الرياضة مهمّشة في لبنان… “اشتغل بالنهار واتمرّن بالليل”

حجم الخط

على الرغم من الإنجازات الرياضية المحقُّقة، مثل تأهّل المنتخب اللبناني لكرة السلّة إلى نهائيات كأس العالم، وفوز ناشئات لبنان بكرة القدم ببطولة اتحاد غرب آسيا في الأردن، تبقى الرياضة اللبنانية “ضعيفة” نسبياً. فالإنجازات تأتي بشكل متقطّع، وليس في سياق مسار ثابت. ذلك طبعاً بسبب الدعم غير الكافي من وزارة الشباب والرياضة، وميزانيتها المحدودة، أضف إلى سوء الإدارات والوضع الاقتصادي بشكل عام.

عنصر المال بات مهمّاً جداً لنموّ ونهضة الرياضة. ومعلوم أن قسماً كبيراً من أغنى أغنياء العالم، رياضيون. ومن المعروف أيضاً أن المحترفين عند اعتزالهم، يتّجهون إلى الاستثمار بالمال الذي جنوه خلال مسيرتهم. أما في لبنان، فالرياضي “بيشتغل بالنهار وبيتمرّن بالليل”.

الوضع الاقتصادي الصعب

معظم الرياضيين المحترفين عالمياً لا يعملون، بل يركّزون على الرياضة والتمرين، ويتقاضون مبالغ طائلة من دولهم والأندية التي يلعبون ضمن فرقها. فالدول والأندية تعتبر أن على لاعبي المنتخبات الوطنية والفرق الرياضية، التركيز فقط على لياقتهم البدنية ومهاراتهم من خلال التدريبات المكثّفة، في حين أن اللاعبين اللبنانيين يعملون معظم الوقت في مهن مختلفة، ويتمرّنون في الوقت الباقي.

وعلى المستوى العالمي، يتقاضى اللاعب مبالغ مرتفعة جدّاً، بالإضافة إلى الأموال التي يحصِّلها من الإعلانات الترويجية لهذه السلعة أو تلك، بعقود خيالية بالنسبة للبعض، ممّا يشجّعه على الاحتراف. في حين أن هذه الفرص غير متاحة للاعب اللبناني، ليضمن مستقبله بعد بلوغه سن التقاعد.

كما أن معظم اللاعبين يبرز على الصعيد المحلي ويقدِّم مستوى ممتازاً، لكن الغالبية تتجنَّب المشاركة في البطولات العالمية، إذ إن اللاعبين ملزمون بتغطية التكاليف على نفقتهم الخاصّة، وأغلبهم لا يملك القدرة على ذلك، فيفضّلون عدم الاحتراف دولياً.

ويوضح الصحفي المتخصّص بالشؤون الرياضية جورج سويدي، في حديث عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “الرياضات الفرديّة أيضاً تعاني، مثل بطلة الرماية راي باسيل، إذ إن الدولة لا تدعمها، بل هي تتولَّى كلّ تكاليف سفرها للمشاركة في البطولات العربية والإقليمية والدولية”.

فئة الشباب

وفي مقارنة سريعة بين الوضعين اللبناني والأميركي. في الولايات المتّحدة، معظم المدارس والجامعات تركّز على وجود الفرق الرياضية والمشاركة في البطولات، كما أنّها نظّمت اتحاد الرياضة الجامعية ـ NCAA.

أما في لبنان، ولتلّخيص الصورة بمثل واحد، معظم المدارس تلغي حصّة الرياضة لتعطي مادّة علمية بدلاً عنها. ذلك بالإضافة إلى أن معظم الشباب يشكون من أنه لا وجود كافٍ للأكاديميات الرياضية وعددها محدود. علماً أن تكلفة الاشتراك في الأكاديميات الخاصة مرتفعة جدّاً لكونها تبغي الربح، في حين على الدولة تأمين ممارسة مختلف أنواع الرياضة لفئة الشباب، وإنشاء الأكاديميات والنوادي والملاعب اللازمة، كما يحصل في مختلف دول العالم.

سوء الإدارة

ويضيف سويدي، أن “السياسة تتدخّل حتّى في الاتحادات الرياضية، على قاعدة مقعد مسيحي ـ مقعد شيعي ـ مقعد سنّي، وغيرها. وكلّ رئيس اتحاد يريد أن يدخل معه رفاقه، بغضّ النظر عن كفاءتهم”، مشيراً إلى أنه “على الاتحادات إنشاء ذمّة مالية لنفسها، أي أن تبقى شخصيتها المعنويّة مع تغيّر رئيس الاتحاد، لا أن يؤسّس الرئيس الجديد من الصفر”.

وعن الوعي الرياضي في المجتمع اللبناني، يؤكد سويدي، أن “هناك جهلاً كبيراً لأهمية الرياضة في لبنان. وعلى سبيل المثال، دعم المنتخب اللبناني لكرة القدم والاستثمار فيه والوصول إلى كأس العالم، دعاية ممتازة للبلد، وتوازي في أهميتها الدعايات والإعلانات وأفلام التسويق السياحيّة”.

بالإضافة إلى ذلك، يوضح سويدي، أن “في لبنان مواهب كبيرة، والمدرّب الأسبق للمنتخب اللبناني في كرة القدم (تيو بوكر)، أكّد ذلك في مقابلة مع صحيفة ألمانية، لكن المشكلة تكمن في أنه ليس هناك متابعة”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل