إلى جانب معضلة الكهرباء التي انقطعت عن العواميد، تبرز مشكلة المياه في جبل لبنان، الذي يعاني بعض المناطق فيه من استنسابية في توزيع المياه. فأحياء تنقطع عنها المياه بشكل تام، في حين تنعم أحياء مجاورة في المنطقة ذاتها بالمياه، ما جعل الأهالي يرفعون الصوت ضد من سمّوهم “مافيات” تعمل وفق مصالحها الخاصة، فتقطع المياه عن أحياء لتعطي أخرى.
لم تتوقف العملية عند هذا الأمر، إذ أدخل المسؤولون عن هذه العملية المفضوحة أصحاب صهاريج المياه في البازار معهم للاستفادة مادياً، من خلال توزيع المياه على الأحياء المقطوعة عنها المياه، في ما يشبه المؤامرة على السكان الذين باتوا يدفعون الثمن مرتين، مرة لشراء المياه من الصهاريج ومرة ثانية لدفع ثمن اشتراك المياه السنوي.
وبعد ورود شكاوى عدّة من الأهالي إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، تواصلنا مع المسؤولة الإعلامية في مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، تينا رزق الله التي توضح أن المؤسسة تعاني من بعض المشاكل، مثل بقية قطاعات الدولة، منها مادية وأخرى تقنية.
وتعتبر، في حديث لموقعنا، أنه من الطبيعي أن تعاني المناطق والأحياء التي تتغذى بالمياه من محطة دير الصليب التي تعرضت إلى السرقة، في الوقت الذي لا تملك المؤسسة الإمكانيات المادية لإعادة المحطة إلى حالتها السابقة، لأنه تم سرقة الأسلاك الكهربائية التي تزود المحطة بالكهرباء، “ونحن بانتظار الـNGOs، لمساعدتنا في إعادة تأهيل محطة دير الصليب”.
وتؤكد أنه يمكن أن يتم تزويد بعض الأحياء بالمياه أكثر من أحياء أخرى نتيجة خطأ ناتج عن شخص معيّن.
وتضيف، “هناك عطل في مولد الكهرباء في محطة دير طاميش، هو أثر سلباً على عملية تغذية المياه، لكن العمل قائم على تصليح الأعطال لإعادة المياه إلى المنطقة.
وتشدد على أنه لا يوجد أي مشكلة بالنسبة إلى المناطق الساحلية في المتن وعملية ضخ المياه قائمة بشكل سليم، أما بالنسبة إلى منطقة المنصورية، هناك مشكلة في محطة الديشونية التي تغذي مناطق عدة مثل المنصورية وبيت مري وغيرها، يتم توزيع المازوت على المحطة مرة كل 10 أيام، وحكماً ستعاني تلك المناطق من مشكلة المياه، وهو أمر مؤسف.