قراؤنا الأعزاء،
شاركونا آراءكم في زاوية “جدل”… “بصّارة، برّاجي، توقعات وضروب سحر وشعوذة. مستقبل شريحة من اللبنانيين معلّق على هذه التكنهات”؟ سجلوا تعليقكم في آخر النص.
تفاعلكم في هذه الزاوية قيمة مضافة، يرجى أن تكون التعليقات ضمن احترام الأصول الأخلاقية والأدبية، وإلا سنضطر آسفين لحذفها.
يتمسك الغارق في لجة القلق على الحاضر والمستقبل والمرعوب مما تخبئه له الأيام، بحبال هواء البصّارين والبرّاجين والعرّافين وسواهم من بائعي الأمل والأوهام. ظاهرة سعي الإنسان إلى استكشاف الغيب ومعرفة المستقبل، قديمة جداً وقد اتخذت العديد من الأشكال في الحضارات والمجتمعات.
قد يصعب التصديق في العام 2022، أن العنوان الأبرز لسهرات رأس السنة، هو رصد التوقعات التي يطلقها مَن يدّعون معرفة ما سيحصل بعد أيام وأشهر وسنوات، لكن هذا يحصل بقوّة، إذ لا تزال شرائح مجتمعيّة عديدة تتأثّر بكلام هؤلاء وتنتظرهم. في هذا الإطار، تلعب وسائل الإعلام دوراً كبيراً في الترويج لهذه “الظواهر”، مركّزة على “الرؤى” المزعومة التي تحققت أو ستتحقق.
لا تختلف قراءة المُستقبل انطلاقا من حركة النجوم والكواكب، كثيراً عن “قراء المستقبل”. ففي الأسواق عشرات الكُتب التي تتحدث عن تلاقي الكواكب وتناحرها وحركة القمر والمدّ والجزر في البحار، ومدى تأثير كل ذلك على حياتنا ويومياتنا.
بين “التارو” وقراءة الفنجان ودراسة حركة الكواكب وتوقعات رأس السنة، تبقى الأمور مضبوطة، إذا ما تعمقنا في “دهاليز” المجتمع اللبناني، وتشير تقارير قوى الأمن الداخلي الى أن حالات السحر والشعوذة تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى ظاهرة خطيرة، تتفشى في مختلف القطاعات الشعبية إلى جانب طبقات رفيعة المستوى تلجأ إلى هذه الأساليب لمعرفة الطالع والمستقبل.
“حشرية”، الخوف من المستقبل، دوافع نفسية؟… لا يهم. الأساس أن الآلاف يتكلون على أخبار المنجمين والمبصرين والمشعوذين كي يبنوا يومياتهم على أقوالهم، فتكون الصدمة مضاعفة عند فشل التنبؤ، فهل ستتوقفون عن تصديقهم وسماعهم أم أنكم مستمرون في لعبة الابتزاز تلك؟