لا يُخفى على أحد أصداء مسلسل “ستيليتو” العرب الذي انتهى عرضه أخيراً، بتركيبة جمعت نخبة من ألمع الممثلين في الوطن العربي، الذين تفرّدوا بأداء جماعي ضخم، من بينهم بديع أبو شقرا.
وجسّد الفنان اللبناني بديع أبو شقرا، شخصية خالد التي تتمتع بالبساطة والطيبة. وبعيداً من كل التعقيد الذي تحمله شخصيات المسلسل، ينظر خالد إلى الأحداث المتتابعة بتمعّن، ويكون على دراية بكافة الأمور التي تحدث، إلا أنه يبقى محتفظاً بتلك الحقائق حتى النهاية، ويبوح لأحد أصدقائه بكل ما يعرفه في النهاية.
كيف يعلّق أبو شقرا على الانتقادات التي لحقت بـ”ستيليتو”؟ ماذا يكشف عن كواليس التصوير؟ وهل من أعمال جديدة؟ وما هي الحلول برأيه لقيام قطاع الإنتاج التلفزيوني في لبنان؟
يعترف أبو شقرا، في حديث عبر موقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، أن “شخصية خالد تشبهني، بالتالي فتجسيد أي شخصية تُشبه الممثل، تسمح له برؤية نفسه من الخارج وهذا يساعد على النقد البنّاء لتبرير تصرفات الشخصية وأحداثها”.
ويوضح أن “لا عمل من دون أخطاء، لكن اللذة هي بالجدل الذي يخلقه أي عمل، والانتقادات لا تعني أخطاء. وأي عمل بلا جدل على كافة المستويات يمرّ مرور الكرام حتى ولو كان ناجحاً. والجدل أو النقاش الذي يطرح الأمور كما هي، يشجعني أكثر فأكثر”. ويضيف، “يمكن أن تكون للمنتج والممثل وجهة نظر لا تناسب رأي جزء من الناس فيتم وضعها بخانة الأخطاء”.
ويعتبر أبو شقرا أن “أي نقد لعمل فني يجب أن يوضع في خانة التصنيفات، أي بحسب نوع العمل وطريقة معالجة الفكرة، والجمهور الموجّه إليه العمل، وطبعاً لا نستطيع تبني طريقة نقد واحدة لجميع الأعمال، ولا يجب أن تكون الانتقادات بكلام جارج وغير مبني على أي نقاش”.
ويكشف عن كواليس “ستيليتو”، قائلاً، “الكواليس كانت مسلسل داخل مسلسل، عملنا كعائلة ومجتمع واحد، براحة وهضامة وتماسك أعطى ثمرته في المسلسل نفسه، وهذا ما ساعدنا على تخطي كل التعب الذي واجهناه، وهذا ضروري لأي نجاح”.
ننتقل مع بديع من “ستيليتو” إلى الوضع اللبناني وتداعياته على القطاع الفني. يشرح، “المشكلة في القطاع لا مع الكتّاب والإنتاج والفنانين، بل لأننا أصبحنا بلا بلد وهذا مُتّفق عليه من دون أي نقاش، واليوم انتهى كلام العواطف والتشجيع ونكران الواقع المرير، لأن الفن بحاجة إلى ظروف تُسخّر له على جميع الأصعدة، مع حماية القانون ومساعدة النقابة”.
وصفه جريء للوضع القائم، إذ يؤكد أن “الوضع صعب جداً على القطاع، والأمل لا يُفيد حالياً وكأننا نقول لمهاجر (تعا عيش بلبنان)، فلا شيء سيتغيّر قبل التغيير الجذري للمتحكّمين برقبة البلد وشكل السلطة كلها، وهذا التغيير ليس فقط على الصعيد الرسمي وفي الشوارع إنما يجب أن يكون من خلال التغيير الثقافي والاجتماعي، وإلا سنبقى في هذه الدوامة، والأمل لا يغيّر، بل الانتخابات والوعي والحركة هم أداة التغيير الفعلي”.
في المقابل، يقول إنه “على الرغم من كل هذه السوداوية وإصراري على عدم العمل بضخّ الأمل، لا تتوقف المحاولات إن على المسارح أو التلفزيونات أو الغناء، وهذا دليل على أننا لا نشكّ بقدراتنا، والفنون جزء أساسي من التغيير لكنها مكلفة جداً، في الوقت الذي لم نلمس أي تشجيع رسمي لدعم هذا القطاع. نحن من نصنع الأيام الجميلة، إلا أنها للأسف ليست كذلك أبداً”.
ويكشف عن أنني “أدرس أعمالاً جديدة، وأحاول أيضاً خلق عمل إلى جانبها، على أمل أن يصل صوتنا إلى المعنيين، عسى وعلّ (يمشي الحال)”.