2022 خلصت… 2023 لولا مساحات الرجاء

حجم الخط

كتبت “المسيرة” – العدد 1736

2022 خلصت؟

2023 لولا مساحات الرجاء

مع نهاية هذا العام وبداية العام 2023 يقف اللبنانيون حائرين متردّدين، وكأن الفرح تبدّد بعدما تسللت الخيبات، والأمل انزوى بعدما تمدّدت مساحات الظلم والفقر واليأس من كل ما يجري ويحصل.. تقريباً من كل شيء، لولا مساحة الرجاء تلك القابعة في امتداد الليل، كأنها النجمة التي أضاءت طريق مغارة ولادة الرب، فغيّرت العالم.

لم يُحبَط اللبنانيون من لاشيء. لم ييأسوا لأنهم ما أدركوا الفرح في إطلالات العيد، لا! ففي العام 2022 المنقضي حمل اللبنانيون جزاءً آخر عن فعلٍ لم يرتكبوه، ودفعوا من مستقبلهم ثمنًا آخر عن جريمة ارتكبها فرّيسيوهم، وهم منها براء. لم يُحبَط اللبنانيون من لا شيء، بل من مسؤولين قطعوا حبال الحقيقة في قضية العصر قضية تفجير مرفأ بيروت ولم يبالوا. من مسؤولين تاجروا بعدَ أرواح أبنائهم، بلقمة عيشهم ودواء أوجاعهم وعلم أولادهم. من مسؤولين قوّضوا النظام والقوانين والشرائع وراحوا يتحضّرون لفرض شريعة الغاب.

هم يواجهون اليوم إنتقال العالم من عام إلى عام محبطين لأنه لم يُترَك لهم العيش في وطن الأحلام ولا الحلم بوطنٍ بديل…

لكن على الرغم من كل ذلك، ما فقدوا روح المقاومة ولا تخلّوا عن الوفاء للحقّ وللشرفاء، الشهداء منهم والأحياء. ولم يطلبوا من الإيمان ما زاد عن حبّة الخردل لينقلوا الجبال ويرمّموا الآمال… وها هم يفعلون.. يعرف اللبناني أن قدره دومًا لملمة الفرح من حقول الشوك، ولا ينقصه من العزيمة والهمّة ليبدأ جمع الغلال ولو بيدين مضرّجتين.. إنه مجدُ الأعياد وجوهر الميلاد..

بلى ثمّة فرحٌ كثير، ولو كان ثمّة شوكٌ كثير.. سنعبر إلى العام الجديد برجاء.. هللويا!

للإشتراك في “المسيرة” Online:

http://www.almassira.com/subscription/signup/index

from Australia: 0415311113 or: [email protected]​​​​​​​​​​​

المصدر:
المسيرة

خبر عاجل