بهورات “الحزب” سمك في البحر

حجم الخط

منذ أيام قليلة، سرّب مقربون من “الحزب” عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أن الحزب ضم حوالي 10 آلاف عنصر جديد هذا العام الى صفوف التعبئة العسكرية والحزبية، واستتبع هذا التسريب خلال الساعات الماضية بتغريدة للشيخ صادق النابلسي المحسوب على الحزب وناقل رسائله غير الرسمية، لمن يعنيهم الأمر، بالقول إن “الضربة لا تُرعِب، وما يرعب هو انتظارها. العبارة لـ ألفريد هتشكوك. هكذا تنظر إسرائيل إلى 10000 تعبوي جديد انضموا إلى صفوف الحزب”.

ففي حين يغرق لبنان وشعبه وجمهور “مقاومته” ببؤس اجتماعي واقتصادي ومعيشي، يوسّع “الحزب” معمل الموت الذي أنتجه غير آبه بأرواح الشباب الذي ضمهم الى آلته العسكرية، ومتناسياً حجم القتلى الذين سقطوا من صفوفه في سوريا.

حتماً لا يريد “الحزب” من هذا الكلام توجيه رسالة الى إسرائيل، فالعشرة آلاف مقاتل الذي أضافهم الى المئة ألف الذي تحدث عنهم في غزوته عين الرمانة العام 2021، لن يحدثوا فرقاً بالنسبة لإسرائيل، إذ تبقى التهديدات المتبادلة بين الجانبين مجرد بالونات إعلامية بعدما تغيّرت كل المعادلة عقب حرب تموز العام 2006، وثّبِّت هذا التغيير باتفاق ترسيم الحدود البحرية منذ شهرين.

رسالة العشرة آلاف مقاتل التي أراد “الحزب” توجيهها الى الداخل، تبقى مردودة لأصحابها، وهو أكثر العالمين بأن تسريباته العسكرية هذه لا تعدو كونها سمكاً في البحر، وأنه لو امتلك ملايين المقاتلين، لن يتمكن من الاستفادة منهم في الداخل.

لا بأس إذا كان وراء هذا التسريب محاولة طمأنة “الحزب” ناسه، بأن قوته التي وصلت “الى ما بعد بعد حيفا، وما بعد بعد كاريش”، تزداد وتتأصل، لكن لا بدّ أيضاً من التوقف وباختصار شديد عند بعض محطات طمأنة الحزب لمجتمعه.

معيشياً، طمأن “الحزب” بيئته بأن الزرع على البلاكين وسطوح المنازل يسد حاجتهم من المزروعات. واضح كم نجحت هذه الخطة، وواضح أيضاً ما تعاني منه بيئته اجتماعياً ومعيشياً.

طمأن “الحزب” بيئته بأن المازوت والبنزين لن ينقطعا في مناطق نفوذه، فكان أن أدخل صهاريج إيران المحملة بالفيول مرتين فقط الى لبنان، وخارج إطار الدولة، وقامت القيامة بين جمهوره على خلفية البونات و”طلع لغيري وما طلعلي”.

طمأن “الحزب” بيئته بأنه سيدحر إسرائيل ويمحيها عن الوجود، فكان أن سهّل عمليّة ترسيم الحدود واستعاض عن قتال إسرائيل باشتباك جمهوره المتكرر مع قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان.

اللائحة تطول لكنها لن تغير في واقع الغرق الذي نحن فيه شيئاً، على أمل أن تعود قيادات “الحزب” الى تاريخ لبنان، فتتيقن، بأن هذا البلد لا يمكن أن يكون إلا للجميع، وبأن “البهورات” تبقى كلاماً يمحيه ضوء النهار وكثرة الوقائع.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل