأنفاس على الثرى، وبعضهم غاص بدمائه كأنه ينزفها ليسقي بها عروق الأرز قبل أن تميتها عطشاً أحقاد الاحتلال. وبعضهم طوّقت ذراعاه جذع شجرة الزيتون ليغوص عبيرها في شميمه قبل أن ينحدر في وجدانه عطر الشهادة. وبعضهم حملوا كرامتهم ورحلوا إلى حيث لهم أخوة ورفاق وحطّوا رحالهم في دير مسيحي عتيق من عمر سنديانة ظللته، فانتظموا جميعاً لخدمة القضية بايمان ونبل، تلحظه فور مرورك بساحات القرى حيث مزارات نصبت تخليداً لذكراهم!​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل