ترأّس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ الاجتماع الشهريّ لمطارنة لبنان والرؤساء العامين والرئيسات العامات في المقرّ البطريركيّ في الربوة وبحثوا شؤونا كنسيّة وطنية واقتصادية واجتماعية وأمورا طارئة تتعلّق بالأوضاع الاجتماعية لأبناء الطائفة.
و أصدر المجتمعون البيان الآتي:
“افتتح الآباء الاجتماع بالصلاة من أجل راحة نفس البابا الراحل بندكتوس السادس عشر. ثمّ وجّهوا المعايدة بمناسبة الأعياد المجيدة متمنّين سنة مباركة تحمل للبنانيين السلام والطمأنينة والاستقرار.
– توقف المجتمعون عند الأزمة السياسية الضاغطة التي تعصف بالبلاد وتهدد بانهيارها بشكل كامل بعد ان تداعت القطاعات الاساسية الواحد تلو الآخر، المصرفية والتربوية الصحية وسائر القطاعات الحيوية الأخرى، ويحذرون من استمرار الفراغ وتداعياته على الأوضاع الاجتماعية والمعيشية والأمنية. ويدعون النواب الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن لإنقاذ ما يمكن انقاذه مما تبقى من هذا الوطن المعذب .
– ان الوضع المأسوي الذي نمر به يستدعي من الجميع تحكيم الضمير والعمل الحثيث على تمييز الأزمات الداخلية عن تلك الخارجية، وعدم انتظار التسويات والتفاهمات الإقليمية والدولية، بل النظر بعين مجردة إلى مصلحة الوطن والمواطن.
– توقّف المجتمعون مطوّلا أمام الإجحاف الكبير اللاحق بأبناء الطائفة وأمام عدم مساواتهم بشركائهم في الوطن .على سبيل المثال وليس الحصر فإنّ منصب مدير تلفزيون لبنان المخصّص عرفا لأحد أبناء الطائفة لا يزال فارغاً منذ العام 2017 .ومع ذلك فقد تم تكليف من هو من غير أبناء الطائفة لإدارة هذا المرفق بالرغم من وجود كفاءات عالية ومشهود لها من بينهم. ونذكر بأن هناك مناصب لشركاء بالوطن لم تشهد أي فراغ على الرغم من تشابه الظروف. وفي هذا السياق ندعو وزير الاعلام وبعد أن استعاد سلطة الوصاية على تلفزيون لبنان أن يسارع إلى تعيين مدير كاثوليكي لتلفزيون لبنان ومن دون أي تأخير .
– أعرب الآباء عن خشيتهم من التهديدات التي عادت تطلّ برأسها منذرة بتدمير العام الدراسي وتوقفه في أي لحظة بفعل التغاضي عن انصاف اصحاب الحق .فالأهل يعانون من الأزمة الاقتصادية والمالية عينها كما تعاني الهيئات التعليمية والادارية فيجب حلّ هذه المعضلة .
– إن إذلال المواطن على أبواب المستشفيات ووقوفه في طوابير انتظار الدواء دليل خطير على تردّي القطاع الصحي في لبنان وما تكاثر الأمراض إلّا نتيجة حتمية لانهيار هذا القطاع الإنساني .
– إن الاستمرار بحجز أموال المودعين يشكّل عبئا على الدورة الاقتصادية في البلاد، وإننا نرى الحل في إعادة هيكلة القطاع والحفاظ على أموال المودعين والإفراج عنها تدريجيا وليس بالهروب إلى الامام وتصعيد المواقف. وحمّل المجتمعون المسؤولين السياسيّين تبعات الانهيار الاقتصادي الناشئ عن خلافاتهم السياسيّة والحزبيّة التي لم تعد تعني المواطن بشيء.
– إن موقف كنيستنا هو دعم الدولة لإقرار قانون عامّ ينظّم الأحوال الشخصيّة لجميع اللبنانيّين وليس لفئة دون أخرى.
– تدارس الآباء النشاط السينودسيّ القارّي الذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس، ووضعوا خطوطًا عريضة للمرحلة المقبلة التالية بعد أن ينتهى العمل ضمن الكنائس ذات الحقّ الخاصّ”.